اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مفتاح العلوم - بقلم: سعيد سطل "أبو سليمان"

 
تصدّر الله تعالى نزول الوحي بقوله : اقرأ بسم ربك الذي خلق , هذه الاية من سورة العلق فيها لفتة جديرة بالانتباه والتدبر , قد يقول قائل لماذا لم يتصدر نزول الوحي بكلمة الحمد ؟ الحمد لله رب العالمين مثلا , او بكلمة التوحيد لا اله إلا انا فاعبدون  , او بالتسبيح سبّح اسم ربك الاعلى , او بالتكبير مثلا , فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : احب الكلام الى الله اربع , سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله اكبر , تصّدر الله تعالى نزول الوحي بكلمة اقرأ لان العلم عماد الاسلام وركنه الاساس , والقراءة هي مفتاح العلم  والعلم هو مفتاح المعرفة.
 
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم حصر بعثته بالتعليم فقال : انما بُعثتُ معلما , وهذا ما اكده القرآن بقوله تعالى : هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويُعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين , هل ينكر احدٌ دور النبي المعلم صلى الله عليه وسلم في نقل اتباعه من الضلالة الى الهدى ومن الجهل والخرافة الى العلم والمعرفة ومن مساوئ الاخلاق الى محاسنها , هل ينكر احد ان النبي صلى الله عليه وسلم انار العقول وطهر القلوب وزكى النفوس وقضى على عادات الجاهلية , وحرر العقول من الخرافة والجهل الى واحة العلم والمعرفة , فأعاد للإنسان انسانيته ورد له كرامته , فإذا بأتباعه يرتقون الى قمة الرقي العلمي والأخلاقي , بحيث اثنى عليهم ربهم عز وجل بقوله  كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. 
 
ما بال اتباع الرسول المعلم غدوا اجهل الناس , ما بالهم هبطوا من القمة الى السفح , ما بالهم اصبحوا في مؤخرة ركب الحضارة على وفرة ثرواتهم واتساع رقعة ارضهم وكثرة عددهم , ألا فليعلم هؤلاء المتخلفون الجهلة ان الامم لا تنهض بالجهل ولا يمكن ان تتقدم في ركب الحضارة والرقي بدون العلم والمعرفة مهما امتلكت من اموال وأبار بترول وغاز , ومهما تطاولت في البنيان , المال لا يقيم حضارة ولا يصنع رجالا , العلم هو الذي يرتقي بالشعوب والأمم ويبني الحضارات العلم هو الذي يصنع الرجال , وليس المال ولا الانساب  , ولله در شوقي اذ يقول : العلم يرفع بيتا لا عماد له...والجهل يهدم بيت العز والشرف , لا يمكن ان تنهض الامة وتنتصب قامتها وتنفض عنها غبار الجهل والتخلف إلا اذا اخذت بأسباب العلم والتعلم , ولا يتحقق ذلك إلا بالقراءة التي هي مفتاح العلوم كلها.
 
امس فتحت المدارس ابوابها لطلاب العلم عشرات الالاف من ابنائنا وبناتنا توجهوا الى مقاعد الدراسة لتلقي العلم , ولا يكفي لتلقي العلم ان يحمل الطالب حقيبته المدرسية ويجلس على مقاعد الدراسة , قبل الجلوس على مقاعد الدراسة ينبغي على الطالب ان يتلقى من ابويه  في البيت النصح والإرشاد والتوجيه والتوعية عن فضل العلم وفضل المعلم , يجب على الاب ان يغرس في نفس ولده وخُلده حب العلم وتقدير المعلم واحترامه  والتأدب بين يديه , هذه امور اساسية يحتاجها الطالب في حياته التعليمية , وهي الخطوة الاولى على طريق النجاح , كما يجب على اولياء الامور دوام المراقبة لأولادهم في مسيرتهم التعليمية يجب عليهم التردد على المدرسة باستمرار بين الفينة والأخرى للسؤال عن الولد او البنت ليس فقط عن تحصيله العلمي وإنما عن سلوكه وأخلاقه , لان الادب مقدم على العلم , فالأبوان هما المسئول الاول عن نجاح او فشل ولدهما في المدرسة.
 
سعيد سطل ابو سليمان        2 . 9 . 2016
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook