اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

الشيخ رائد صلاح: أم الفحم ليست (مدينة ملائكة) وفي المقابل ليست (مدينة شياطين)

 
صحيفة "جلوبس" العبريه نشرت تقريرا ضحلا عن ام الفحم مما حدا بالشيخ رائد صلاح الى تخصيص تغريدته الاسبوعيه لهذا الموضوع مشيرا في البدايه الى ان صحيفة جلوبس العبرية كتبت خلال الأيام الأخيرة عن مدينةأم_الفحم !! ولكن كيف كتبت عن هذه المدينة ؟! لقد وصفتها وكأن أم الفحم قد تحولت إلى مدينة (إطلاق الرصاص والزنا والمخدرات) على حد تعبير هذه الصحيفة !! ، ثمَصَّورت أم الفحم بعد ذلك وكأنها على حافة الانهيار !!
 
ولا شك ان هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها حول مقالة هذه الصحيفة (جلوبس) عن مدينة أم الفحم ، فلماذا الآن كتبت هذه المقالة ؟! ومن أين استقت كل هذه الأوصاف عن مدينة أم الفحم ؟! ولماذا مدينة أم الفحم بالذات من بين كل قرانا ومدننا في الداخل الفلسطيني ؟! وما هي أهداف صحيفة (جلوبس) في كتابتها هذه المقالة عن مدينة أم الفحم ؟! هل
(َحَّن قلبها) أخيرًا على مدينة أم الفحم ؟! وهل (تريد الخير)حقيقة لهذه المدينة ؟! أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟! هي أسئلة كثيرة تحتاج كلها إلى إجابة .
 
وقبل طرح الاجابات الشافية العافية اكد الشيخ رائد على ملاحظات هامه ذكر منها :
1 .أم الفحم ليست (مدينة ملائكة) وفي المقابل ليست (مدينة شياطين) وليس معنى ذلك أنها تقف في منتصف الطريق بين الملائكة والشياطين بل هي (مدينة خير) والخير فيها هو الأصل والخير فيها هو الغالب والخير فيها هو السمت العام الذي يميز بيوتها وعائلاتها ورجالها ونساءها وشبابها وأطفالها ، ولا تخلو من (مشاهد شر) شاذة عن أصلها وهذا أمر طبيعي في مسيرة كل المجتمعات الخَّيرة ، والشر فيها هو كاللطخة السوداء في الثوب الأبيض ، فرغم هذه اللطخة السوداء يبقى الثوب الأبيض أبيضًا ، وإن رآه الحاقد عليه وعلى صاحبه أنه ثوب أسود بسبب وجود هذه اللطخة السوداء عليه ، كصحيفة جلوبس تمامًا ، مع التأكيد أن صاحب الثوب الأبيض مطالب أن يزيل اللطخة السوداء فورًا ، حتى يزيل هذا العيب عن نفسه ، وحتى يخرس ألسنة المتطاولين عليه ، وحتى يضع بصلة في عيونهم ، وهي تذكرة لكل أهلنا في أم الفحم .
 
2 .أم الفحم ليست (مدينة أولياء) ، وليس معنى ذلك أنها (مدينة أشقياء) ولكن للإنصاف أقول : من يخالط أهلها ويتجول في شوارعها ويدخل إلى بيوتها ومدارسها وأسواقها ومساجدها يجد أن معظم أهلها – ذكورًا وإناثًا – يحرصون على التمسك بالقيم الإسلامية العروبية الفلسطينية ولو بحدها الأدنى ، ويجد أن هؤلاء المعظم يجتنبون كبائر الذنوب وينفرون من سوء الأخلاق ويبتعدون عن مواطن الشبهات ، ومع ذلك لا تخلو مدينة أم الفحم من بعض السلوكيات الشاذة التي قد تسللت إليها ، وقد تكون هذه السلوكيات الشاذة عبارة عن إطلاق رصاص أو السقوط في الزنا أو تعاطي المخدرات ، وليس معنى ذلك أن ترضى هذه المدينة الصابرة بالأمر الواقع وأن ترضخ لهذه السلوكيات الشاذة ، بل هي مطالبة أن تنفض غبار هذه السلوكيات الشاذة عن ثوبها ومطالبة أن تتطهر من نتن هذه السلوكيات الشاذة ، وأن تتبرأ منها وأن تأخذ بيد المتورطين في هذه السلوكيات الشاذة كي تنقلهم من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ومن الانحراف إلى الاستقامة ومن الجنوح إلى الصلاح ومن الرذيلة إلى الفضيلة ، وهي مطالبة في نفس الوقت ألا تنكسر وألا تستسلم وألا تيأس بسبب هذه السلوكيات الشاذة فهي ظاهرة طبيعية في مسيرة الأمم الصالحة ، ولم تخل أمة صالحة منها ، ولتنهض من هذه العثرة مستجيبة لنداء من يحبها ويحب لها ولأهلها كل الخير ، وصدق من قال يحِّيي بإعجاب نهضة العاثر (يا لنهضة العاثر) ، وبذلك سيرتد حقد من يقفون من وراء مقالة صحيفة جلوبس إلى نحورهم ، كي يموتوا بغيظهم ويطقوا من القهر .
 
3 .نسيت صحيفة جلوبس أو تناست أن تسأل : من يقف من وراء انتشار فوضى السلاح الأعمى في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بما في ذلك مدينة أم الفحم ؟! ومن يغض الطرف عن ظاهرة إطلاق الرصاص ليلاً في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بما في ذلك مدينة أم الفحم ؟! وما هو مصدر كل هذا السلاح الأعمى ؟! وما هو مصدر كل رصاص هذا السلاح ؟! ومن هو الذيَسَّهل وصول هذا السلاح وهذا الرصاص إلى الأيدي المستغفلة التي تحمله الآن وهي لا تدري أنها تحمل سلاح انتحارها ؟! ومن هو المعني أولاً وأخيرًا بتسهيل وصول هذا السلاح وهذا الرصاص إلى هذه الأيدي المستغفلة في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بما في ذلك مدينة أم الفحم ؟! وما هي الأهداف الخبيثة من وراء ذلك ؟!
 
هي أسئلة ثقيلة وكثيرة ومصيرية ، وأنا على يقين أن كل عاقل فينا يعرف الإجابة – ولو في مجملها – عن كل هذه الأسئلة ؟! ولذلك أنا أتهم علانية من يقفون من وراء مقالة صحيفة جلوبس أنهم يحاولون عبر هذه المقالة إخفاء الحقيقة وتضليلنا والتستر على المجرم الحقيقي الذي يقف من وراء هذه الظاهرة الملعونة واللعينة والمقصودة والمدبرة ألا وهي ظاهرة انتشار فوضى السلاح الأعمى والرصاص الأبله في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بما في ذلك مدينة أم الفحم ، ولذلك هي فرصة أن أذِّكر بما قلته قبل سنوات في سلسلة مقالات لي كتبتها عن هذه الظاهرة المشؤومة والشيطانية ألا وهي محاولة إغراق كل مجتمعنا في كل الداخل الفلسطيني بما في ذلك مدينة أم الفحم بفوضى السلاح والرصاص المدسوسين ، فقلت ولا زلت أقول علانية : إن من يقف وراء هذه الظاهرة المشؤومة والشيطانية هي الأذرع الأمنية الإسرائيلية ، فهي التي فتحت الباب على مصراعيه لإدخال السلاح والرصاص المدسوسين إلى مجتمعنا في الداخل الفلسطيني ، وهي التي لا تزال تغض الطرف عن شبكات تجار هذا السلاح والرصاص الذين هم في الغالب خليط من المجتمع الإسرائيلي وبعض المستغفلين من مجتمعنا مع شديد الأسف ، وبذلك فإن هذه الأذرع الامنية الإسرائيلية هي التي لا تزال تسهل عن سبق إصرار انتشار فوضى السلاح والرصاص المدسوسين في مجتمعنا في الداخل الفلسطيني !! وواضح جدًا لدى هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية أن هذا السلاح الغبي وتوابعه لن ُيستخدم من أجل نصرة القدس والمسجد الأقصى المباركين ولا من أجل منع مصادرة أرضنا وهدم بيوتنا وتدنيس مقدساتنا ، بل من الواضح لدى هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية أن هذا السلاح المارق وتوابعه سُيستخدم من أجل تأجيج نار العنف في مسيرة مجتمعنا في الداخل الفلسطيني ، ونار العنف هذه لن ترحم كبيرًا ولا صغيرًا من مجتمعنا في الداخل الفلسطيني – وفق حسابات هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية – ونار العنف هذه ستقود إلى نار عنف أشد ، ثم ستقود إلى
تفكيك مجتمعنا في الداخل الفلسطيني ، ­ وفق حسابات هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية – وتفكيك مجتمعنا سينزع منه الإرادة المجتمعية الجماعية ، وسينزع منه الالتفاف حول قضاياه المصيرية الجماعية ، وسينزع منه القدرة على الدفاع عن مقومات صموده الجماعي في أرضنا وبيوتنا ومقدساتنا ، وستتحول وسائل نضالنا ومشاهد هذا النضال إلى أشبه ما يكون بلعب الصبيان – وفق حسابات هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية – وهذا يعني أنه سيسهل على هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية اختراق مجتمعنا وتجنيد أكبر عدد منه فيَحّوامة العمالة والتجسس والخيانة وبيع الأرض والعرض والدين والوطن ، وسيسهل على هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية جر مجتمعنا من شعر رأسه إلى بيت الطاعة الإسرائيلي ليرضخ رغم أنفه وينخرط في (الخدمة المدنية) أو في (الخدمة العسكرية) أو في (الخدمة المخابراتية) وأن ينسلخ عن اسمه ورسمه وعن جلده ولحمه وعظمه وعن هويته وماهيته وانتمائه ، ­ وفق حسابات هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية – وكل ذلك يعني أنه سيسهل على هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية تصنيفنا بين مواطن صالح للمؤسسة الإسرائيلية ومشاغب محرض إرهابي يجب التخلص منه وترحيله تحت شعار : إما الولاء المطلق للمؤسسة الإسرائيلية أو الترحيل – وفق حسابات هذه الأذرع الأمنية الإسرائيلية – .
 
