تشهد مدينة يافا في الآونة الأخيرة قصوراً كبيراً وتأخراً في النشاط والمشاريع التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني، ويلاحظ غياب شبه تام لأنشطة المؤسسات اليافية الغير حكومية والتي من المفترض أن تملأ الفراغ الذي تحدثه المؤسسات الحكومية في المجتمع اليافي، فضلاً عن القيام بدورها تجاه القضايا والملفات التي تُعنى برفع شأن الجماهير العربية، وتعمل على التواصل معهم ومساندتهم في كافة قضاياهم.
وفي هذا السياق فإن هناك تراجعاً كبيراً في أداء تلك المؤسسات وانشطتها على اختلاف تياراتها وميولها، كما أن رؤيتها ليست خاضعة لبرنامج منظم ومدروس يلبي احتياجات وطموح المجتمع اليافي، فيما ما زالت ملفات المدينة الهامة تتراكم وتزيدها الظروف تعقيداً.
فهل يعزو هذا التأخر وحالة الركود بشيخوخة أصابت تلك المؤسسات؟، وهل هناك ضرورة للنهوض بها مجدداً عبر ضخ دماء جديدة وتنظيم أنشطة وفعاليات لتعديل البرامج وهيكلية تلك المؤسسات.
وفي حديث مع الناشط الاجتماعي والسياسي عبد القادر ابو شحادة قال ليافا 48 "يمكن لنا أن نميز بين المؤسسات، فثمة مؤسسات تعمل وتتكيّف وتنسجم مع الارادة المحلية، بينما لا يمكن لنا أن نُقيم المؤسسات كمؤسسة واحدة، حيث تتميز مؤسسات الهيئة الاسلامية المنتخبة وجمعية يافا للاغاثة الانسانية أنها مُنحت كافة الثقة من الارادة الشعبية عبر انتخابها مباشرة، فيما يتضح في المشهد اليافي أن كافة المؤسسات ما عدا الهيئة لم تمنح الشباب فرصة لابداء رأيهم واظهار كفاءاتهم واحداث التغيير على الساحة اليافية، ومع مرور الوقت أصبحت تلك المؤسسات على اختلاف تياراتها السياسية والاجتماعية مترهلّة ومؤسسات عجوزة، وهو أحد أسباب تراجع نشاطها وعملها".
وأضاف "من هنا أدعو كافة المؤسسات اليافية إلى اعطاء الشباب الفرصة للقيادة ومنحهم الفرصة لاحداث التغيير وترك التبعية والتعصب".
وتابع "نجمل اسباب التأخر الحاصل في المؤسسات اليافية إلى الأسباب التالية: 1- التبعية المقيتة .. 2- عدم المهنية والتعصب .. 3- قصور في الرؤية وفهم الواقع".
واختتم عبد القادر "مع وجود الهيئة الاسلامية في يافا بشكلها الحالي، فثمة أمل كبير بأن ينعكس توجهها على باقي المؤسسات، وإن لم تتحرك المؤسسات اليافية نحو احداث التغيير والقيام باصلاحات جذرية في منظومتها ستنهار وتتبخر، فلا أثر لتلك المؤسسات سوى زيادة تعقيد ملفات المدينة الساخنة".
وبدوره عزا المحامي محمد دريعي رئيس الهيئة الاسلامية المنتخبة هذا الركود في مؤسسات المجتمع المدني في مدينة يافا، إلى عدة أسباب، وهي "أولاً - هبوط في العمل الدعوي للمؤسسات الاسلامية، حيث تكاد تنعدم حلقات العلم وتحفيظ القرآن في المساجد، بالاضافة لعدم تشجيع الطلاب على تعلم الفقه الاسلامي، وتخاذل رجال الدين عن ابداء موقف واوضح ازاء مخاطر حقيقيه مثل: القدس والمسجد الاقصى والحرب على الاذان والحرب على اهلنا في الضفة وغزة والاعتقالات لرجال دين وشيوخ وسياسيين عرب والحرب ضد الرموز الدينية واضطهاد من قبل الشرطة والبلدية في شتى مجالات الحياة".
ثانياً: المؤسسات والحركات اصبحت فارغة من الكوادر المتطوعة خاصة من شريحة الشباب.
ثالثاً: تطبيع العلاقات مع المؤسسة الرسمية كالشرطة والبلدية لصالح منافع خاصة، وبالتالي انصهار في تلك المبادئ والقيم التي انسجمت مع رؤية تلك المؤسسات في تعاملها مع الجماهير العربية في المدينة.
رابعاً: هناك عدم توافق بين ارادة الشارع والمجتمع وبين من يعتبرون أنفسهم مؤسسات وحركات تمثل المجتمع اليافاوي، فكل في وادٍ.
خامساً: يجب اعادة هيكلية تلك المؤسسات وصياغة دساتير جديدة وتفعيل الديمقراطية والشفافية في انتخاب هذه المؤسسات وصقلها من جديد.
وأضاف "الهيئة الاسلامية اكبر نموذج واضح لشرعية مؤسسة في يافا والتي يتمثل بشرعية الشارع اليافي كونها تحاكي المجتمع البسيط، وتشاركه همومه ومشاكله ، وعملت لتكون صمام الامان للمجتمع أمام المؤسسات الرسمية، كما انها تمثل صوت الجماهير وبالتالي هي حركة شبابية جعلت من الشباب هدفاً لاستمرار وجودها وشرعيتها والتفاف الجماهير حولها واضحت نموذجاً في كل المجالات الحياتية لمؤسسة نهضت بكوادرها وكفاءاتها نحو احداث التغيير في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية، فهي روح شباب المدينة".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]