نصبت بلدية يافا تل ابيب مؤخراً لافتة في متنزه العجمي، كُتب عليها "الظلام لا يمكنه طرد الظلام، لكن الضوء يمكنه أن يفعل ذلك، والكراهية لا يمكن أن تخرج الكراهية، ولكن الحب يمكنه أن يفعل ذلك، مارتن اوثر كينج الابن"، فماذا قصدت البلدية حينما فكرت بهذه الجملة التي لها عبرة وعظة كبيرة حتى تنصبها على بعد أمتار من مسجد العجمي، وفوق أنقاض بيوت الآباء والأجداد التي هُدمت في الحي عام النكبة 1948.
ما لا يعرفه الكثيرون أن هذه اللافتة التي تدعو لنبذ الكراهية ...! تم نصبها على أنقاض حي العجمي، بعد هدم غالبية بيوته وتشريد أهله في عام 1948 "النكبة"، على أرض المنتزه الذي تتجاوز مساحته الـ120 دونما.
كان الأجدر بهم أن يضعوا هذه اللافتة في عقر بيوتهم ليقرؤوها كل يوم، لأن من زرع الحقد والكراهية هو نفسه من كان سبباً في تهجير الأهالي عن بيوتهم وتشريدهم في دول العالم بعيداً عن مسقط رأسهم، فهكذا تُصنع الكراهية ...!
فمن وضع هذه اللافتة هم وأجدادهم من زرعوا الكراهية والبغضاء في نفوس الناس بعد هدم البيوت وتشريد السكان واحتلال الأرض، وطرد المواطنين عنوة من بيوتهم ومسقط رأسهم، والضغط عليهم مع مرور السنوات والزجّ بهم لترك بيوتهم عبر قوانين مجحفة وملاحقة سياسية واقتصادية، وعدم الاعتراف بحقوقهم، والالتفاف عليها عبر ألاعيب للتنصّل من منح المواطنين الاصليين حقوقهم، ومراعاة احتياجاتهم كأقلية عربية .. هكذا تُصنع الكراهية ...!
هذه البلدية وعلى ما يبدو بعد أيام ستباشر في مشروعها لانشاء مبنى لايواء المشردين، على أنقاض مقبرة الاسعاف الاسلامية، بعد نبش عظام الموتى والقائها في النفايات ... هكذا تُصنع الكراهية ...!
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]