لا زالت أشجار الجميز التي مضى على وجودها أكثر من 120 عاماً واحدة من أبرز معالم مدينة يافا التاريخية، وهي وحدها شاهدة على تاريخ هذه المدينة وأرضها وسمائها، وشاهدة على الأحداث والأزمات والنكبات التي مرّت بها، لا سيما نكبة عام 1948، فهذه الأشجار الموجودة في شارع ييفت "الحلوة" باتجاه "بيت فيجان" بات يام هي ما تبقى من البيارات في تلك المنطقة، حيث يُوجد منها أكثر من 10 أشجار كبيرة.
هي أشجار شاهدة على تاريخ المدينة، ليست ككل الشواهد، بل وتحمل هوية المدينة وتُؤكد على عروبتها، وتعتبر واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي لم تندثر ولم يستطع أحد حتى يومنا هذا من طمسها، وبالرغم من عدم اكتراث العديد ممن يمرون في الشارع لوجودها، لكنها هي وحدها تبقى شاهدة على التاريخ.
وتعتبر شجرة الجميز من المعالم المهمة في قرى ومدن فلسطين التاريخية، فلا تكاد تخلو مدينة أو قرية الى وقتنا هذا من شجرة جميز كبيرة، فبها يُعرف المكان اذ تعد منارة الاهتداء والوصول الى القرى والبلدات المختلفة في فلسطين قديماً.
وقد امتازت مدينة يافا بكثرة بيارات الحمضيات، بالاضافة لزراعة الأشجار المعمرة والكبيرة التي تنتج أنواعاً من الفواكه المميزة وذات الفوائد الكثيرة للانسان، ولكن مع مرور الزمن وانتشار العمران، باتت تلك الأنواع من الأشجار مهددة بالاندثار.
كما أن الجميز يعد من الاشجار كبيرة الحجم والتي تعمر مئات السنين، وتحمل ثمارها بعد 3 سنوات من زراعتها، وثمرها لذيذ الطعم ويميل لونه الى الأحمر عند النضج، ولا يوجد له بذور كالعنب، ويتساقط على الارض عادة عند اكتمال نضجه، ويكون غذاءً للماشية من أغنام وخراف، وتبقى تكبر ويتضخم ساقها وفروعها وأغصانها ليتم قطعها واستغلال أخشابها في صناعة المراكب والمستلزمات الأخرى، فأخشابها قوية وخفيفة.
وقد اشتهر اجدادنا في يافا بزراعة اشجار الجميز في معظم حقولهم، بالاضافة لزراعتها خارج المدينة وعلى أطراف حدودها مع قرى قضاء يافا، وأخذوا يتفاخرون بأسمائها حين رافقتهم في اسمائهم فقالوا "جميزة أبو فلان" فهي بذلك تمثل تاريخاً وحضارة شعب متمسك بأصله.
يشار الى أن أصل شجرة الجميز يعود الى "بلاد النوبة" وهي بلاد السودان بمسماها القديم، ونقلها أجدادنا قبل آلاف السنين إلى فلسطين، لتشهد على عروبة الارض وتؤكدها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]