اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"قضية هدم البيوت وسياسة التهجير الناعم" للشيخ أحمد أبو عجوة

 

 
قضية هدم البيوت ، وسياسة التهجير الناعم ...
 
على خلفية هدم بيتين في بيارة " أبو سيف "
 
بات من الواضح للجميع ( إلا أصحاب المصالح المتقاطعة مع السلطات ) أن ملف الإخلاء وهدم البيوت إنما هو ملف سياسي بامتياز ، فإن السلطات الإسرائيلية ومنذ نكبة 1948 تتعامل مع الفلسطينيين – أصحاب البلاد الأصليين – على أنهم أعداء ، وخطر يجب التعامل معه بكل الأساليب المشروعة وغير المشروعة لحصره ضمن الدائرة التي تراها السلطات مناسبة لخططها وبرامجها ، وكان من ضمن تلك الأساليب والسياسات ، سياسة هدم منازل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر ، ومصادرة أراضيهم ، والتضييق عليهم بكل ما يتعلق بقضية الأرض والحيز والمسكن .
 
وإن من الأهداف الرئيسية لهذه السياسات تغيير المعالم التاريخية ، وفرض واقع جديد على الأرض بما يؤدي إلى محو الهوية الفلسطينية والعربية ، ويرسّخ الوجود الطارئ لمن احتل الأرض وهجّر أهلها !! وهكذا هو الحال منذ عشرات السنين ، ولكن الملاحظ في العقد الأخير تكثيف الحملة الشرسة من قبل السلطات في عملية التهجير الناعم للفلسطينيين عن أرض الآباء والأجداد ، وخصوصا في المدن الساحلية : يافا واللد والرملة وحيفا وعكا ، ففي مدينة يافا وحدها هناك أربعمائة ملف تتعلق بموضوع السكن بين إخلاء وهدم !! وقبل أيام قليلة أقدمت السلطات على هدم بيتين في بيارة " أبو سيف " وذلك استمرارا لتنفيذ المخطط الذي وضعته السلطات لتهجير الفلسطينيين من مدينة يافا ، أوعلى أقل تقدير تحويلهم إلى أقلية هامشية لا صوت لها ولا تأثير .
 
وهنا لا بد أن نتساءل عن الحلول الحقيقية التي قدمتها السلطات للتعامل مع ملف السكن على مدار عشرات السنين ، والجواب : لا شيئ . هذا بالطبع باستثناء الوعود ، وسياسة المماطلة والتسويف ، والحقن المخدرة ، من خلال الإعلانات المختلفة لقرب طرح حلول تساعد على التعامل مع أزمة السكن المتفاقمة ، ولا يفوتنا في هذا المقام جلسات الموائد المستديرة والمستطيلة والمربعة و...و ... إلى آخر الأشكال الهندسية المعروفة ، وغير المعروفة التي قد تخترعها السلطات لتخدير الجماهير العربية !!
 
وهنا لا بد من تساؤل آخر : لماذا لم تحرك السلطات- كما سمعنا - ساكنا تُجاه الأبنية الغير مرخصة التي قام المستوطنون ببنائها في المدرسة الدينية ( بجانب مسجد الجبالية ) ، والتي تتبع أصلا للسلطات ؟؟ وماذا عن البناء الغير مرخص في الكنيس ( مقر إذاعة الشرق الأدنى قبل النكبة ) الذي يقع بالقرب من ما يعرف ب " شكونات العرب " من جهة شارع " ييفت "  ؟؟ أم أن قوات السلطات وجرّافاتها لها حاسة شمّ (عنصرية بامتياز ) لا تتعرف إلا على بيوت العرب ومساكنهم ؟!
 
نقول لإخواننا في بيارة " أبو سيف " أُثبتوا على أرضكم ، وتمسّكوا بحقوقكم ، فأنتم كما عهدناكم أصحاب المواقف المشرفة ، وأهل النخوة العربية الأصيلة .
 
أما أنتم يا أهل مدينة يافا الصامدة فقد آن الأوان لمراجعة الأساليب التي تم انتهاجها حتى الآن في مواجهة السياسات التهجيرية  الظالمة للسلطات في القضية المصيرية : قضية الأرض والمسكن . فلا بد من وضع استراتيجية جديدة تحقق أهدافنا للبقاء  والعيش بكرامة  وعزة ( فنحن لا نعرف للكرامة بديلا )على أرض الأباء والأجداد .
 
