يُلاحظ في الآونة الأخيرة جمود في تحركات المدينة السياسية والاجتماعية تجاه قضايا وملفات ساخنة أبرزها الاستيطان وضائقة السكن والعنف وملف التربية والتعليم وغيرها، وعلى ما يبدو فإن المدينة دخلت في مرحلة من الركود الاجتماعي والسياسي تجاه تفاعل القيادة مع الملفات المذكورة، وبالتالي تحوّل الركود ووصل للقاعدة الجماهيرية والشعبية.
ويأتي توقف عجلة النضالات السياسية والاجتماعية في المدينة في كافة الملفات على ما يبدو لعجز القيادة المحلية على توحيد الجهود والجلوس على طاولة الوحدة الوطنية التي من شأنها ان تكفل استمرار تحركات الجماهير وتفاعلها نحو تحقيق رؤية المدينة تجاه قضاياها الملحّة، لا سيما أن المدينة شهدت سوات من الحراك الجماهيري في كافة الاتجاهات.
واذا ما قورنت تحركات المدينة هذا العام بالأعوام الماضية، يتضح أن المدينة وحراكها الشعبي والجماهيري يشهد ركوداً وجموداً امام الملفات المذكورة، كما أن الاجتماعات التي كانت تعقدها المؤسسات اليافية المختلفة فيما بينها والتحرك الجماعي اختفى تماما اليوم، وعلى ما يبدو أن الساحة اليافية مرشّحة لمزيد من التعقيدات اذا ما تحركت جماهير المدينة لمتابعة قضاياها الملحة وبلّورة افكار جديدة من شأنها الخروج من حالة الركود وبحث حلول عملية لقضاياها ومشكلاتها، والا فان مأزقاً آخراً ستعيشه المدينة يتمثل بانعدام ثقة الجماهير بقيادتها المحلية.
ومن جهة أخرى يبدو أن عدم تحقيق اي انجاز في الملفات المذكورة والتي تعاني منها الجماهير العربية في يافا طيلة السنوات الماضية وتفاقمها، بالاضافة لعدم تحقيق اي رؤيا وحلحلة في هذه المشاكل طيلة تلك السنوات أدت الى حالة من عدم الاكتراث لدى الجماهير العربية، الأمر الذي سيدفع لبروز مشاكل عدم الثقة بين الجماهير والقيادة التي عجزت عن توحيد صفوفها وتحقيق رؤيتها طيلة السنوات الماضية.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]