ينشر موقع يافا 48 لقاءً حصرياً مع سماحة قاضي محكمة يافا الشرعية القاضي محمد رشيد الزبدة والذي يتحدث خلاله عن الأعراس في مدينة يافا والتي أصبحت بؤراً لارتكاب المعاصي والمنكرات، بالاضافة لمخالفة هذه الأعراس للعادات والتقاليد التي عرفها اهالي المدينة.
وقال سماحة القاضي خلال اللقاء معقباً على قضية الاسراف والتبذير في الأعراس "بداية الاحتفال بالعرس هو أمر مشروع لابد من ادخال الفرح والسرور على قلوب الزوجين وعلى الأهل وأبناء المجتمع القريبين من الزوجين، ولكن ما يحصل في مجتمعنا وينتشر بشكل كبير هو التبذير والتسابق في التبذير والاسراف، وبشكل عام ما نلحظه أن جميع الاعراس التي تقام في القاعات التي تستأجر لإقامة حفلات الأعراس إنما يكون فيها تبذيراً كبيراً، والقاعدة الاساسية في ديننا الاسلامي هو التوسط والاعتدال في كل شيئ، بل أصبح الناس يتسابقون للتبذير في الأعراس".
وأضاف سماحته "أحياناً تقام أعراس في ساحة مسجد يافا الكبير، نراه عرساً متواضعاً تقدم الوليمة للمدعويين وتكون كلمات ملتزمة ولا يكون هناك اسراف ولا تبذير، فهذه الأعراس هي المطلوبة التي لا يكون فيها تبذير، والمؤسف أن ما يحصل استئجار قاعات بمبالغ باهظة جداً وما يحدث هنا بما أن الخمور متوفرة في مخازن ومطابخ هذه القاعات بل في الحوانيت المجاورة لها، والمؤسف أن بعض الشباب البعيد عن الدين وغير الملتزم ينغمسون وينجرون وراء هذه المغريات فيتناولون الخمر وقد يدخلونها إلى القاعة او قد يشربوها حتى في الحمامات أو في الشارع، عدا عما يحدث أحيانا حينما ينتاولون المخدرات، فيتحول العرس الذي يُسمى اسلامياً الى حلبة عصيان، وحينما أرى أن العرس الاسلامي بات ليس اسلامياً بل أصبح حلبة نشاهد فيها ارتكاب للمعاصي علينا الابتعاد عنها".
ويتحدث القاضي محمد رشيد الزبدة عن حالات الطلاق بقوله "هناك حالات يستشف منها القاضي أن ذلك الزوج قد رضخ تحت عبء الديون التي تراكمت عليه مع بداية حياته الزوجية وتكون على الأغلب بسبب مصاريف العرس والتبذير فيه، لتنهار حياته الزوجية بعد سنة أو سنتين على الأغلب وتنتهي بالطلاق".
ووجه سماحته رسالة لأهل الزوجة "إذا أتاكم الشاب الخلوق الملتزم دينياً لا تحملوه ما لا يطيق، فمن غير المعقول أن تطلب الفتاة بدلة عروس بـ20 ألف شيكل أو أكثر ومصاريف أخرى كفرقة موسيقية ومصاغ ذهبي وغيره من المصاريف، وهكذا من الأمور التي تحمل على الزوج فإذا بحياته الزوجية تبدأ بفشل ذريع بسبب هذه التكاليف الباهظة التي لا يستطيع أن يتحملها".
ووجه رسالة أخرى للأهل "على الأهل من الطرفين ان يتفهموا أن الحياة الزوجية لا تقاس بمال ولا بمدى الاسراف ولا بكبر حفلة العرس، بل تقاس بمدى تقارب الزوجين من بعضهما البعض وملائمة بعضهما البعض، ونقول للشباب لنكن أناس متواضعين، لنكن قانعين بما أتانا الله، فالقناعة كنز لا يفنى، وبالتالي اذا رضينا بما قسمه الله لنا نكون أسعد الناس، أيها الشاب لا تقيس حياتك الزوجية بمدى تكاليف العرس".
الجزء الأول مع فضيلة الشيخ سليمان سطل
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]