اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"اوباما والاقصى والاحتلال" في الجزء الـ12 من سلسلة قطوف دانية

 
أوباما والأقصى والاحتلال ..
 
إن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي أوباما للبلاد ، ستتخللها " زيارة " للمسجد الأقصى المبارك ، وبالطبع سيكون هذا الاقتحام لمسرى النبي صلى الله عليه وسلم تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي ، وبتغطية أمنية منه على التراب الوطني الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة !! كما وسيتم الدخول لباحات الأقصى من باب المغاربة ( الحي الإسلامي الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي بعد نكسة عام 1967 ) ، وهنا لا بد من وقفات مع هذا البرنامج الإجرامي للاحتلال الإسرائيلي ، والخطوات الغير محسوبة للرئيس الأمريكي :
 
1- إن زيارة الرئيس الأمريكي لمدينة القدس المحتلة بالتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي ، فيه إشارة - يبصرها حتى الأعمى – بشرعنة الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس ، مما سيكون له بالغ الأثر على مستقبل زهرة المدائن ، وعلى الحق الإسلامي – المسيحي ، والعربي والفلسطيني فيها .
 
2- إن الاقتحام الأمريكي متمثلا بالرئيس أوباما لبوابات الأقصى وباحاته تحت الحماية ، والتغطية الأمنية لقوات الاحتلال ، يُحقّق للاحتلال غاية عظمى لطالما سعى لتحقيقها ، وهي الاعتراف الأمريكي والغربي " بحق مزعوم " للاحتلال قي الأقصى !! نعم إن هذا الاقتحام إن وقع – ولن يتم ذلك بمشيئة الله – يؤكد من الجانب الأمريكي ولا أقول ضمنيا ، إنما يؤكد صراحة على أن الجانب الأمريكي قد أفصح عن موقفه من وجود الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك .
 
3- إن هذا الانحياز الأمريكي السافر في تأييد مواقف الاحتلال الاسرائيلي ، وجرائمه البشعة بحق الأقصى والقدس تحديدا ، وبحق فلسطين ، والشعب الفلسطيني ، والأمة العربية والإسلامية عموما ، هذا التأييد الباطل لإرضاء اللوبي الصهيوني ينزع عن الولايات المتحدة الأمريكية ورقة التوت ، التي تستر عورة صفة الراعي العادل لما يُسمّى " بعملية السلام "، مما يوجب على المسلمين والعرب مراجعة خياراتهم في التعامل مع الجانب الأمريكي فيما يخص القدس والأقصى خصوصا ، والقضية الفلسطينية عموما .
 
4- بات من الواضح أن المرحلة الراهنة هي مرحلة مفصلية بما يتعلق بمستقبل الأقصى والقدس والقضية الفلسطينية ، فلا وجود للقضية الفلسطينية بلا حقنا الكامل الغير منقوص في مدينة القدس المحتلة ، ولا قيمة  للقدس بلا الحق الكامل لنا في الأقصى ، وبالتالي فعلى المسلمين أن يتحركوا بشكل سريع ومدروس لمواجهة الكيد العالمي للصهيو- مسيحية (التي لا علاقة لها بإخواننا المسيحيين ) والتي تسعى وبشكل محموم لتنفيذ رؤيتها الدينية الباطلة ، والتي ستبلغ ذروتها وفقا لاعتقادهم بهدم الأقصى – حفظه الله – وبناء الهيكل المزعوم .
 
5- على الرئيس والشعب الأمريكي أن يعوا تماما أن المسجد الأقصى المبارك هو خط عقائدي أحمر فاقع لونه ، ستؤدي محاولة المساس به إلى تبعات وإسقاطات ، لا أقول على المنطقة بل على العالم بأسره ، مما سيؤدي إلى خلط الأوراق وخلق واقع جديد ، لن يستطيع الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بكل ما أوتوا أن يتعاملوا معه .
 
6- إنما المسجد الأقصى عقيدة ، وهو حق خالص للمسلمين لا يشاركهم فيه أحد من الناس ، فالأقصى بأرضه وفضائه : لا يقبل الشركة ، ولا القسمة ، ولا التنازل عن بعضه أو كله ، وإن الوضع الاحتلالي القائم لا يغير من الحقيقة شيئا : إن الاحتلال إلى زوال ، وسيعود الحق لأصحابه طال الزمان أم قصر ( وأرى أن الوعد الحق قد اقترب ) ، خبّريهم يا قدس كم محتل أتاك ؟ كلهم زالوا وما ظل سواك .
 
على المسلمين عموما وعلى الفلسطينيين خصوصا ، وعلى فلسطينيي ال 48 أخص الخصوص ، أن يؤدوا واجب الوقت تجاه القدس والأقصى ، ليضعوا حدا لغرور وعربدة الاحتلال الإسرائيلي ، الذي لا يفهم إلا لغة الأقوياء ، فالضعفاء لا مكان لهم بين الوحوش والمفترسات .
 
إن الحركة الإسلامية كانت ولا تزال - بفضل الله - سبّاقة في خدمة قضية القدس والأقصى ، وكأول ردة فعل للحركة الإسلامية على برنامج الاقتحام الأمريكي المزمع برعاية الاحتلال الإسرائيلي، ستُنظّم الحركة الإسلامية تظاهرة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، وذلك يوم الإثنين القادم ، الساعة الحادية عشرة - 11- ظهراً ، فلا بد أن نُسمع صوتنا للعالم وخصوصا للرئيس الأمريكي قائلين له : لا تظنن أن الشعب الفلسطيني سيستقبلك بالورود والياسمين ، إذا ما سوّلت لك نفسك المساس بعقيدتهم ، ولك في الوزير المصري السابق " أحمد ماهر" خير عبرة ( تم رجمه بوابل تلو أخر من أحذية الفلسطينيين ) ، أحذيتهم الممزقة هذه ، هي تاج فخار على رؤوس العملاء والخائنين .
 
 
 أنا الأقصى يُناديني ...
 
اسمعوا نداء الأقصى يستغيث بالمسلمين ، فمن يُلبّي نداء الأقصى ؟
 
 
أنا الأقصى يناديني    ..  فتسمعه شراييني 
 
سهام الكفرِ تُدميني    ..  فمن يأتي يداويني  
 
فقمت لأركع الفجرا  .. و أمضي في الرُبا صقرا  
 
و أسأل ربيَ النصرا .. على باغٍ يعاديني  
 
رأيت جموع إخواني .. بكل الحب تلقاني  
 
سأحمل كل أكفاني    .. أموت ويعتلى ديني  
 
سأمنا عيشة الذُّلِ      ..   تبعنا شرعة الرُسل
 
سنمشيها على مهلٍ  .. و ربُّ الكون يحميني 
 
بجيشٍ مؤمنٍ لجبِ  ..   و قرآن يُربّيني  
 
نعم ، إن قلوبنا تنبض بحب الأقصى ، ونحن على أتم استعداد أن نُمدّ الأقصى – قلب قضيتنا – بما يلزمه من دمائنا ، ليدوم خفقانه ، ويقوى إلى أن يبلغ الذروة بإيقاظ كل القلوب المؤمنة ،  التي ستُمدّه بتغذية راجعة تُحطّم عنه قيوده وأغلاله ، ليتردد صوت الأذان مدوياً في جنباته : الله أكبر الله أكبر     لا إله إلا الله  .
 
يسألونك متى هو ؟ قل عسى أن يكون قريبا .
 
 
للاستشارة والنصيحة يمكن التواصل على : [email protected]   
 

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
جزاك الله كل خير يا شيخ احمد
بنت يافا - 01/03/2013
رد

تعليقات Facebook