عقدت الهيئة الاسلامية المنتخبة في مدينة يافا مساء اليوم الخميس اجتماعاً عاماً بحضور جمع غفير من أهالي المدينة، وذلك في ساحة النادي الاسلامي، حيث جاء الاجتماع لبحث مستقبل مقبرة طاسو خاصة بعد اقتحامها صباح اليوم من قبل أحد المساحين التابعين لشركة "يوسي اشكعوت" التي قامت بشراء قطعة في المقبرة والبالغ مساحتها 40 دونماً في سنوات الثمانينات.
وقد افتتح الاجتماع المحامي محمد دريعي رئيس الهيئة الاسلامية المنتخبة ودعا المقرئ يوسف سطل لتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم شرح دريعي للحضور أسباب الاجتماع بشكل سريع، وأعطى المجال للحاج محمد أشقر "أبو غازي" لسرد الاحداث التاريخية المتعلقة بالقضية منذ بيع قطعة الارض ولغاية يومنا هذا.
وفي كلمته تحدث الحاج ابو غازي عن خطورة القضية وكيف تجاوزت المؤسسة الرسمية الخط الأحمر منذ سنوات السبعينات حين تم بيع قطعة أرض كبيرة تابعة للمقبرة لاحدى شركات الاستثمار، وقال "رسالتنا يجب أن نوجهها للمؤسسات الحكومية التي قامت بتعيين لجنة الأمناء والتي بدورها باعت قطعة الأرض التابعة للمقبرة، الأمر الذي نرفضه رفضاً قاطعاً".
وبدوره دعا الشيخ محمد محاميد اهالي مدينة يافا إلى دفن موتاهم من اليوم فصاعداً في الجانب الشرقي من المقبرة، قائلاً "هذه مقبرتنا ولن نفرط بها باذن الله، وستبقى على ما هي عليه بكامل مساحتها البالغة 81 دونماً، ولن يستطيعوا أخذ شبر واحد منها باذن الله".
وقد اتخذت الهيئة الاسلامية عدة خطوات عاجلة لمتابعة قضية مقبرة طاسو بالتشاور مع بقية المؤسسات اليافية وهي كالتالي:
- تشكيل لجنة شعبية لمواكبة ملف طاسو على كافة المستويات.
- تكليف لجنة اكرام الميت بتعيين حارس للمقبرة على مدار 24 ساعة يومياً.
- رفع جدران السور حول المقبرة.
- تركيب كاميرات مراقبة في انحاء المقبرة.
- حث الأهالي على دفن موتاهم في الجزء الشرقي للمقبرة في الأرض التي تم بيعها.
وتحدث المحامي محمد دريعي حول تعيين لجنة الأمناء في مدينة يافا، قائلاً "نحن اليوم في الاجراءات الشبه نهائية لتعيين لجنة الامناء والذين تم اختيارهم في الاجتماع السابق، وقد حاولت العديد من الجهات منعنا من الوصول لتعيين اللجنة، كونها ستكشف الكثير من الخروقات بحق الاوقاف الاسلامي، إلا اننا قريبون من الاعلان عن تعيينها ان شاء الله، حتى نتمكن من متابعة قضية مقبرة طاسو من الناحية القضائية".
كما وتحدث دريعي عن قضية الصيادين ومحاولات اقتلاعهم من ميناء يافا التاريخي، وتحويله إلى ميناء سياحي، وقال "بعد الضغط الذي مارسته الهيئة الاسلامية عبر تعيينها محامين مختصين في هذه القضية، تم العرض على الصيادين ان يتم تمديد وجودهم في الميناء لمدة 15 عاماً، وهو ما رفضته الهيئة بالتشاور مع الصيادين، ليتم مؤخراً عرض تمديد تواجدهم في الميناء لمدة 30 عاماً، وهو الأمر الذي نرفضه أيضاً، ونرفض تحديد أي موعد لاخلاء الصيادين من الميناء التاريخي لمدينة يافا".
وتابع "نطلب من أهلنا من مدينة يافا أن يكونوا جاهزين للوقوف بجانب مقبرة طاسو، وللوقوف بجانب الصيادين ضد محاولات اخلائهم، ولنتوحّد جميعاً لمتابعة بقية قضايا مدينة يافا الساخنة".
وفي كلمة للمحامي امير بدران عضو المجلس البلدي أكد أن مقبرة طاسو للمسلمين فقط ولا حق لغيرهم فيها، ولن يتم التفاوض مع اي مؤسسة رسمية أو غير رسمية على أي شبر او حبة تراب من ارض مقبرة طاسو، فوجودنا معاً يداً واحدة هو مصدر قوتنا في مواجهة التحديات المحدقة بنا.
واختتم الاجتماع بكلمة للسيد محمد ابو سيف رئيس لجنة اكرام الميت الذي دعا الى التواجد المستمر في ارض المقبرة والمشاركة في العمل التطوعي الذي تنظمه اللجنة شهرياً عبر تنظيفها والحفاظ عليها.
يشار إلى أن الهيئات الاسلامية السابقة قد أعلنت في بيانات لها أن قضية قطعة الأرض تم حلها، بعد احتجاجات مستمرة لاهالي يافا، وتم الترويج في عام 2007 أن رئيس البلدية سعى لاسترضاء الشركة المالكة لقطعة الأرض ومنحهم قطعة بديلة، وقدم للأهالي كإنجاز لرئيس البلدية الذي أعلن عن انتهاء القضية بشكل نهائي، ليتبين لاحقاً ان البلدية لم تفي بوعوداتها أمام جماهير المدينة وأن القضية لا زالت تراوح مكانها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]