4.نسيت صحيفة جلوبس أو تناست أن تسأل : ما هو مصدر سموم المخدرات التي تسربت إلى مجتمعنا في الداخل الفلسطيني بما في ذلك مدينة أم الفحم ؟! ومن هو الذي لا يزال يطبطب على ظهور تجار المخدرات الذين هم من بني جلدتنا – مع شديد الأسف – إذا ما عرضوا سموم مخدراتهم للبيع في محيط مجتمعنا في الداخل الفلسطيني فقط ، ولكن يكسر ظهورهم إذا ما تجرأ أحدهم وعرض سموم مخدراته للبيع في داخل المجتمع الإسرائيلي ، والشواهد على ذلك لا ُتعد ولاُتحصى ، ومن هو الذي لا يزال يدلل – من كلمة دلال – متعاطي المخدرات من بني جلدتنا الذين سقطوا في فتنتها ، ولا يزال يغريهم بامتيازات مالية وغيرها لا تحمل إلا رسالة تشجيع لهم لدوام تعاطي هذه النبتة الخبيثة حتى لا يخسروا هذه الامتيازات !! هذا غيض من الفيض الكثير الذي يجب أنُيقال حول هذه الظاهرة الانتحارية التي اسمها (تجارة المخدرات وتعاطي المخدرات) مع التذكير والتأكيد أنني لا أمنح بذلك (شهادة براءة) لتجار المخدرات أو
متعاطي المخدرات من بني جلدتنا ، بل هم مدانون ويقترفون جريمة لا تغتفر في حقنا وفي حق أنفسهم ، ومع ذلك هم ضحايا سقطوا من أيدينا في حين غفلة منا عنهم ، وواجبنا بكل أبعاده الديني والقومي والوطني يجب أن يدفعنا على مد يد العون لهم لإنقاذهم ، ومن هنا تبدأ مسيرتنا الجادة في كل مكوناتها المطلوبة دينيًا وقوميًا ووطنيا.
 
ثم يخلص الشيخ رائد صلاح الى نقطة هامه يقول فيها بكل شجاعه : هناك الشيء الكثير الذي يجب أنُيقال حول هذه المقالة في صحيفة جلوبس ، ولكن دفعًا للإطالة أختصر وأقول : يجب
علينا ألا نغض الطرف عن عيوبنا ، ففينا عيوب يجب أن نعمل على التخلص منها فورًا ، ولكن في نفس الوقت يجب ألا نستسلم لثقافة الهزيمة التي تحاول هذه الصحيفة العبرية إفشاءها فينا حتى النخاع !! ويجب علينا أن نعلم أننا مجتمع مستهدف في كل الداخل الفلسطيني ، ولولا المقومات الذاتية لمجتمعنا – بفضل الله تعالى – لتفكك هذا المجتمع منذ
العقود الماضية ولتحطم إلى شظايا ولضاع من هول الضربات التي لا تزال تنزلها عليه الأذرع الأمنية الإسرائيلية !!
 
وليس معنا ذلك أن نتواكل وأن ندفن رؤوسنا في الرمل ، بل نحن مطالبون أن نحافظ على متانة مجتمعنا وعلى قوة تماسكه وأن نضرب على يد كل من يحاول إحداث خرق أخلاقي شاذ أو سلوك منحرف أو جنوح مدمر في هذا المجتمع ، لأن مجتمعنا اليوم هو سفينة نجاة لنا جميعًا في بحر لجّي تغشاه الفتن الظاهرة والباطنة فإن غفلنا عن هذه السفينة وأحدث سفيه منا أو من غيرنا خرقًا فيها ستغرق هذه السفينة وسنغرق جميعًا ، وعند ذلك سينطبق فينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندماُسِئل : أنهلك وفينا الصالحون ؟! قال : نعم إذا كثر الخبث .

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook