اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

حركة القيادة منوطة بتحركات الجمهور - بقلم: عبد القادر سطل

 
 
مرة أخرى تجد نفسها الجماهير العربية في البلاد أمام امتحان الانتخابات للبرلمان الاسرائيلي وهي كالعادة مفاجأة وغير جاهزة. وبات واضحا للجميع ما آلت إليه الأوضاع في البلاد من سيطرة اليمين الاسرائيلي على الساحة السياسية سيطرة تامة بحيث تخجل أحزاب الوسط كحزب العمل من ذكر كلمة يسار أو أن تكون نقيضا لليمين فراحت تعلن وحدة صفها كأحزاب يمينية مغايرة لما هو مطروح على الساحة السياسية وكأن لها أجندة مختلفة عن اليمين الحاكم. وسمعنا في الايام الاخيرة عن التحالف بين ما يسمى بالايتسل (ليني) والهاجناه ( هرتسوج) يعلنون عن توحيد صفوفهما بهدف اسقاط نتنياهو وطبعا احتمال حصول هذا الامر بحتّم التنبيه على أن هذا التحالف هو تحالف صهيوني بحت مما شدد عليه الطرفان. وتبع هذا التحالف اجراء الاحصائيات لمينا تسيماح التي اعلنت أن مثل هذا التحالف قد يهدد استمرار حكم بيبي وتشكيل حكومة من قبل ليبني وهرتسوج. كما وأشارت الاحصائيات فيما لو جرت الانتخابات اليوم أن الاحزاب العربية التي وضعت في خانة واحدة رغم تفرقها ستحصل على 11 مقعدا. وهل من جديد يا تسيماح تحت القمر؟ 
 
وتشهد الاوساط العربية عامة من أعلى الجليل إلى النقب نداء يطالب الاحزاب العربية بالتوّحد وأن هذا الأمر بات مطلب الساعة وراح من يهدد بمقاطعة الانتخابات فيما لو لم يتم مثل هذه الوحدة . أقول لا بأس , لا بد من إيجاد وسيلة لتوحيد الصفوف لدى الاحزاب العربية في البلاد ومع ذلك أرى من المستحيل أن  نجد أنفسنا يوم الانتخابات ذاهبون لانتخاب قائمة عربية موحدة تمثل كل الجماهير العربية في البلاد. ولكن الاهم ما سبق أن قلت توحيد الاحزاب العربية غير كافي لتحقيق الهدف وهو زيادة عدد ممثلينا في البرلمان الاسرائيلي. وبحسب نسبة الجمهور العربي في البلاد 20% من السكان عامة يجب أن يكون عدد أعضاء الكنيست العرب 18 عضواً أي ثاني أو ثالث أكبر حزب في البلاد بعد الحزب الحاكم . عندها سنشعر برياح التغيير في البرلمان الاسرائيلي . توحيد الصف يتطلب منا أيضا توحيد الجماهير العربية حول أحزابنا العربية . أنا شخصيا لا أفهم أي مواطن عربي فلسطيني في اسرائيل يصوّت لحزب يعلن عن نفسه حزبا صهيونيا كحزب العمل مثلا أو حتى ميرتس. سمعت ليبني وهرتسوج يلعنون عن دولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي فهل هناك من العرب من سيعطون صوتهم لمن لا يعترف بوجودهم أصلاً. "ليت الرياح تسير بما تشتهي السفن" . على جماهيرنا العربية في البلاد أ، لا تبحث عن أعذار لمقاطعة الانتخابات بل الوقوف صفا واحدا لدعم قوائمنا العربية للكنيست وعدم التشرذم وراء قوائم صهيونية لا تسمن ولا تعني من جوع. نحترم من يقول أنه يقاطع الانتخابات لأسباب ايدولوجيا ولكن لا نفهم من يقاطع الانتخابات ليعقب طرفا ما أو يصوّت للأحزاب الصهيونية في كلتا الحالتين وبشكل غير مباشر ستكون النتيجة دعم لأحزاب اليمين المتطرّف.
 
عبد القادر سطل 
يافا 
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook