اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"قطوف دانية 9" بقلم: الشيخ أحمد محمد أبو عجوة

 

 
الأقصى ينادينا ...                                                                                
 
قد أنعم الله علينا نحن المقيمين على ثرى أرض الإسراء والمعراج بنعم عظيمة نشارك سائر المسلمين فيها ، إلا أن الله قد اختصّنا بنعمة لا يشاركنا فيا أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي أن المسجد الأقصى وبيت المقدس الأسير هما القلب النابض لبلادنا ، ونحن نعيش في أكناف بيت المقدس الذي ذكره الله في كتابه العزيز، وخص المسجد الأقصى بالذكر باسمه في صدر سورة " الإسراء " فقال عز من قائل : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير "  (الإسراء 1 )  .
 
وقد تعرض المسجد الأقصى إلى عدوان ممنهج بعد سقوط مدينة القدس ، من قِبل سلطات الاحتلال ، والغاية التي يسعى إليها الاحتلال الاسرائيلي واضحة كالشمس في كبد السماء ، وهي هدم المسجد الأقصى – حفظه الله -  لبناء هيكلهم المزعوم وهذا الفعل بحسب معتقدهم شرط لمجيئ مسيح الضلالة الذي ينتظرونه ، ليحكموا العالم – وفق أمانيهم – وقد تتابع مسلسل الاعتداءات على أولى القبلتين في الآونة الأخيرة ، من خلال كثرة الانتهاكات لباحات المسرى ، وأعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى  لخلخلة أساساته وأركانه ، ولا ننسى الحملات الإعلامية والتصريحات الحادة للسّاسة ورجال الدين الإسرائيليين ، الذين يعلنون بأن الوقت قد حان لخلاص اليهود ، وإحكام سيطرتهم على العالم ، وبالطبع فإن ذلك لن يتم إلا بهدم المسجد الأقصى –حفظه الله – وبناء الهيكل المزعوم !! .
 
هذه خطط القوم وبرامجهم وأعمالهم واعتداءاتهم تجاه المسجد الأقصى  ، فماذا نحن فاعلون ؟؟
 
نعم نحن أصحاب الحق الخالص في الأقصى ، ولا مجال أبدا أن يشاركنا فيه أحد إلا أن تُبّدل الأرض والسماوات ، فالأقصى- كل الأقصى -  بأرضه وما تحتها وبسمائه وفضائه  لا يقبل الشركة أو القسمة ، وليس لسوانا حبة رمل فيه .
 
يمكننا أن نصدح بهذا الكلام إلى أن تُبحّ أصواتنا وتنشق حناجرنا !! فالكلام وحده لن يوقف العدوان والانتهاكات وتهويد المعالم وتزييف التاريخ والجغرافيا حتى !! لابد من مواجهة المخططات بأخرى تفوقها ، ولا بد من أن تقابل الأعمال الميدانية بأخرى تحاصرها وتزيل أثرها ، ولا بد من تسخير الآلة الإعلامية لخدمة قضية القدس والأقصى ، وعلى المسلمين أن يصبّوا المال – وهو مال الله – صبّا ، حتى يتسنّى القيام بالخطوات التي ذكرتها آنفا ، واستمراريتها على المستوى المطلوب.
 
أما أنتم يا أهل الداخل الفلسطيني : فهنيئا لكم هذه الكرامة من الله تعالى بأن جعلكم القدر الذي يدفع به كيد الكائدين ، وعدوان المعتدين عن المسجد الأقصى ، فأنتم كنتم ولا زلتم تنوبون عن الأمة في واجب الدفاع عن القدس والأقصى في زمن عزّ فيه الناصر والمعين ، ولكننا نتوكل على العزيز الحكيم لنؤدي دورنا على أكمل وجه ، ولنستمر في أداء دور الرئة التي يتنفّس من خلالها المسجد الأقصى  والقدس المحتلة.
 
فالله الله على جهدكم ورباطكم وثباتكم ، فأنتم وبحق جديرون ببشرى رسول الله لكم ، حيث يقول عليه الصلاة والسلام : " لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، قالوا فأين هم يا رسول الله ؟ قال : في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس " .رواه أحمد في مسنده
 
فيا أهلنا أُثبتوا على ما أنتم عليه من نصرة القدس والأقصى ، وكثّفوا من حضوركم رجالا ونساء وأطفالا وشيبا وشبانا للرباط في القدس المحتلة والأقصى الأسير ، إلى أن يأتي الله بأمر من عنده ، يسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا .
 
 
إن من الشعر لحكمة ...
 
شعر للقدس والأقصى 
 
الله أكبر ...أعلنها مدوّية                 مآذن القدس تدري ما معانيها
 
سطا عليها جراد الأرض واعتُقلت      من أربعين خريف ويح ماضيها
 
كانت عروس إسراء الرسول على       ظهر البراق وكانت في تجاليها
 
وقبة الصخرة الصماء داخلها             قدم الرسول إلى المعراج عاليها
 
لسدرة المنتهى كان العلوّ له               وقاب قوسين من عرش حواليها
 
كانت منارة أهل العلم فاعتكَفَت             في يوم نكستها لا شمس تأتيها
 
في المسجد اليوم قد حفروا الأساس له          تحت الرواق بأيدي أعاديها 
 
بحثا عن الهيكل المزعوم                    ويح الغزاة ومن فرّطوا فيها
 
باعوا ثراها إلى قوم ديانتهم                طمس المعالم مذ سادوا أراضيها
 
والسور يبكي على أيام عزّته                  يوم الخليفة جاء القدس غازيها
 
صلى بها بالأمس والمحراب شيده           قرب القيامة صلّى في نواحيها
 
صبرا يا قدس روحي الفداء لك                   فقد دنا زمن خلافتنا فيها*
 
*كتبت البيت الأخير إتماما للمعنى
 
 
 
للاستشارة والنصيحة يمكن التواصل على : [email protected]
 
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
يافا بارك الله فيك
يافا - 08/02/2013
رد

تعليقات Facebook