"هديتي إليك في يوم مولدك سيدي يا رسول الله" بقلم الشيخ أحمد محمد أبو عجوة

محبة الأطفال لرسول الله ...

إن من الواجبات الملقاة على عاتق الآباء والأمهات تعاهد بذرة محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب الأطفال ، وسقيها بماء التعظيم المشروع حتى تستوي على سوقها خضراء يانعة ،  تُنبتُ ثمرا بهيجا من الطاعة والاتباع لسيد ولد آدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والتضحية والدفاع والذود عن ملّته وسنته المصطفوية ، ولقد كانت أفئدة قلوب أطفال الصحابة رضي الله عنهم تنبضُ بعشق رسول الله فهو محبوبهم الأول من البشر ، ولم يكونوا يطيقون صبرا على الإساءة له صلى الله عليه وسلم .                                                                             

 روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن ابن عوف وهو في قلب معركة بدر فيقول : "وقف غلام على يميني يسألني : يا عم - أنظر إلى حسن الأدب - دُلّني على أبي جهل، فقلت له : ومالك يا بني من أبي جهل فيقال لي : والله إن رأيته لن أُفلته ، لقد كان يؤذي رسول الله ، ثُم غلام على يساري فسألني مثل الأول - ثم تشتد المعركة وتلتحم الصفوف -  وينظر سيدنا عبد الرحمن إلى الغلامين ويقول لهما : ذاك الذي تبغيان ذاك أبو جهل فينطلقان مسرعين بسيفيهما القصيرين ، كل منهما يريد شرف السبق في طعن عدوّ الله ورسوله فيضربانه ضربة قوية ، فيسقط أبو جهل على الأرض ، فيتسابقان إلى زفّ البشرى إلى رسول الله ، ويقول كل واحد منهما أنا قتلته يا رسول الله ! فيقول لهما : أرياني سيفيكما ، فيرى عليهما آثار الدماء ، فيقول لهما كلاكما قتله " .                                                   

إنها المحبة الصادقة المتجذّرة في وجدان هؤلاء الأطفال الذين تربوا على محبة الله ورسوله فملكت المحبة عليهم قلوبهم ، فانتصروا لحبيبهم من كل من يسيئ إليه بالإشارة أو بالعبارة.

فهذا الجيل الذي نريده ، جيلا مؤمنا قويّ الإيمان يقدم محبة الله ورسوله على محبة من سواههما  ، فهذا الجيل هو الذي يُحدث التغيير ، ويصنع الانتصارات .

اللهم ارزقنا صدق المحبة لصفوتك من خلقك ، وصلّ عليه وسلم أتمّ صلاة وأكمل تسليم .

إن الصلاة عليه نورا...

إن للنبي صلى الله عليه وسلم علينا حقوقا لا نستطيع لها وفاء ، ولكننا بالرغم من قلة بضاعتنا إلا أننا نجتهد في أداء ما أمكننا من تلك الحقوق ، ولا يسع مؤمنا إلا أن يجتهد في أداء حقوق المصطفى ، ومن تلك الحقوق الإكثار من الصلاة عليه – فمن أحبّ أحدا اشتغل بذكره – قال تعالى : " إن الله وملائكته يُصلّون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليما "  (الأحزاب 56 ).

1- معنى صلاة الله على النبي : يقول الحافظ ابن حجر في الفتح : " ...إن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه وتعظيمه ، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله – تعالى – والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة  " .

2- معنى الصلاة على النبي من المؤمنين : يقول ابن القيم في " جلاء الأفهام "  :

 طلبُنا من الله الثناء على النبي لرفع ذكره وتقريبه "                  

3- معنى التسليم على النبي : يقول الفيروز آبادي : "  ...فإنما تريد منه (أي الدعاء ) : اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأُمّته وذكره السلامة من كل نقص ، فتزداد دعوته على ممر الأيام علوّا ، وأُمته تكاثرا ، وذكره ارتفاعا ".

وبعد الأمر الإلهي بالصلاة على المبعوث رحمة للعالمين ، فقد استفاضت الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذه الأحاديث :

يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله بها عشرا عليه " رواه مسلم . كم من الوقت يلزمنا لنصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مئة مرة ؟ بحساب بسيط يلزمنا من الوقت عشر ثوان  لتكرارعشر صلوات ،  10 ثوان × 10 =100 ثانية ، يعني دقيقة وأربعون ثانية !! الله الله  على بركة رسول الله ، فأين المشمّرون لحصد الثواب بمناجل الذكر ؟

عن عمر بن الخطاب قال :

" إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد منه شيئ حتى تصلّي على نبيك صلى الله عليه وسلم " رواه الترمذي وحسنه الألباني. دعاؤك مرتهن أيها الحبيب ، ولقبوله إبدأه بالصلاة على أبي الزهراء،عسى أن ننال وإياك القبول .آمين

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله علي روحي حتى أسلم عليه "  صححه الألباني .  إنه فضل الله المبين أن يذكرنا رسول الله بأسمائنا عندما نصلي عليه ... صلوا عليه الآن لتنالوا الجائزة بفضل الكريم المنان.

اللهم صل على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون .  

مدح الرسول  ...

ما أجمل أن يُمدح الإنسان بالشروط الشرعية ، فالثناء بالحق إنما يكون لمن يعملون الخير وينفعون الناس ، وإن الأُمم والشعوب تمدح قادتها العظام وتخلّد ذكراهم  ، ويمتدح أصحاب المروءات كل من أسدى لهم نفعا ، ويكون الأمر أبلغ كلما ازداد النفع والتميز .                                                            
أما نحن أهل الملّة المحمدية ، فإن الله قد أكرمنا بأن نكون أتباعا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكفى بها من نعمة ، وأنعم به من فضل ، وهذه باقة من المديح النبوي مضمّخة بالمسك والعنبريحملها نسيم الشوق، نُهديها لك في يوم مولدك حبيبنا وشفيعنا سيد الثقلين محمد ، صلى الله عليك وسلم ملء السماوات والأراضين سيدي يا رسول الله .                                                                        

حسّان بن ثابت   :

وأحسن منك لم تر قط عيني       وأجمل منك لم تلد النساء

خُلقت مبرء من كل عيب        كأنك خلقت كما تشاء

الإمام الشافعي

إن كان ذنبي حب آل محمد                فذاك ذنب لست عنه أتوب

محمد التهامي

القول فيك معطر الكلمات                      يا صاحب الأخلاق والآيات

أيام مولدك الكريم مضيئة                   في كل ماض من الزمان وآت

يوم أتى بك في الوجود فإنه                      تاج الزمان وغرّة السنوات

للنصيحة والاستشارة يمكن التواصل على :[email protected]

رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]