محمد زبارقه؛ او ما عرف بين الجمهور بكنيته " ابو صبحي "؛ هذا الشاب اليافع الذي قاد فريق كرة القدم "#أبناء_اللد" من قاع الدرجة الثالثة إلى الدرجة الممتازة نافس فيها أكبر الفرق الكروية في البلاد .
هذا الشاب فارقنا يوم السبت الماضي ( 11.8.2018) عن عمر ناهز ال49 عام أثر مرض عضال المَّ به.
سلفاً اقول انني لست من مشجعي او متابعي لعبة كرة القدم، ولكنني كنت أراقب عن كثب مساهمة هذه اللعبة في صياغة الهوية السياسية والتأثير فيها.
هذا ما حصل في مدينة اللد منذ عقدين من الزمن، على وجه التقريب، عندما اخذ المرحوم "أبو صبحي" فريق أبناء اللد وبدأ يتدرج معه في سلم الفرق الكروية في الدوري الإسرائيلي حتى وصل إلى الدرجة الممتازة .
كمراقب أستطيع أن اقول أن فريق أبناء اللد الذي قاده المرحوم "ابو صبحي" أعطى الهوية العربية لمدينة اللد وهذا الذي تجلى في كثير من الأحداث وبسبب هوية القائمين على الفريق وعلى رأسهم المرحوم وجمهور الفريق الذي هو بالأساس جمهور عربي.
كان للمرحوم ابو صبحي "ثأر " عند الفريق العنصري فريق بيتار يروشاليم والذي كان يمثل اليمين المتطرف في المجتمع الإسرائيلي، وكانت اللعبة مع هذا الفريق تعتبر صدام سياسي حي من الطراز الأول؛ فريق بيتار من جهة وفريق أبناء اللد العربي من جهة أخرى، حتى الهتافات في الملعب خلال اللعبة كانت تعبر عن هذا الصدام. اذكر ان أحد هتافات الجمهور في أحد اللعبات كانت "#بالروح_بالدم_نفديك_يا_أقصى " وذلك رداً لى هتافات جمهور البيتار.
أكاد أجزم أن أحد أهم إنجازات المرحوم "ابو صبحي" هي المساهمة في بلورة الهوية العربية الحديثة لمدينة اللد؛ ذلك أن فريق أبناء اللد ساهم بشكل كبير في صبغ مدينة اللد بالهوية العربية للأسباب المذكورة.
ولذلك قامت في السنوات الاخيرة بلدية اللد ورئيسها المتطرف بممارسة الضغوطات على الفريق بهدف التأثير على هوية اللد العربية.
نسأل الله العلي القدير ان يكرم "ابو صبحي" وان يغفر له ويرحمه وان يجعل ذلك في ميزان حسناته.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]