قرر الأب قسطنطين نصار كاهن رعية الروم الأرثوذكس في يافا عدم نصب شجرة الميلاد في مدينة يافا لهذا العام على غرار الأعوام الماضية، وقال الأب قسطنطين نصار في مقالة كتبها " إن العالم بأسره ينتظر بفارغ الصبر عيد الأعياد عيد المحبة والسلام عيد الميلاد المجيد والذي يحمل معاني سامية ومهمة في علاقة الانسان مع أخيه الانسان فتنموا النفس من خلال الصلاوات والتراتيل الميلادية وتتزين البيوت وتضاء أزقة وشوارع المدن بالأضواء الميلادية وتوضع أشجار الميلاد في كل مكان في البيوت والشوارع والمؤسسات والمحالات التجارية وذلك لزرع أجواء من الفرح والسعادة بين الناس".
وأضاف "قبل ثلاثة أعوام وضعنا وللمرة الاولى شجرة الميلاد الضخمة في وسط مدينتنا يافا في خطوة لادخال البهجة والمحبة لجميع المواطنين في المنطقة ففعلا توافدت جموع غفيرة وكبيرة من جميع أقطار البلاد وحتى ساعات الليل المتأخرة لمعاينة ورؤية شجرة العيد".
وتابع "إن نصب وإقامة هذا المشروع ليس بالهيّن أبدا بل يتطلب منا اتخاذ كافة الأمور الأمنية والمادية والتقنية وغيرها من الأمور والتي تستنفذ منا الكثير من الوقت والمال وكل هذا يأتي لإظهار هذا المناسبة بحلتها المناسبة والجميلة وإننا نطمح أيضا بمزيد من التقدم في إعلاء الشجرة إلى أمتار أكثر ووضع مغارة كبيرة تحت الشجرة وتغيير الزينة لكننا وفي كل عام نواجه مشكلة في توفير المبلغ المطلوب لإقامة الاحتفال".
وأوضح "ان المكملة في يافا والتابعة للبلدية تدعونا في كل عام قبل وضع الشجرة بثلاثة أسابيع للحديث عن الاحتفال وتقوم بعرض مبلغ مساعدة تافه في حجة ان البلدية في آخر السنة وغير متوفر لديها ميزانيات إضافية ويسردون لنا قصة نجاحاتهم في توفير مبالغ لمساعدة المؤسسات المختلفة لخدمة المواطنين العرب في يافا يتكلم معي عن الآلاف وأنا لا أسأله عن الملايين التي توضع في أماكن أخرى للوسط اليهودي إننا نشعر ان المكملة وعلى رأسها السيد عامي كاتس ومساعده أحمد بلحة يتعاملان معنا بإستخفاف وعدم المبالاة مع اننا نقدر ونحترم مكانتهما لكننا نستغرب من عملية المماطلة التي يستعملانها مع اننا اجتمعنا قبل ثمانية أيام وتركت للسيد عامي رسالة مسجلة على هاتفه الخاص فلم نلقى حتى هذه اللحظة أي جواب بل نسمع ان هنالك من يحاول زرع الفتنة بين أوساط الرعية في اللجوء الى فلان وعلان والالتفاف من حولنا ويعملون على أساس فرق تسد".
وطالب "اننا نطالب رئيس البلدية للتدخل في كبح هذه الظاهرة التي باتت واضحة وهي لا تأتي لمنفعة البلدية وخصوصاً في ظل الوضع الحالي في البلاد والمنطقة لما تشهده من نزاعات وحقد وكراهية وتفشي ظاهرة العنصرية ومعاناة أصحاب المحال التجارية في المدينة، إن المكملة رفضت تخصيص المبلغ الكامل للعيد بل أرادت إعطائنا من الجمل أذنه مع ان هذه التكلفة خرجت من قسم البرامج والمناسبات الخاصة بالبلدية أي لم نطلب نحن المبلغ بل عرضنا ما يجب فعله لإقامة الحفل وقسم البلدية الخاص بالمناسبات هم الذين عرضوا تكلفة البرنامج وللذين يدعون ان التكلفة مبالغ فيها وان كانوا من المكملة او خارجها نقول لكم لا تصطادون في المياه العكرة فلم يكن هناك عرض آخر في التكلفة من المكملة بل اقترحت علينا المكملة التقليص من حجم البرنامج وهذا ما رفضناه نهائيا".
وقال "يجب ان يتعلموا ويعرفوا أن هنالك حقوق وحق للمواطنين جميعا على حد سواء في الاحتفالات بأعيادهم وأن هناك واجب على البلدية في تلبية مطالب مواطنيها ، إن المكملة تستغل قدرتنا على تجنيد أموال من متبرعين في المدينة لكن هذا لا يمكن أن يستمر بل يجب عليهم أن يعلموا أن هذه واجباتهم وهم على هذه الكراسي لخدمتنا ومساعدتنا في توفير ما يلزم وليس فقط في أخذ ما يلزم من ضرائب ومخالفات وحجوزات وأوامر هدم وغيرها من الأمور والتي تعود بالالاف لا بل بالملايين الى صندوق البلدية".
واوضح "لذلك نود إبلاغ أهلنا في يافا والمنطقة أنني قررت بعدم وضع شجرة الميلاد لهذا العام في ظل هذه الظروف ونتمنى لكم عيدا سعيدا وعام مباركاً .. وكل عام وأنتم بألف خير".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]