كلمات من نور ...
 
أضع بين يدي القارئ هذه الكلمات التي تفتق عنها ذهن العالم والمفكر الجليل علي الطنطاوي – رحمه الله – وجادت بها قريحته ، وخطّها قلمه السيّال بأسلوبه البياني الأخّاذ ، ليوضح بجمل وكلمات قلائل ما يعجز عن قوله وكتابته الكثير من الناس من خلال لربما صفحات وصفحات ، ولا عجب في ذلك فما يقوله الشيخ إنما هو حصيلة ثروة علمية ولغوية مبهرة ، وقبل ذلك وبعده نقول : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم .
 
1-" الحياة المادية أمر تافه يشاركنا فيه أدنى حيوان ، ولكن الحياة المعنوية ، والتطلع إلى الخلود هما ما امتاز به الإنسان " .
 
فما مدى نصيبنا من هذه الحياة المعنوية ؟ وهل نسعى فعلا للخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟
 
2-" المُحِقُّ الضعيف مجرم ، لأنه يضيّع حقه بضعفه " .
 
 نعم ، فكم من مُحق ضاع حقه لأنه لم يُحرك ساكنا ، ورضي لنفسه بالذل والهوان ، ولذلك فهو ملوم .
 
3-" الشاب/ة الدي لا يعرف في الحياة إلا الغزل ، ليس إلا جرثومة سُلٍّ في جسد الأمة ، أما الشاب/ة المتعلم القوي الإيمان الحديدي الإرادة الثابت على المبدأ ، فهو الذي يبني أمة " .
 
 ما أكثرالصنف الأول من الشباب في زماننا ، وما أحوجنا إلى تربية ورعاية الصنف الثاني من الشباب – وهم كثر - ليبنوا للأمة غدا مشرق ، وليكونوا لبنة للبناء في مجتمعاتهم ، لا أن يكونوا معاول هدم ، وفؤس دمار .
 
لبيك يا أقصى ...
 
إن المسجد الأقصى الأسير ينادينا ، ويستصرخ فينا عزة المسلم وكرامة العربي ومروءة الفلسطيني ، فقد كثُرت المؤامرات عليه وحوله وأسفله ، في زمان نسي الكثيرون أو تناسوا واجباتهم نحو مسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .
 
 وبالرغم من كل الأذى والضر  ، فنحن نقول : الله أكبر رغم الضيق والضرر ، ونقول لك يا أقصانا لبيك مرة تلو أخرى ، فنحن حرّاسك الأوفياء ، وسدنتك الأمناء ، كيف لا ونحن الذين شرّفنا الله بالرباط فيك وفي أكناف بيت المقدس ،وقد بشّرنا رسول الله بجزيل الأجر للمصلين في رحابك ، والمرابطين في بيت المقدس وأكنافه . عن أبي ذرّ – رضي الله عنه – قال : " تذاكرنا – ونحن عند رسول الله – أيهما أفضل أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله : صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن لأن يكون للرجل مثل شَطَن ( لجام ) فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا " .رواه الطبراني وصححه الألباني .
 
الصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة كما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وربعها يساوي 250 صلاة ، هي أجر وثواب الصلاة في الأقصى ، هذا في الظروف الطبيعية ، فما بالكم إخوتاه والمسجد الأقصى أسير تحت نير الاحتلال ، وتحيط به المؤامرات من كل حدب وصوب  ؟ فكم يكون الأجر؟ .
 
 
للاستشارة والنصيحة يمكن التواصل على :  [email protected]
 
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة
 

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
كلام سليم ولكن !! لا أختلف معكم فيما طرحت أخي الكريم. ولكن ماذا فعلنا وقدمنا نحن أبناء يافا لمواجهة هذه السياسة. يقول المثل الشعبي ما ضاع حق ورائه مطالب. علينا أن نضع موضوع السكن في سلم أولوياتنا وأن لا ننتظر من السلطات إحداث التغيير. من واجبنا نحن تحريك السلطة وليس العكس وأترك الجواب عي ( كيف) لأهلنا في يافا لأنني أعتقد أن أبناء يافا عامة هم أصحاب القرار وعليهم أن يتخذوه. وسامر العيساوي هو مثل يقتدى به فكان هو الفعل وليس ردة الفعل.
ابو ايمن - 22/02/2013
رد

تعليقات Facebook