اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

درس الجمعة لفضيلة القاضي محمد رشيد زبدة بعنوان "أين نحن من حب الرسول ؟"


حين يلتبس الحق بالباطل، وتخفى معالم الحق على كثير من أبناء مجتمعنا ، ويختلط الهوى بالهدى، فإن تقوى الله سبحانه هي التي تنير طريق الهداية، ويبدّد نورها ظلماتِ الجهل والغواية. فمن وهبه الله التقوى فقد وهبه نوراً يمشي به على درب النجاة. ألا ما أحوجنا اليوم إلى أن تُعمر قلوبنا وقلوب أبنائنا بالتقوى واليقين؛ ليتحقق النهوض بمجتمعنا نحو الصلاح والفلاح.

قضيتُنا الكبرى التي يجب أن لا تُنسى هي أننا أمة عقيدةٍ إيمانية صافية، ورسالةٍ عالمية سامية، أمةُ توحيد خالص لله، واتباع مطلق للحبيب رسول الله .

هذه القضية الكبرى هي حديثُ المناسبة وكلِّ مناسبة، والتذكير بها موضوع الساعة وكلِّ ساعةٍ إلى قيام الساعة. وإن خير ما عُني به المسلمون وتحدَّث عنه المصلحون العقيدةُ الإيمانية والسنة المحمدية والسيرة النبوية. فهي للأجيال خيرُ مربٍّ ومؤدِّب، وللأمة أفضل معلم ومهذِّب، وليس هناك أمتعُ للمرء من التحدث عمن يُحبّ، فكيف والمحبوب هو حبيب رب العالمين وسيد الأولين والآخرين، فهو مِنة الله على البشرية، ورحمته على الإنسانية، ونعمته على الأمة الإسلامية

وليس هناك أحدٌ من البشر نال من الحب والتقدير ما ناله المصطفى ، فباسمه تلهج ملايين الألسنة، ولذكره تهتزّ قلوب الملايين، ولكن العبرة أن يتحول هذا الحب إلى محض اتباع دقيق لكل ما جاء به عليه الصلاة والسلام، كما قال الحق تبارك وتعالى مبيناً معيار المحبة الصادقة: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران:31].

ايام معدودات تفصلنا عن ذكرى ميلاده العظيمة ,الا اننا تعودنا على ان تمر بنا هذه الذكرى العطرة مر السحاب , فلا احياء لسنة الحبيب ولا اقتداء بهديه المنير !! فالبعض منا يحصل على يوم اجازة فيلهو فيه , اما البعض الآخر يستمر في انشغاله بأمور دنياه , كلنا (الا من رحم ربي) هائم على وجهه منهمك بامور الدنيا جريا وراء اهوائه وغرائزه , نائيا عما فيه صلاح دنياه وآخرته !!

نعم ، إننا بحاجة إلى تجديد المسار على ضوء السنة المطهرة، وتصحيح المواقف على ضوء السيرة العطرة، والوقوف طويلا للمحاسبة والمراجعة. نريد من مطالعة السنة والسيرة ما يزيد الإيمان، ويزكي السريرة، ويعلو بالأخلاق ويقوِّم المسيرة.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب:21].
 
لقد جمع حبيبنا محمد نواحي العظمة الإنسانية كلها في ذاته وصفاته وجميع أحواله فهو نبي يجب ان يُطاع , ورسول يجب ان يُتَّبع .
إن من المؤسف حقاً أن البعض منا لم يقدروا رسولهم حقَّ قدره حتى وهم يتوجهون إليه بالحب والتعظيم، ذلك أنه حبٌّ سلبي لا صدى له في واقع الحياة، ولا أثر له في السلوك والامتثال.

ففي مجال توحيده لربه صدَع بالتوحيد ودعا إليه ثلاث عشرة سنة بمكة وعشرا بالمدينة، كيف لا وهو المنزَّل عليه قوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162، 163]. وإن أول واجب على محبيه أن يُعنَوا بأمر الدعوة إلى توحيد الله التي قامت عليها رسالته عليه الصلاة والسلام . وفي مجال عبوديته لربه قام من الليل حتى تفطرت قدماه، فيقال له: تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فيقول: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؟!)) . وفي مجال الأخلاق تجده مثال الكمال في رقة القلب، وسماحة اليد، وكفِّ الأذى، وبذل الندى، وعفة النفس، واستقامة السيرة. كان عليه الصلاة والسلام دائم البشر، سهل الطبع، ليّن الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.

وأعظم من ذلك وأبلغ ثناءُ ربه عليه بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلىَ خُلُقٍ عَظِيم [القلم:4]، فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لانْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ [آل عمران:159]،

ألا فلتعلم الإنسانية قاطبة والبشرية جمعاء هذه الصفحات الناصعة من رحمة الإسلام ورسول الإسلام والسلام عليه الصلاة والسلام، ، وليعلم من يقفُ وراء الحملات المغرضة ضد الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام ما يتمتع به الإسلام من مكارم وفضائل، ومحاسن وشمائل.

فهل ندرك اليوم الطريقةَ المثلى لإحياء سنة رسولنا إحياءً عملياً حقيقياً، لا صوريا وشكلياً يوصلنا واولادنا واسرنا ومجتمعنا الى بر الامان ؟!

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
من جاء بالحسنه فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئه ؟ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. نشكر قاضينا على هذا الدرس
مسلمه - 15/01/2013
رد
2
لرقم 1 لانك صغير تهتم بصغائر الامور خلي نصيحتك لنفسك
سفيان من غزه - 15/01/2013
رد
3
لسانك حصانك لرقم 1 من الرجال من لا يرى في الناس الا القبيح هذا لئيم فانبذوه
قلنسوه - 15/01/2013
رد
4
كل عمل صالح عباده بارك الله بالقاضي
الجليل - 15/01/2013
رد
5
الكلمه الطيبه حسنه يا رقم واجد قبل ان تنصح غيرك ابدأ بنفسك وانصحها انه درس وليس تالبف والدرس لا مانع ان يؤخذ من اي كتاب اومصدر كما يفعل حميع المشايخ والواعظين قلنزت كلامنا قبل ان ننصح بتصيحه لا مكان لها من الاعراب ولا نريد التشكيك من نبتها؟؟؟؟؟اصلح الله حالك ونشكر قاضينا على هذا الدرس وعلى هذه التذكره
منور يا قاضينا - 15/01/2013
رد
6
لرقم واحد من كل الدرس ما رايت احسن من هذا التعليق صحيح انك ما تخحل من نفسك الكلمه بس احنا المسلمين بنجب نتفلسف ونفرجي حالنا فاهمين وحدقين شوفلك اشي احسن من هيك تتسلى فيه الله يضلح حالك
سيدي - 14/01/2013
رد
7
تحيه طيبه للقاضي بارك الله فيك
فاضله - 14/01/2013
رد
8
لرقم 1 قلوا ان القاضي القى درسا وماذا في ذلك اذا انتقاه من احد الكتب او من واعظ اخر لم يقولو ا انه من تأليفه فلا تكن تافها
ابنة يافا - 14/01/2013
رد
9
من دل على خير فله مثل اجر فاعله . ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه. بترك الله بقاضينا يكفي بانه يذكرنا ويصحينا من غفلتنا بارك الله فيك
محسن - 14/01/2013
رد
10
لرقم 1 كلمة تفيد خير من الف كلمة لا تفيد
من الصالحين - 14/01/2013
رد
11
لرقم واحد من كلامك نفهم بانك لم تهتم لفحوى الرساله بل بالشكل سامحك الله اسمعوا وافهموا ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هو الذي ينجس الانسان
ابن يافا - 14/01/2013
رد
12
لرقم 1 قال رسول الله اب ابغضكم الي وابعدكم مني يوم القيامه الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون الله يهديك .قال رسول الله انت سالم ما سكت واذا تكلمت فلك او عليك
ابن غزه - 14/01/2013
رد
13
إليك أيها المعلق المريض إلى المعلق الوحيد أشم رائحة تكبر منك ...! لعلك ممن يعتقدون أنهم لوحدهم قادرون على الكتابة ...! والسبب لأنك تركت الفحوى وقدمت الهوى والنصر لنفسك .... أنتبه أنك ذهبت لتتفحص ما إذا كان القاضي صاحب الكلام أم لا ...!!! عيب عليك ... أنت بحاجة لتزكية نفس يا أيها المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم إبدأ بنفسك فانهها عن غييها فإذا أنتهت عنه فأنت حكيم
شيريف أبو عاقلة - 13/01/2013
رد
14
نصيحة يا ريت أن يقوم الجميع بنسبة العلم إلى أصحابه وخصوصا عندما يكون نقل حرفي وكامل
مسلم - 13/01/2013
رد

تعليقات Facebook