اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

أيام نكبة - اليافاوية "أم نبيل مناع" تستذكر مسارح مدينتها وحضورها

 
"كنا نجلس آمنين في بيتنا ومدينتنا يافا عروس فلسطين، وفجأة  وبدون مقدمات انهالت القذائف وإطلاق الرصاص من فوق أسطح العمارات، تضرب فينا من كل جهة" هكذا بدأت اللاجئة الثمانينية  انتصار مناع "أم نبيل" والتي تقطن مخيم البريج وسط قطاع غزة حديثها، مستعيدةً ذاكرة النكبة ومعاناة التشرد وفراق بيتها وأرضها التي هجرت منها عام 48 بعد هجوم العصابات "الصهيونية" عليها. 
 
وتروي الحاجة "أم نبيل" قصة معاناتها وأقاربها من بداية الهجرة من يافا وصولاً لمخيمات اللجوء بمخيم البربج  قائلةً: "كنا نعيش حياة سعيدة والناس تحب بعضها مش زي اليوم اختلفت أطباعهم والمصالح هي السائدة بدلا من الاحترام والتقدير. 
 
وتكمل  الحاجة انتصار وهي جالسة بين أولادها وأحفادها قائلة "كان عمري (13 عاماً) عند الخروج من يافا وأتذكر كل شيء فيها أتذكر  بحرها وشواطئها ومبانيها وحدائقها ومسارحها مشيرة إلى أنها كانت تذهب مع والدها لحضور حفلات غنائية لصباح  وعبد الوهاب. 
 
وتحاول الحاجة "أم نبيل "أن تلملم منديلها وتضعه على عينها المدمعة، لتستكمل حديثها بالرغم من مرضها قائلة: إن جدها كان لديه عقارات ومحلات وقهاوي ومن أغنياء المدينة وكان يذكرها دائماً أن كل حاج ينوي التوجه لأداء فريضة الحج لا بد أن يركب على دابة أو جمل من عنده مقابل ليرة من الذهب الخالص".
 
وبصوت خافت ينم عن الحزن والألم الذي يعتصر قلبها تضيف كل هذه الأموال والذهب والذي  كان يضعه جدي في صندوق كبير راح واندفن تحت من منزلنا عندما قررنا مغادرته هرباً ونجاة بأرواحنا. 
 
وتستذكر عند خروجها من منزلها متجهة إلى منطقة العجمي في يافا، ومن ثم  إلى الساحل رفض جدي وبعضا من بناته وأولاده أن يغادر على أمل العودة مرة أخرى إلى منزله وإخراج كنزه الذي كان مخبأً فيه.
 
تسترجع الحاجة "أم نبيل "شريط ذكرياتها قائلة: علمنا فيما بعد أن جدي توفي عندما توجه بعد أيام من احتلال يافا لتفقد منزله  وإخراج صندوق الذهب إلا أنه وجده انقاضاً وهذا المنظر المحزن لم يمهله طويلاً فتوفي قهراً.
 
وعن عادات يافا الجميلة تجيب بسعادة غامرة ما كان في أجمل من عادات بلادنا، والفرحة والضحكة من القلب حيث كان العرس  فيها يمتد إلي أكثر من سبعة أيام، وكل أهالي المدينة يفرحون لفرحة العروسين وكانت العروسة تزف بالثوب الذي تطرزه فتيات المدينة.
 
وأشارت الحاجة أم نبيل والتي فاجأتنا بأنها تكتب وتقرأ وتحفظ بعضاً من الكلمات باللغة الإنجليزية إلى أنها درست حتى الصف الثالث في مدارس يافا وأنها كانت متفوقة جداً، وحصلت على المرتبة الأولى على مدرستها لدرجة أنها ونظراً لذكائها أتمت قراءة القرآن وأنها ما زالت تختمه كل فترة وأخرى، وتأكيداً لكلامها طلبنا منها أن تكب سطرا في ورقة خارجية فكانت كتابتها بخط الرقعة. 
 
وتستذكر يوم خروجها مع والديها وإخوتها في حالة من الخوف والرعب إلى شاطئ يافا، حيت كانت تنتظرهم بواخر وسفن لنقلهم إلى مكان آخر لينجوا بأرواحهم قائلة: لقد تسللت عدة مرات وخاطرت بحياتي وتوجهت إلى منزلنا وأحضرت بعضاً من الملابس والأغراض. 
 
وتضيف بصوت متقطع من شدة الحزن والألم على ترك الديار، "ركبنا السفينة التي كانت متجهة إلى مصر إلى أن وصلنا إلى مدينة الإسماعلية، حيت نزلنا في معسكر، وقدم لنا الإخوة المصريين كل سبل الراحة وهناك تزوجت من ابن عمي في عمر 13 عاماً.
 
وعن يوم الهجرة فترد وتقول: بل هي نكبة لنا وبتنهيدة كادت أن تخرج معها أنفاسها تتابع حديثها: كان من أقسي الأيام التي مرت  علينا فلقد سكنا في خيام كباقي المهجرين إلى أن قامت الوكالة ببناء بيوت لنا من القرميد في مخيم البريج، وتختم الحاجة أم نبيل قائلة: "وكثيراً ما أحدث أولادي وأحفادي عن يافا الجميلة كي تبقى محفورة بذاكرتهم.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
حق العوده حق مقدس لا بد منه
ابو امير - 29/05/2017
رد
2
السلام وعليكم ابنة خالتي الغالية انا هناء بنت صبحية مغربي تاثرت جدا لكلامك الجميل وذكرني بالاهل الطيب والحبيب وتذكرت حينما التقينا بك ورحبتي بنا عندكم والقبكي بالحنونة الطيبة فتاترت انا واخواتي وابناء خالتيي فاطمة عندما شاهدناكي في الموقع واتمني الوصول اليكم لنكن على اتصال دائم اتمنى ان تري تعقيبي هذا ونتواصل مع تحياتي ابنة خالتك هناء حماد ميناوي
ام داوود هني حماد ميناوي - 28/05/2017
رد
3
السلام وعليكم ابنة خالتي الغالية انا هناء بنت صبحية مغربي تاثرت جدا لكلامك الجميل وذكرني بالاهل الطيب والحبيب وتذكرت حينما التقينا بك ورحبتي بنا عندكم والقبكي بالحنونة الطيبة فتاترت انا واخواتي وابناء خالتيي فاطمة عندما شاهدناكي في الموقع واتمني الوصول اليكم لنكن على اتصال دائم اتمنى ان تري تعقيبي هذا ونتواصل مع تحياتي ابنة خالتك هناء حماد ميناوي
ام داوود هني حماد ميناوي - 28/05/2017
رد

تعليقات Facebook