اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

القطار السريع من تل ابيب عبر مطار اللد الى القدس: أكبر مشروع مواصلات لخدمة التهويد

 
منذ عشرات السنين يشتكي الإسرائيليون من أزمات السير الخانقة في الطريق الموصلة من منطقة الساحل، وخاصة من منطقة تل ابيب، الى مدينة القدس، الأمر الذي يضاعف الوقت والجهد للوصول الى أكبر مدينة في البلاد، ويؤدي الى العزوف عن الارتباط الاسكاني والتعليمي والتجاري بين أكبر مدينتين في البلاد، وهما تعتبران أهم وأكبر مدينتين في الرؤية الإسرائيلية.
 
وبما أن المؤسسة الإسرائيلية سعت وما زالت الى تكريس تهويد القدس بشكل شامل، فقد اعتمدت مشروع القطار السريع من تل ابيب الى القدس، والذي يرتبط بمسار مع مطار اللد، لحل هذه الأزمات.
 
وهو مشروع المواصلات الأكبر والأكثر تعقيدا وكلفة منذ عام 1948، وما زالت أذرع المؤسسة الإسرائيلية تسارع الخطوات لإنجاز هذا المشروع الذي اعتبرته مشروعا قوميا في أعلى درجات الاهتمام والتنفيذ، ليختصر الوقت للوصول من تل ابيب الى القدس في 28 دقيقة فقط، ويقلل من عدد السيارات الفردية المستخدمة على شارع رقم (1) الواصل الى القدس، مما يسهم بتخفيف أزمة السير فيه.
 
وقد اعترضت المشروع منذ انطلاقته العديد من العوائق، وتم تجاوزها رغم ما فيها من تعقيدات وكلفة مالية باهظة، إلا أن الوزارات الإسرائيلية ذلّلت كافة العوائق المالية والتخطيطية، لأن المشروع يخدم ويعزز تكريس تهويد القدس محلياً وعالمياً.
 
وبحسب تقرير فقد قُسّم تنفيذ مشروع القطار السريع الى ثلاثة مقاطع، المقطع الأول من مدينة تل ابيب/ يافا الى مطار اللد، المقطع الثاني، من مطار اللد الى مستوطنة "دانيئال" – بنيت على أنقاض قرية في مدينة القدس، ينتهي بمحطة مركزية على عمق 80 مترا، بالقرب ممّا يسمى بـ "مباني الأمة"، ومجمل طول مسار القطار يصل الى نحو 57 كم، المقطع الأخير، نحو 30 كم، وهو الأطول والأكثر  أهمية وتعقيدا وكلفة، المقطعان الأول والثاني انتهى العمل فيهما، أما الثالث فعلى وشك الانتهاء، ومن المتوقع تشغيل القطار في العام 2018، دون تحديد الموعد الدقيق لذلك، فيما رصد مبلغ 7 مليارات شيقل لتنفيذ المشروع، مع وجود تقديرات بأن تكلفة المشروع ستصل الى 9 مليارات شيقل، عند الانتهاء من المشروع وتشغليه فعلياً.  
 
وجاء أن المشروع يعتبر من المشاريع الضخمة، وللتعرف على ضخامته، فإن البدء بتنفيذه انطلق عام 2001، بعد سنوات من التخطيط والنقاش المستفيض بالأطروحات والبدائل، انتهى شق المقطع الأول العام 2004، والمقطع الثاني عام 2007، أما العمل في المقطع الثالث فقد بدأ العمل به عام 2005 وما زال يتواصل بسبب طوله، وخاصة أنه يخترق جبال القدس وصولا الى مدخلها، وقد ينتهى العام 2018، بمعنى أن تنفيذ المشروع يستغرق نحو 17 عاما من العمل المتواصل المكثف.
 
ونفّذ العمل في القطار السريع فوق الأرض وتحتها من خلال بناء الجسور وحفر الأنفاق، فالمسار يحتوي على ثمانية جسور وخمسة أنفاق، والجسور والأنفاق أغلبها مزدوج، ويصل طول الأنفاق مجتمعا الى 38 كم، والجسور الى نحو سبعة كيلومترات.
 
ويحتوي المسار على أطول جسر في البلاد (1250م)، وأعلى جسر ( 95م)، وأطول نفق ( 11.6 كم) ، وأعمق نفق ( 80 مترا في عمق الأرض) .
 
وبهدف تنفيذ أعمال الحفر للأنفاق، تم استخدام طريقة (TBM)، وهي عبارة عن آلة حفر ضخمة، بل مصنع متحرك ومتكامل، يقوم بالحفر في داخل الصخر، ومن ثم يصب الجوانب بالباطون بشكل مباشر، فيكون جاهزا، وتحفر هذه الماكينة ما معدله 20 مترا يوميا، وأكثر ما استخدمت في المقطع الواصل بين طرق الواد ( طلعات القدس )، الى مدخل غربي المدينة.
 
وجاء أنه وفي مدخل المدينة، حيث تُعرف منطقة "مباني الأمة" يتم بناء أضخم محطة قطار مركزية، في عمق 80م، وعلى مساحة بنائية إجمالية تصل الى 70000 متر مربع،  وبتكلفة نحو 350 مليون شيقل.
 
وبدأ العمل على تنفيذها عام 2006 وما زال العمل مستمرا حتى اليوم، وستحتوي على مواقف ومحطات للقطار، في عمق الأرض، تصل الى سطحها عبر مصاعد ودرج كهربائية سريعة، الى منطقة المكاتب الإدارية والتشغيلية، وترتبط بخطوط القطارات السريعة في القدس، المحطة المركزية لحافلات المواصلات في المدينة، ومن الممكن استعمال الموقع، كمنطقة محمية من هجوم نووي محتمل – حسب مصادر إسرائيلية - .
 
في حال الانتهاء من بناء مسار القطار السريع، سيتم تسيير مقطورات مشحونة كهربائيا، وسيحوي كل خط سير على نحو 12 مقطورة، تحمل من 1000-1500 مسافر.
 
وتصل سرعة القطار الى نحو 160 كم في الساعة، بمعنى ان مدة السفر من مركز البلاد الى القدس سيستغرق نحو 30 دقيقة، علما أن هناك مسارات فرعية للقطار تصل الى مستوطنة "موديعين"، وهناك تخطيط لمسارات فرعية أخرى، ويمكن للواصل الى مطار اللد من خارج البلاد ( محليين وسياح أجانب)، الوصول مباشرة الى القدس، فيما يخطط بمد مسار خط القطار السريع الى منطقة البراق، بمعنى مساهمة هذا الخط بتهويد القدس، وخاصة القدس القديمة ومحيط  المسجد الأقصى.
 
نقلاً عن ديلي 48
























بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook