اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

كلام في الانتخابات: المقاطعة وسن الزواج، والنظام السوري


الانتخابات في العادة هي أيضا فرصة للإطلالة على الشعارات، بعض المقولات التي تقال في الانتخابات لا يمكن فهمه إلا في سياق انك لا تملك شيئا تقوله.

بحسب احد الشعارات الانتخابية لأحد القوائم فان "من لم يصوت للعربية فانه يصوت للصهيونية"، العربية هنا هي كلمة يمكن تفسيرها على وجهين، القائمة ذاتها او القوائم العربية، من المؤكد ان هذه ليست دعوة للتصويت للقوائم العربية طبعا، بل لقائمة عربية واحدة هي "القائمة العربية"، النتيجة طبعا أن كل من لا يصوت لغير القائمة العربية حتى وان كان يفعل ذلك لقائمة عربية فهو يصوت للصهيونية.

كل من يصوت لغير القائمة الموحدة ، ومن لا يصوت بتاتا فهو يصوت للصهيونية، لان من لا يصوت بالعموم فهو يصوت "لصالح الحكومة" كما كان يقال في السابق.

هل يمكن ولو لمرة واحدة ان يشرح لنا اصحاب هذا الادعاء كيف يمكن ان يصبح من لا يصوت هو مصوت للأحزاب الصهيونية، يشرح لنا او يكف عن هذا الكلام مرة والى الابد.

لماذا نقول هذا الكلام، لأننا ببساطة متناهية سأمنا هذا الكلام أولا، ولأننا لا نقبل ان "يتعربش" علينا كل صباح ومساء أناس يحاولون إقناع الناس بكلام سطحي للغاية ، وباهت للغاية ورمادي للغاية، كلام لا يهم الناس، أولئك الذين يتهمهم البعض ان صوتوا وان لم يصوتوا بالتصويت للصهيونية، على مثل هذا الكلام لا بأس ان يعتذر هؤلاء، أو على الأقل أن يقولوا كلاما آخرا.

- مكتب للزواج لدى الجبهة
وقعت في يدي نشرة انتخابية أصدرتها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كلام انتخابي عادي عن أسعار الحليب، والغرف في المدارس والجامعات والتمييز العنصري، إلى هنا كل شيء على ما يرام، برنامج انتخابي .

ما لفت نظري في النشرة هو شعار في غاية الغرابة بالنسبة لنشرة انتخابية، حيث جاء"إذا أردت أن تختارين شريك حياتك"، شعار كان من ضمن شعارات أخرى عادية ومنطقية في نشرة انتخابية، لكن لم افهم ما علاقة اختيار شريك الحياة بالنسبة للفتاة بالتصويت للجبهة، كان هذا الشعار سيكون مناسبا مثلا لو كانت الجبهة افتتحت مكتبا للزواج، فيه شبان فقط، وتعطى إمكانية للفتيات باختيار "شريك الحياة".

ماذا نفهم من ذلك ان من تصوت للتجمع والقائمة العربية مثلا لن تتاح لها إمكانية اختيار "شريك حياة"، وسيتم غصب الفتاة على "شريك حياتها هناك"؟.

وماذا مع الشبان الذين يتم غصبهم بالزواج من فتيات (بنت العم معطية على الصينية مثلا،او زواج المصالح )، لمن سيصوتون؟

ما علاقة هذا الكلام بالدعاية الانتخابية؟!.

- نريد ان نعرف
لدى الاحزاب العربية في الكنيست انجازات شحيحة، بعض القوانين الهامشية ، استجوابات وتقديم اقتراحات ، وضغوطات على الوزارات والوزراء، وكلام من هذا القبيل.

أحيانا هناك مشكلة، مثلا حزب يؤكد أن احد انجازاته هو رفع سن الزواج من 17 إلى 18 عاما، وحزب آخر يؤكد نفس الانجاز فلمن نسجل الانجاز؟

ولكن هل هذا انجاز فعلا؟، لماذا 18 عاما بالذات؟ لماذا لا يكون 19, أو 20 أو 21 عاما، من الذي قرر الرقم 18 بالذات؟، الهوية التي تحصل عليها الفتاة من وزارة الداخلية ؟، أم جيل التصويت؟، أم التأمين الوطني الذي لا يدفع لمن هم فوق جيل 18؟.

ما هو المعيار لسن الزواج؟، البلوغ الجسدي ام البلوغ العقلي ام البلوغ النفسي؟، ومن قرر ان هذا السن الاكتمال اذا كانت هذه هي الاعتبارات؟

ثم نفترض ان فتاة ترغب بالزواج ما قبل سن ال 18 باختيارها الشخصي هي فهل لها الحق ان "تختار شريك حياتها"؟، كما يؤكد شعار اخر.

من جهة اخرى مثلا، هل يمنع هذا القانون علاقات من نوع آخر ما قبل جيل 18، العلاقات الجنسية مثلا؟، هذا مسموح ام ممنوع؟، ام انه يقع في باب الحريات الشخصية؟، سؤال مهم لجمهور الناخبين.

- مرة اخرى النظام في سوريا
من حق جمهور الناخبين العرب معرفة موقف الاحزاب التي سيصوتون لها موقفهم مما يحدث في سوريا، من حق هذا الجمهور ان يعرف الموقف بشكل واضح، بدون تأتأة، لا يجوز ان تدعم هذه الاحزاب او بعض اطرافها النظام في سوريا في الغرف المظلمة والاجتماعات الهزيلة، وان تقول شيئا ، ولا حتى كلمة واحدة بشأن ما يحدث في سوريا.

- برودة انتخابية
انتبهت الاحزاب العربية للغاية كم هي الانتخابات غير مهمة بالنسبة للعرب، لا تعني شيئا بالنسبة لهم تقريبا، احسبوها كيفما شئتم ، لا مبالاة ،عدم اهتمام، "قلة" وعي, بحسب بعض من يتحدثون عن العزوف.
لكن المشكلة في تقديرنا تكمن فيما هو اعمق من ذلك بكثير، الكنيست لم تعد تهم العرب، هي بالكاد تهم بعض نشطاء الأحزاب، نسبة المقاطعة العالية للغاية والتي تصل الى النصف تقريبا بحسب استطلاعات الرأي العام تشير ان هناك مشكلة حقيقية ، هي أكثر بكثير من اللامبالاة وعدم الاهتمام و"قلة الوعي"، المسألة ليست تقنية.

الدعوة للخروج للتصويت الان لم تعد مهمة بالنسبة للأحزاب العربية، انها مهمة للغاية للمؤسسة الإسرائيلية، المعنية للغاية أن يخرج العرب للتصويت بغض النظر لمن يصوتون، المهم أن يصوتوا.

النشاط الذي يقوم به صندوق إبراهيم في الوسط العربي بشأن دعوة العرب للمشاركة في التصويت، يكشف جانبا آخر لمخاوف المقاطعة، عزوف العرب عن التصويت معناه من جهة اخرى نزع الثقة من الكنيست، هذا كلام لن يقوله الناس بصراحة طبعا لأسباب يعرفها كثيرون،المؤسسة الإسرائيلية معنية للغاية بنسبة تصويت مرتفعة عند العرب ، وليس فقط بوصول عرب الى البرلمان الاسرائيلي.

اسرائيل تستثمر وجود اعضاء كنيست عرب في الكنيست دعائيا، لتدلل على "ديمقراطيتها"، هذا كلام كان الدكتور من اصل لبناني المحاضر في جامعة "بيركلي" في الولايات المتحدة كتبه ، حيث أكد كيف أن يهود يقومون بتوزيع منشورات على بوابات الجامعات الأمريكية لـ"مواجهات" لأعضاء الكنيست العرب ليدللوا بها على ديمقراطية إسرائيل.

المؤسسة الاسرائيلية معنية بمشاركة اكبر قدر من العرب في انتخابات الكنيست، لسبب بسيط للغاية النسبة المنخفضة تؤكد اولا على نزع العرب ثقتهم من الكنيست وليس من الأحزاب العربية، ولعل هذا هو ما يفسر تغاضي المؤسسة الاسرائيلية عما يحدث في الانتخابات بالعموم في الناحية العربية، تحديدا فيما يخص قضية التزييف وملأ الصناديق في آخر الليل ، حين تتقاسم الأحزاب أصوات الناخبين ، وهي تكاد تكون اللحظة الوحيدة في الانتخابات التي تتفق عليها الاحزاب العربية.

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ولتكن منكم امة يدعون الى الخير تمنيت على الاخ مفيد ان يأتي بشيء مفيد , تمنيت عليك ان تدعو الى وحدة الصف والى المصالحه في هذه المرحله الصعبه , وان تدعو الى توحيد القوائم العربيه في مواجهة القوائم الصهيونيه اليمينيه ,لكن الذي لا يحسن الا الشعارات لايحسن تقديم اقتراحات بناءه ,
سعيد سطل ابو سليمان - 25/12/2012
رد
2
انصح صاحب المقال ان يتعلم فهم المقروء اولا في اللغة العربية هناك علم يسمى علم التأويل تحذف كلمة من الجملة لتضمنها فيها مثل من القران ( يا ابها الذبن امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق .....) لو حملنا المعنى على الحقيقة دون تأويل لكانت الصلاة قبل الوضوء ولكن هناك كلمة تفيد المعنى ( اردتم ) حينها يفهم المعنى د. عبد الحكيم مفيد )
ايمن - 25/12/2012
رد
3
سيبك عاد
حسام - 25/12/2012
رد

تعليقات Facebook