اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

في مثل هذا اليوم من العام 1268 - الظاهر بيبرس يسترد مدينة يافا من الصليبيين

 
في 19 يناير 1268 استرد المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس مدينة يافا من الصليبيين بعد حروب عنيفة ضد الصليبين والمغول في مدن فلسطين القديمة.
 
قرر بيبرس أن يعاقب الصليبيين الذين ساعدوا المغول في معركة عين جالوت .. خاصة بوهيموند السادس أمير أنطاكية، فأعدَّ جيشا قويا، وأسطولا ضخما، وأعاد تحصين القلاع والحصون، وأفسد الطرق والوديان المؤدِّية إلى الشام؛ حتى لا يجد المغول أثناء زحفهم ما يحتاجون إليه من قوت أو علف .
 
وتمركز هذا الجيش في حلب لشن الغارات على أنطاكية ، تجددت الغارات في السنة التالية.. وتعرض ميناء السودية للتهديد ، وكذلك تعرضت مدينة انطاكية نفسها للحصار وكادت أن تسقط لولا النجدة المغولية الأرمنية اللي قادها الملك هيتوم فاضطر المماليك لفك الحصار عنها، بالمقابل خاف الصليبيين من قوة المماليك المتنامية فمالوا للصلح آملين في استعادة اسراهم تنفيذا للوعد الذي قطعه السلطان أيبك.
 
فتوجه الكونت إبلين كونت يافا ويوحنا الثاني كونت بيروت إلى القاهرة سنة 659 هـ/1261 م وأجروا مفاوضات مع الظاهر بيبرس لاسترجاع أسراهم وعقد هدنة فوافق بيبرس بشرط العودة إلى ما كان الأمر عليه أيام الملك الناصر صلاح الدين وإطلاق الأسرى المسلمين إلا أن الإسبتارية والداوية رفضوا التخلي عن الأسرى المسلمين نظرا لإنهم صناعا مهرة ونظرا لأهميتهم المادية للطائفتين.
 
وترتب على ذلك ،قطع بيبرس للمفاوضات وأمر بنقل أسراه من الصليبيين إلى معسكرات العمل الخاصة بتشييد العمائر، وتحركت الجيوش بإتجاه أملاك الصليبيين وهاجم حصونهم، فاضطروا أن يطلبوا منه الصلح مرة أخرى، فرد عليهم قائلا:”لم لا كان هذا قبل حضورنا إلى هذا المكان؟ ردوا ما أخذتموه من البلاد وفكوا أسرى المسلمين جميعهم فإني لاأقبل غير ذلك”.
 
بدأ بيبرس حربه بمهاجمته إقليم الجليل، فنهب الناصرة ثم شن هجوما مفاجئا على عكا وحاول اقتحام أبوابها في أبريل 1263 م ، لكنه لم يستطع أن يدخلها لحصانتها وكثرة الصليبيين بها ، فتركها بعد أن نهبها ورحل على بيت المقدس. وهاجم في الشهر التالي قيسارية وعثليث. بعد ذلك نزل بيبرس بقوات ضخمة إلى غزة ومنها على قيسارية ففتحها في جمادى الأول (شباط)، ثم تقدم صوب يافا ..
 
وتمكن بيبرس من أن يدخل يافا ويستردها بدون قتال، لأن الصليبيين فروا منها هاربين.
 
يافا من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية التي أسسها الكنعانيون في الألف الرابع قبل الميلاد ، وكانت مركزا تجاريا مهما للمنطقة لفترات طويلة .. حيث بدأ ساحل فلسطين في هذا الوقت يشهد وجود العديد من السكان الذين أعجبهم موقع يافا الجذاب .. فازدهرت المدينة عبر العصور القديمة..
 
كانت يافا تعتبر قبل النكبة عاصمة فلسطين الثقافية بدون منازع، حيث احتوت على أهمّ الصحف الفلسطينية اليوميّة وعشرات المجلات ودور الطبع والنشر، إلى جانب احتوائها على أهم وأجمل دور السينما والمسارح والأندية الثقافية في فلسطين.
 
احتفظت مدينة يافا باسمها الكنعاني منذ نشأتها .. والذي يعني الجميل أو المنظر الجميل.
 
وهذا لجمال المدينة الأخاذ لدرجة أن هناك برديات كثيرة تحكي عن جمال مدينة يافا منها بردية “أنستازي الأول”، من القرن 13 ق.م التي أشارت لجمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook