اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

عاشقة يافا "الحاجة أم سمير الحديدي" تُرابط على حدود غزة بانتظار العودة ليافا

 
امرأة خمسينية ترتدي ثوبًا فلسطينياً مطرزاً بخيوط الحرير الحمراء، عاصبة جبينها بكوفية سوداء، ومظهرها يختصر حكاية الشعب المشرد, تحمل في قلبها آمال الرجوع إلى يافا لتمسح الحزن عن برتقالها، حالها كحال عشرات النساء اللواتي دفعهن الحنين إلى الوطن للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار.
 
الحاجة "أم سمير الحديدي"، تحمل مفتاح البيت الذي ورثته عن والدها، بدأت حديثها عن يافا وعيناها تلمعان من أثر دموعٍ تتساقط على وجنتيها، طيف لا تدمع وهي تتحدث عن "يافا" التي سمِعَت عنها كثيراً من والديها وأجدادها، يافا التي ربّت أبناءها على حبها، وزرعت فيهم عشق ترابها، ودفعتهم إلى بذل الغالي والنفيس من أجلها، وها هم اليوم يرافقونها في المسيرة.
 
لم يكن أبناؤها فقط من رافقوها لخيمة العودة، بل الأحفاد أيضًا، وقد جذب كلمات حفيدها انتباه المجاورين للعائلة في مخيم العودة، فالطفل الذي يرتدي "جلبية" بيضاء و"حطة" فلسطينية يلوم جدّته لأنه لم تنفّذ الوعد: "يا ستي، مش قلتيلنا راح نرجع على البلد اللي طلع أبوكِ منها؟ ليش قاعدين في الخيمة؟, مش بدك تطعميني من برتقال يافا؟!".
 
على الفور تردّ الجدّة وكلّها ثقة بصدق ما تقوله: "سنرجع يا بني، طالما في فلسطين شباب ثوّار، فسنرجع إن شاء الله".
 
مع تنهيداتٍ متتالية، روت "أم سمير" ما أخبرها به والداها عن المجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، في وقت الهجرة عام 1948، ولم تكفْ عن الحديث عن أملها بالرجوع إلى موطنها الأصلي.
 
وهي تروي الحكايات لأحفادها، كانت "عاشقة يافا" تعتمد في وصفها للمدينة وبحرها على ما قصه عليها وعلى اخوتها والدها قبل رحيله. "كان والدي يتغني بيافا ليل نهار، ورحل عن دنيانا دون ان تكتحل عيناه بترابها من جديد" قالت.
 
ويافا بالنسبة للجدة الحديدي، يافا هي الساحل وصاحبة البرتقال. "سنعود يا ولدي إلى ديارنا وأرضنا وقرانا مهما طال الزمن أم قصر، وإن قصرنا نحن حيكمل أحفادي المشوار.. لقد أوصيتهم أن يحملوا عظماتي في صرتي البيضة ويدفنوها في بيارة جدي". 
 
 
عاشقة يافا الحاجة أم سمير الحديدي تُرابط على حدود غزة بانتظار العودة ليافا
عاشقة يافا الحاجة أم سمير الحديدي تُرابط على حدود غزة بانتظار العودة ليافا

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ما فيش أمل يا حبيبي فيك.....!
سعيد - 18/04/2018
رد

تعليقات Facebook