اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية

بقلم الشيخ رائد صلاح
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية التي أقمناها سويا في أكثر من أربعين بلدة في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية (عكا وحيفا ويافا واللد والرملة)، سأجتهد عمّا قريب أن ألتقي مع كل لجنة منكم بهدف أن نجدد همّة هذه اللجان، وبهدف أن نستكمل عضوية أية لجنة إذا كانت بحاجة إلى إضافة أعضاء جُدد إليها، ثم بهدف أن نقيم لجان إفشاء سلام محلية أخرى في البلدات التي كنا على وشك زيارتها، ولكن الوقت لم يسعفني حيث أُدخلت الى السجن قبل زيارتها، وبهدف أن نصل إلى مرحلة لا تبقى فيها بلدة سواء كانت كبيرة العدد أو صغيرة، وسواء كانت من الأهل المسلمين أو المسيحيين أو المعروفيين إلا ولها لجنة إفشاء سلام محلية تحرص على بذل كل خطوة من الخطوات التي سنتفق عليها سويا من أجل إرساء قواعد السلام الأهلي والسلم الاجتماعي وقيم الصفح والعفو والتسامح ولغة الحوار والمتمثلة بالأساس بالحفاظ على الدماء والأموال والأعراض في كل الظروف.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية، جدّدوا عزمكم واعلموا أن مهمة ثقيلة تنتظرنا لا يعين عليها إلا الله تعالى، حيث أن هذه المهمة طريقها طويل، والسير فيها متعب، والعمل فيها شاق وشائك ومحفوف بالهموم، وما أروع أن نستحضر فيه الفهم والإخلاص والصبر الجميل والخطاب الأليف وإشاعة التفاؤل والتوكل على الله تعالى دائما ثم الاستعانة بكل فرد أو لجنة أو مؤسسة أو مجلس محلي أو مجلس بلدي في مجتمعنا يبدي استعدادا مباركا لدعم مسيرتنا ولو بالدعاء الصالح والكلمة الطيبة.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية، أؤكد منذ الآن أننا نبارك جهود كل لجنة إصلاح محلية أو قطرية، وما جئنا بديلا عنها بل سنكون سندًا لها طوال الوقت، ثم بالإضافة إلى وجود هذه اللجان الساعية بالإصلاح فإني أقترح عليكم أن تقيموا لجان إصلاح حيث لا يوجد لجان إصلاح بما يتناسب مع بنية مجتمعكم المحلية، وأقصد بذلك، أن هناك بعض بلداتنا لا تزال تحافظ على دور الحمولة، فما أجمل أن نسعى الى التخلص من التعصب العائلي الأعمى، وأن نسعى في الوقت نفسه الى إقامة لجنة إصلاح محلية من كل حمولة تعمل على إفشاء السلام فيها، وإصلاح ذات البين فيها، ثم إصلاح ذات البين بينها وبين أية حمولة أخرى منذ أن يكون الخلاف في مهده، وليس بعد أن يتسع فتقه ويصعب على الراقع، ثم ما أجمل أن نسعى بعد ذلك إلى إقامة لجنة إصلاح محلية عامة من بين كل لجان الإصلاح المحلية الحمائلية لتكون هي المرجع في القضايا المعضلة المحلية، وقد كتبت عن هذه اللجان على عجالة وسأفصّل في ذلك في مقالة قادمة.
 
 ولعل بعض لجان إفشاء السلام المحلية تعيش في بنية اجتماعية طائفية، فالمطلوب أن نتخلص من العصبية الطائفية العمياء وأن نسير بالطائفية بالاتجاه الصحيح الذي يسهم في إفشاء السلام بيننا ولذلك ما أجمل أن ندعو إلى تنشيط المساجد وأن يكون لكل مسجد لجنة إصلاح تسعى إلى إصلاح ذات البين بين مصلّيها وبين البيوت والأسر التي تعيش في محيط كل مسجد منها، وما أجمل أن تكون لجنة إصلاح لكل كنيسة، ولجنة إصلاح لكل خلوة، وما أجمل أن تكون علاقة تعاون بين كل هذه اللجان الإصلاحية على صعيد المساجد والكنائس والخلوات.
 
 وسلفا أؤكد أن دورها لا يبدأ عند وقوع نزاع مؤسف فقط، بل دورها يسعى إلى إفشاء السلام في معناه الواسع، كأن تسعى كل لجنة من هذه اللجان باسم مسجدها أو كنيستها أو خلوتها إلى عيادة المرضى وكفالة الأسر في ضائقة وتقديم العزاء لذوي كل فقيد وتقديم التهنئة لكل عروسين ولكل طالب ناجح منّا ولكل مبدع فينا، ولرعاية المسنين والمسنات والتواصل معهم… إلخ والقائمة طويلة تلك التي تضم سبل خير تحمل رسالة إفشاء السلام في كل مجتمعنا محليا وقطريا. وقد يقول لكم البعض: أنتم تحلمون، وجوابنا على ذلك بسيط جدا نقول فيه: إن واقع اليوم هو أحلام الماضي، وأحلام اليوم هي واقع المستقبل فسيروا على بركة الله تعالى، ولا تعجزوا، ولا تترددوا، والى الأمام.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية، لا شك أنكم تعلمون أننا نقوم بهذا الدور كجزء من لجنة مناهضة العنف المتفرعة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ولذلك سنواصل القيام بدورنا وإلى جانب ذلك نؤكد مطلب لجنة المتابعة العليا الذي أكدته في كثير من بياناتها والذي دعت فيه الشرطة أن تقوم بدورها على صعيد جمع السلاح الأعمى من مسيرة مجتمعنا والعمل على الكشف عن كل قاتل في كل جريمة مؤسفة والحكم عليه بما يستحقه من أحكام قضائية.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية، إنكم تعلمون أن لنا في كل بلدة من بلداتنا مجلسا محليا أو مجلسا بلديا أو مجلسا إقليميا، فلنحرص على إشراك هذه المجالس في مسيرة إفشاء السلام فهي الممثل لنا في تواصلها مع الجهات الرسمية.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية، لتعلموا أن عنصر الشباب هو العصب الحساس في مسيرة إفشاء السلام والمطلوب منا احتضان هؤلاء الشباب منذ نعومة أظافرهم والتواصل معهم بواسطة عشرات المشاريع التي سأفصل الحديث عنها في مقالات قادمة بإذن الله تعالى.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية، لا تظنوا أنه فاتني الحديث عن دور البيوت والمدارس والمراكز الجماهيرية وحاجتنا إلى المشاريع التربوية والرياضية والفنية والإعلامية والأدبية، لم يفتني ذلك وسأفصل الحديث عنها وعن غيرها في مقالات قادمة بإذن الله تعالى.
 
أيها الأخوة والأخوات في لجان إفشاء السلام المحلية أعانكم الله تعالى وسدّد خطاكم ولا تهنوا ولا تحزنوا.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
بوركت !!
أمل - 31/12/2021
رد
2
حياك الله يا شيخنا على هذه الكلمه الطيبه !
اسراء - 24/12/2021
رد

تعليقات Facebook