كما كانت هي التوقعات، لم يدم عن حادثة القتل الأخيرة سوى أيام لتقع حادثة العنف التي كانت تُرتقب وذلك بالرغم من الانتشار المكثّف للشرطة على مدار ثلاثة أسابيع متتالية، حيث فرضت الشرطة همينتها على المدينة منذ حادثة اطلاق النار التي اصيب خلالها احد الاطفال بالمدينة والتي وقعت بتاريخ 15-9-2018، ومنذ ذلك الحين ما زالت الشرطة رابضة في الشوراع واتخذت مواقعها في ازقة المدينة وكأن امراً جديداً وقع لم يكن بالحسبان.
سبعة من القتلى وأكثر من 13 مصاباً في حوادث القتل واطلاق النار التي وقعت في مدينة يافا منذ مطلع العام الجاري، وبالرغم من أن الشرطة تتحدث عن انخفاض في نسبة حوادث القتل واطلاق النار مقارنة مع السنوات الماضية، إلا أن حوادث القتل واطلاق النار وهذا الفلتان الأمني ما زال يعربد ويهدد أمن وسلامة المواطنين، وكان آخره مصرع الشاب نادر شقرة البالغ من العمر 32 عاماً الذي ترك خلفه أرملة ويتيمين، بالاضافة لاصابة شاب آخر في نفس الحادث.
ومنذ بداية هذا العام وفي معركة دامية ما زالت مدينة يافا تحصد وتعد قتلاها وجراحاها، فقد اودت هذه الحوادث المؤسفة بحياة سبعة أشخاص في ريعان شبابهم وهم (الشاب موسى محاميد، الشاب رامي فطايرجي، الشابة سمر خطيب، السيدة فادية قديس، الشقيقتين نورة وحياة مالوك، الشاب نادر شقرة)، بالاضافة لوقوع العشرات من المصابين بجروح متفاوتة بين المتوسطة والخطرة.
ووفق هذه النتائج في ذاكرة المواطنين وهذه الأرقام ما زالت الشرطة تُظهر حالة من الاهتمام بفرض حواجزها في مختلف أنحاء المدينة على أنها تحاول منع حادث القتل القادم، فقد ذُكر في يافا 48 دعوات تُطالب الشرطة باجراءات صارمة في متابعة المجرمين وجمع السلاح وبناء خطط للجم هذا الفلتان وأن هذه المظاهر ما هي الا شكلية كذّر للرماد في العيون لأنها تأتي في سياق الاجراءات الشكلية التي لا تجدي نفعاً فور كل حادث دامي تشهده المدينة.
فمنذ 3 أسابيع زجّت الشرطة بالعشرات من عناصرها ودورياتها وحتى اليوم ما زالت رابضة تُحرر المخالفات وتتابع المواطنين، كل هذا في اطار ضبط الأمن والحفاظ على سلامة المواطنين، وبين هذا الادعاء فإن الحقيقة المرّة تقع أمام مرأى ومشهد هذه الحواجز الشكلية والدليل أن الاجرام لم يكترث لمثل هذه الحواجز إذ لم يدم الحال طويلاً، فما هي إلا أيام حتى وقعت حادثة القتل ليسجل مقتل الشاب نادر شقرة وهو سابع ضحايا حوادث الاجرام هذا العام، وذلك تحت مرأى ومسمع وأنف الشرطة، التي تتحمل كامل المسؤولية إذا ما اعتبرنا أنها كُلفت أصلاً للحفاظ على سلامة المواطنين كما هو متعارف عليه عالمياً، وعيلها وقف هذه الحوادث مع كل امكانياتها ومقدراتها التي لا حدود لها.
ويرى بعض المراقبين انه على الرغم من قتامة هذا المشهد الدامي في المدينة الا ان هذه الحالة ووسط هذه المسرحية من قبل الشرطة فإن المدينة ستعيش مزيداً من الحوادث الدامية وان هذه المسرحية للشرطة ستستمر باشكال والوان مختلفة ويبقى على المواطنين اما تحمل استمرار هذه المهزلة او التحرك نحو يقظة تفضي لحراك جماهيري يأخذ زمام الامور بيده ضارباً بعرض الحائط النيل من هذا المجتمع والا فإن حادث القتل رقم 8 لا يبتعد سوى ايام او ساعات.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]