اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال: "يافا في الذكرى الثالثة والستين للنكبة" بقلم: عبد القادر سطل

 


وتمضي السنون ومعها النكبة الفلسطينية التي تسدل الستار على عام آخر من مأساة هذا الشعب المشتت القابع تحت الاحتلال منذ عقود من الزمن. ومنا من يعيش تحت وطأة التخلّف العربي والحكم الاستبدادي الظالم في عالمنا العربي. ومنا من واكب أربع سنوات من الانقسام داخل الوطن وخارجه وكأن ما خلّفته النكبة لا يكفي ليقصم ظهرنا. نسدل الستار على عام يشتد فيه الحنين إلى الوطن فصرخة "ارحل" الموجهة إلى الحكام الظالمين في العالم العربي تخدش الأسوار التي تحول دون وصول أهلنا إلى أرض الوطن. تنطلق طريق الآلام من تونس الخضراء متوجهة نحو مصر ومنها إلى جميع أنحاء عالمنا العربي حيث تترك لدى أبناء شعبنا الفلسطيني بصيص أمل يرى من خلاله النور المنبعث من ثقوب الجدار العازل المحيط بأرضنا الفلسطينية.

في الذكرى الثالثة والستين للنكبة تنتفض شعوبنا العربية ضد الظلم والغطرسة , ضد القهر والاضطهاد , ضد الفساد وعنجهية الحكام. انتفاضة تنبعث من كل زنقة في عالمنا العربي تنادي بالحرية والعدل وتحقيق المصير لكل الشعوب بما فيها شعبنا الفلسطيني الذي أثبت للعالم أنه صاحب حق. . لق زيّنتَ يا شعب تونس ثورة المصريين الشباب الأبطال الذين رسموا أجمل صورة من النضال من أجل التحرر عندما عانق الفلاح الجندي وعانق المدرّس الضباط الأحرار الذين رفضوا الخنوع والإذلال.وها هي شعوب اليمن وليبيا تدفع ثمنا غاليا من أجل الحرية حيث يسقط يوميا عشرات الشهداء وتحوّلت صلاة الجمعة في المساجد إلى ملحمة يشهد لها العباد ورب العباد.

وعلا عويل أطفال فلسطين في غزة هؤلاء الأطفال الذين جفت حناجرهم وطاقت لشربة ماء أو لقمة خبز تسكّن ألم الجوع والعطش بعد حصار دام طويلاً ليصل إلى كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج. فالدماء الزكية لن تذهب هدراً فهي تغسل تراب الوطن الذي دنّسه المحتل والغاصب في فلسطين وباقي عالمنا العربي وتعددت ألوان قوس قزح لتلمع ألوان العلم العربي الأحمر والأخضر والأبيض والأسود الذي يسطع منها نور الحرية للشعوب العربية كل الشعوب بما فيها شعبنا الفلسطيني.    
   
قضية فلسطين هي قضية كل الشعوب وشعب فلسطين هو نموذج مصغر لعالمنا العربي, وأرض فلسطين كانت وما زالت الأرض المقدسة, أرض الرباط. فهي التي شهدت ميلاد سيدنا المسيح وأمه مريم عليهما السلام وهي مسرى الرسول من فوق حائط البراق , وفيها القيامة والصخرة وفيها البشارة وفيها أطفال يقودون انتفاضة ونساء أبدعن في النضال وشيوخ أبى الدهر إلا أن ينحني  أمام صمودهم وصبرهم وأسرى قابعون في سجون الاحتلال منذ عقود , هم أسطورة في تحمّل كل المصاعب في سبيل الحرية ولا نقول حرية الفرد بل حرية كل فرد على أرض الوطن.

وتحمل الذكرى الثالثة والستين للنكبة بشرى لشعبنا الفلسطيني بانتهاء الانقسام بين الأشقاء وعودة الوحدة التي نعتبرها حلقة مهمة في المضي قدما نحو تحقيق المصير. وحدة في الضفة والقطاع تتلوها أخرى في الداخل بين الأشقاء في الحركة الإسلامية . ما أجملها من صورة يحتضن فيها الأخوة وتدمع العيون لمشهد طالما انتظرناه. وما هي إلا أشهر قليلة حتى يعلن عن قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود 4 حزيران 1967, شاء من شاء وأبى من أبى هذا الإعلان الذي يشكل ضغطا كبيرا على حكام إسرائيل لأن هذا الإعلان يلقى تأييد غالبية دول العالم. هذا بالإضافة إلى العشرات من المسيرات التي ستنظم في جميع أنحاء العالم تنادي بالحرية والاستقلال وعودة أبناء شعبنا الفلسطيني أينما كانوا.
 

وتعيش يافا لحظات من السعادة والفرح ببدء مسيرة التحرر في عالمنا العربي, وأخرى من الخوف والارتباك لما يحدث فيها من مخططات تهدد وجودنا. وتعلو أصوات الشباب فيها كما هو الحال في عالمنا العربي المنتفض لتقول نريد حلاً لمشاكلنا المستعصية. نريد أن نبني مستقبلا لأطفالنا يضمن استمرار وجودنا. وجودنا في العجمي والجبلية والنزهة وسكنة درويش وأبو كبير وكل مكان يحمل قصة يافا وتاريخها ومجدها.

لقد انعم الله علينا بالعيش في يافا, أجمل بقعة في فلسطين, عروس البحر وفلسطين والشرق. ونحن في يافا جزء من هذا الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه وهناك آخرون يطوقون إلى العودة إليها منهم من قضى نحبه في الغربة ومنهم من ينتظر العودة في مخيمات اللاجئين في شتّى بقاع العالم.

وأخيراً نقول: الحرية لأسرانا بما فيهم الأخ حافظ قندس , المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وألف تحية لشعوب الحرية .

عبد القادر سطل
في الذكرى الثالثة والستين للنكبة

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
גאוה גאזאק אלוה כול חיר עלא הזא אלמדמון אלראאע ואלאבדאע פי אלכיתאבה.
יאפיה - 10/05/2011
رد
2
احفاد القرده لا حولا ولا قوة الا بالله سنردهم الى من حيث اتو باذن الله
فلسطيني - 10/05/2011
رد
3
النكبة كل اللاحترام هى العروبة والوطنية الى بترفع الراس يعتيكم العافية على ها لتوعية
كلمة حق - 10/05/2011
رد
4
بارك الله فيك بارك الله فيك كلمة حق في زمن النسيان ....
ام محمد - 10/05/2011
رد

تعليقات Facebook