لا نعلم كيف ومتى سيتم افتتاح المشروع الاستيطاني التابع لجمعية بيئمونة الاستيطانية التي استحوذت بموجب القانون على قطعة أرض في حي الجبلية، وذلك لممارسة حقها وايجاد موطئ قدم لمآربها الاستيطانية في قلب حي من أحياء يافا العربية "حي الجبلية"، وتسكين مستوطنين من مستوطنة "كريات اربع". ولا نعلم أيضاً ما اذا كانت هي خطوة عملية ستعقبها خطوات أخرى في المستقبل، وأن الغرر الذي يكتنف هذا المشروع الاستيطاني من حيث نفوذه يُطفي على المشهد اليافي مزيداً من التعقيدات والغموض خاصة وأن الجماهير العربية في يافا تُعاني منذ سنوات من ضيق في السكن وقلة في الموارد.
ومع هذه الضبابية فإن ومضات تبدو جليّة أمام أعين المواطن اليافي الذي يمر بالقرب من هذا المشروع السكني ليحدّث نفسه ويسألها بمرارة وقساوة بأربع اسئلة:
1- ما بال المجتمع المدني عبر مؤسساته وجمعياته التي تضرب جذورها لأكثر من 30 عاماً، عجزت كل العجز عن ايجاد حلول سكنية لأهالي مدينة يافا طيلة هذه السنوات؟!.
2- كيف نجحت مؤسسات المجتمع المدني بيافا عبر ما يُسمى بالقيادات بتخدير المجتمع اليافي وأوصلت المجتمع الى حالة من اللامبالاة كشعور طبيعي، وأصبح جزء من المشهد.
3- أين دور المستثمرين العرب وجماعات الاستثمار المحلية ليقدموا للجماهير حلولاً؟، وأين دورهم الوطني في تقديم خطوات عملية لحلحلة الضائقة السكنية على غرار خطوات شركة بيئمونة الاستيطانية، ليربحوا من ورائها وتكون حلاً للأزواج الشابة في المدينة؟!.
4- لماذا الجماهير العربية صاحبة فتيل قصير؟، وسرعان ما تطفو على السطح قضية لتذوب قضية أخرى وتذهب أدراج الرياح مع تقادم الأيام، لتحيا احاسيس وعواطف جيّاشة مع ظهور أزمة جديدة؟!.
وبعيداً عن المزايدات والتحليلات فإن الحقيقة المرّة التي أمام الجماهير العربية بيافا، هي أنه وبعد أسابيع قليلة سيتم افتتاح هذا المشروع السكني في قلب يافا العربية، ولا داعي للقلق، حيث اختصرت هذه الحالة كل الشعارات الرنانة التي قيلت وكُتبت على مدار 4 سنوات، وذلك من اللحظة الأولى للاعلان عن المشروع، وبالطبع لا داعي لالقاء الأجساد تحت عجلات الجرافات لأنها غادرت المكان وأكملت مهمتها ...!.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]