اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"قطوف دانية - الجزء الثامن" بقلم الشيخ: أحمد محمد أبو عجوة

 

وما أرسلناكَ إلا رحمةً للعالمين ...

رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأطفال

إن الرسول- بأبي وأمي هو- صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين ، قد سَمت رحمته عن رحمة أي مخلوق سواه ، فهو الرحمة التي أهداها الله للعالمين ، فضلاً منه ورحمة ، وإن من يستقرئ سُنة الحبيب يستطيع أن يرى بوضوح أن السِّمة الغالبة على قواله وأفعاله ، إنما هي فضيلة وخلق الرحمة ، رحمته بزوجاته ، ورحمته بأولاده ، ورحمته بمرضعته ، ورحمته بأصحابه ، ورحمته بالأطفال ورحمته بالضعفاء والمساكين ، ورحمته بجيرانه ، ورحمته بالمسلمين ، ورحمته بغير المسلمين ، ورحمته بالطير والحيوان، نعم لا يسعنا إلا أن نقول صدق الله :" وما أرسلناكَ ألا رحمةً للعالمين"

فلننظر بعيون القلوب إلى هذا المشهد الذي تتجسد فيه رحمة النبي بالأطفال :عن جابر بن سمرة – رضي الله عنه – قال : " صليتُ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة الأُولى ( أي الظهر ) ثم خرج إلى أهله وخرجت معه ، فاستقبله وَلَدان (أي صَبيان ) فجعل النبي يمسح خدّي أحدهم واحداً واحداً ، قال جابر : وأما أنا مسح خدّي فوجدت ليده برداً وريحاً كأنما أُخرجت من جُونة عطّار " .

الجُونة : سلّةٌ صغيرة مستديرة مغطاة بالجلد تكون مع العطّارين    يوضع فيها الطيب .

ما أرحمك وما أعظمك سيدي يا رسول الله ، أسألكم بالذي كرّم وجه محمد بالحق هل سمعتم بمثل هذه الرحمة ؟  قطعا لا ، فسيّد ولد آدم هو رحمة الله للعالمين ، فأنى يكون هناك من يشبهه فضلاً عن أن يكون مثله ؟

ما أحوجنا إلى الاقتداء بهذا الهدي النبوي المبارك في تعاملنا مع الأطفال، من خلال الملاطفة والإكرام ،الذي له أبلغ الأثر في نفوس الأطفال وتكوين شخصيّاتهم ، وهذا ما أكّد عليه العلم الحديث .

اللهم امسح قلوبنا بأنوار سُنة حبيبك محمد بن عبد الله ، وكحّل عيوننا برؤيته في الجنة يا أكرم الأكرمين .

هنيئاً لك يا صاحب صحن التمر ...

إن عمل الخير يدخل السرور على النفس البشرية السّوية ، ويُحدث عند فاعل الخير شعوراً غامراً بالرضى عن الذات ، وما ذلك إلا لأن النفس البشرية مجبولة على حُبّ الإحسان إلى الآخرين ، فهذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها .

 وقد رغّب الإسلام أتباعه على ولوج أبواب الإحسان طمعا في ما عند الله ، وتدعيما لبناء التكافل الاجتماعي الذي تظهر آثاره كالشمس في رابعة النهار في المجتمعات الإسلامية  .

وكم تأثّرت من فاعل الخير ذاك ، الذي يدخل إلى المسجد في صلاة الفجر( ويحضر قبل أغلب المصلين ) حاملاً بيده صحناً من التمر ، ويضعه دون أن يُشعر أحداً بذلك على طاولة في إحدى زوايا المسجد الخلفية ، قد خُصّصت للمأكولات والمشروبات .

عموما إن لطَرق أبواب الخير مذاقا يجد المرء حلاوته في قلبه ، فما بالكم بمن يبدأ نهاره بصدقة وهو مقبل على الله في صلاة الفجر جماعة !! حقيق ٌعليّ أن أقول هنيئا لك يا صاحب صحن التمر ...

الزنا دَين ...

نعيش في زمان استخفّ فيه البعض بأعراض الآخرين ، وظنوا أن أعراض الناس مرتعاً مباحاً لهم ، فراحوا بغير وازع من دين أو ضمير يسطون على الأعراض ، لا همّ لهم إلا إشباع نزواتهم الوضيعة ، وإرضاء نفوسهم المريضة ، ناسين أو متناسين أن المرء كما يَدين يُدان .

وللصوص الأعراض ، تلك الذئاب البشرية المتوحشة المتعطشة للفاحشة ، وهتك أعراض الناس والعبث بشرفهم ، لهؤلاء جميعا أقول : اتقوا الله وتوبوا قبل أن تندموا ولات ينفع الندم .

وهاكم هذه الأبيات من نظم الإمام الشافعي – رحمه الله – علّه يكون فيها العبرة والعظة لذي قلب حيٍّ وسمع واعٍ  :

عفُّوا تعفُّ نساؤُكم في المحرم         وتجنّبوا ما لا يليق بمسلمِ

إنّ الزنا دَينٌ فإن أقرضته             كانَ الوفا من أهل بيتك فاعلمِ

يا هاتكاً حُرم الرجال وقاطعاً         سُبل المودّة عشتَ غير مكرّمِ

لو كنت من سلالةِ ماجدٍ               ما كنتَ هتّاكاً لحُرمة مسلمِ

من يَزنِ يُزنَ ولو بجداره               إن كنتَ يا هذا لبيباً فافهمِ

للاستشارة والنصيحة يمكن التواصل على : [email protected]

رحم الله قارئاً دعا لي ولوالديّ بالمغفرة

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ما شاء الله الله يفتح عليك يا شيخ. بعدين شو هالموقع الجديد, ما شاء الله شيء خيالي
علي - 01/02/2013
رد

تعليقات Facebook