معالم من بلدي: سبيل أبو نبوت شاهد على تاريخه لـ200 عام

تعتبر العشر سنوات من عمر يافا بين 1810 – 1820 عهدها الذهبي بسبب ما ازدهر فيها من العمران ونالت من التقدم، ويرجع الفضل في ذلك الى والي مصلح اشتهر باسم ابو نبوت ، فهو الذي أتم بناء السور حول المدينة، وأقام حولها خندقاً. وفي سنة 1816، أتم بناء المسجد شمال المدينة القديمة (مسجد يافا الكبير) "المحمودية" وهو أهم مساجد يافا القائمة الى وقتنا الحاضر، وقد وضع لاصلاحه وتجديده وتجميله ما يشمل ازالة السجن الموجود في شماله، وتوسيع الأرض التي تخصص له، على أن يعاد تشييده بالفخامة والجمال الذي يناسب أهمية يافا باعتبارها العاصمة القومية لفلسطين العربية.

وكذلك أقام أبو نبوت سويقة جميلة، وأنشأ في وسطها فسقية لطيفة جعل موقعها واحداً من البئرين المعروفين في ركن المدينة الشمالي الشرقي، وقد كانت هذه الفسقية من الرخام المزخرف بالنقوش الجميلة والمحلى بكتابات عربية مذهبة. وعلى طريق القدس – وعلى بعد نصف ميل من المدينة – انشأ سبيلاً آخر لا يزال باقياً الى الآن، وقد أقامت البلدية حوله حديقة جميلة، وتعلو هذا السبيل قبة صغيرة وأربع قباب أصغر منها، حيث تم انشاؤه في عام 1820 وبقي محافظاً على تاريخه حتى يومنا هذا.

نبذة عن محمد اغا أبو نبوت

تحدرت هذه العشيرة من جدها الأعلى الشيخ احمد القيسي الحجازي ا لذي قدم من الحجاز موطنه الاول واتخذ من فلسطين موطنا له ولأعقابه من بعده وقد عينه شريف مكة آن ذاك ناظرا للاوقاف في الخليل وقد تناسلت هذه العشيرة وتكاثرت وقد ظهر من بينها رجل شديد الحرص قوي الجسم صائب التفكير يحب انصاف الناس ومعاملتهم بالعدل ويقّوم اخصامه بالنبوت أي العصا الغليظة مدببة الرأس حيث اطلق عليه لقب ابو نبوت وأصبح يعرف بأسم محمد آغا ابونبوت.

وكان ذلك على زمن احمد باشا الجزار وقد ظهر في ذلك الوقت رجل من مماليك الاتراك يحب العدل ورفع المظالم عن الناس يدعى سليمان باشا الكرجي وقد قام بتعين محمد اغا ابونبوت واليا على عكا وحاكما على يافا وغزة لما كان يتوسم في العدل والقوة وانصاف الناس ولما قويت شوكة محمد اغا ابونبوت وخضعت له امكنة حكمه لجمع في الاستقلال عدا الدولة العثمانية واعلن فعلا استقلال الساحل كله عن الدولة العثمانية وقامت الدولة العثمانية وبصورة خاصة سليمان باشا الكرجي بعد ان تأكد وتحقق من ذلك بتجهيز جيش كبير ودخل في حرب مع محمد اغا ابونبوت.