بدا وكأنه نمط حياة أن ترى السكان العرب في هذه البلاد يقضون أوقات فراغهم مع عائلاتهم وأولادهم بيوم مشمس وجميل في أحضان المجمعات التجارية "الكينيون" او في دور السينما او المطاعم ، يأكلون، يشربون يلهون بين أحجار أسمنتية، وحواجز الجيش في اسواق قلقيلية او نابلس او الطيرة وشراء الحاجيات (ليس في الأمر أي عيب او خطأ).
لكن ومع مرور الوقت تتحول النزهات العائلية إلى يوم مشتريات، وتسوق ،وتكاليف، وإرهاق النفس بأمور ليس فيها أي فائدة للأبناء، علما انه بالإمكان تأجيلها بعيدا عن لملمة أفراد الأسرة الواحدة.
ولا شك ان الأسرة اليافية وغيرها تجتمع مرة او مرتين على أكثر تقدير فيما بينها، والغريب أن تغيب عن مجمل أفكارنا استغلال الايام الجميلة، تاركين نعمة التجوال في أحضان الطبيعة حيث الرمال الناعمة الذهبية في روبين والجو الصافي والأشعة اللطيفة في المتنزهات، والبحر الهادئ يلاطم أمواجه الأقدام، ومناظر الطبيعة في اللطرون حيث الاشجار والطبيعة الفيحاء مشهد يبعث في النفس الحيوية والنشاط،والراحة، والألفة بين أفراد الأسرة.
لا أجد تفسيرا منطقية او تعليلا واضحا أمام مشاهد الأسر العربية وفي يوم الراحة والطقس الجميل في رحلة تسوق منهكة لا فائدة منها بالنسبة للأطفال أو الفتيان ...
بينما نسرد هذا الكلام وننقل مشاهد يوم جميل من أيام الشتاء الباردة ترى الأسر اليهودية على سبيل المثال في المتنزهات العامة يشاركون ابنائهم لعبة كرة القدم، وركوب الدراجات الهوائية، وركوب الخيل، ورحلات على مسار على الأقدام وغيرها من الأفكار الجميلة التي فيها من الفائدة الكبيرة من الترويح عن النفس والتوسعة على الابناء والتعرف على جغرافية بلادنا وتضاريسها ورؤية الطبيعة الجميلة وأهم ما ذلك التقارب بين أفراد الأسرة الواحدة، مفارقات تستحق التأمل فيها ....
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]