اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"حالات فردية أم نظام عنصري؟ - قطوف دانية 13 للشيخ أحمد أبو عجوة

 
حالات فردية أم نظام عنصري ؟ على خلفية الاعتداء على حسن أُصرف
 
في كثير من الأحيان تحاول المؤسسة الإسرائيلية أن " تقنعنا " بديموقراطيتها التي صدّعت بها رأس العالم ، حيث يزعمون أنهم الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ، الذي يصفون أهله بالتخلف والهمجية !! كما ولا تنفك المؤسسة الإسرائيلية ،  ومن خلال أبواقها الإعلامية والدبلوماسية محليا وعالميا ، عن التغني بأنها دولة جميع مواطنيها ، وأن الأقلية العربية في الداخل الفلسطيني تنعم بحياة رغيدة وعيش لين طيب ، يتمنى أي عربي في العالم أن تناله ولو نفحة من نفحات الديموقراطية المزعومة وحياة الرفاهية المدّعاة ! وبالطبع فإن هذه الأكاذيب التي تُروّج لها المؤسسة الإسرائيلية ، قد تحطمت ألف مرة ومرة على صخرة الواقع المعيش ، الذي يتجرّع فلسطينيو ال 48 من مرارته ألوانا وأصنافا ، منذ نكبة فلسطين وحتى كتابة هذه السطور .
 
 وقد كان من أواخر ما أنعمت به المؤسسة الإسرائيلية على " مواطنيها " العرب ذلك الاعتداء الوحشي على الشاب حسن أصرف ، والذي كاد يودي بحياته ، بالرغم من أنه لم يؤذ أحداً ، ولم يتعرض لأحد بسوء ، هذا العدوان الهمجي الذي لا يبرره شيء ، سوى سموم العنصرية التي تجري في دماء معظم الإسرائيليين تُجاه العرب والمسلمين ، وتُجاه كل ما هو عربي وإسلامي . وهنا لا بد أن نتساءل : لو كان هذا الاعتداء على شخص يهودي في أي بقعة على وجه البسيطة ، فماذا كان سيكون رد المؤسسة الإسرائيلية ، وأبواق الصهيونية العالمية ، والغرب المنافق ، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة حامية الديموقراطية وحقوق الإنسان (بالطبع الإنسان الغير عربي أو مسلم ) ؟
 
 والجواب : لأقامت المؤسسة الإسرائيلية والصهيونية العالمية  مأتما وعويلا تحت شعار العداء للسامية ومطارة اليهود ، وبالطبع كانوا سيذكّرون العالم بما لا يجوز أن ينساه : وهو ما تعرض له اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية على وجه الخصوص . وتمام المشهد استنكار من البيت الأبيض ، ونداء من الأمين العام لهيئة الأُمم المتحدة !! فأين هؤلاء جميعا عندما يتم الاعتداء السافر واللاإنساني على فلسطينيي ال48 ؟ إعتداء على حقوقهم ، وعلى إنسانيتهم ، وعلى هويتهم الدينية والقومية والثقافية والحضارية ، وعلى أرضهم وبيونهم، وعلى مقدساتهم ، وعلى وعلى ...إلخ .
 
إن المسئول الحقيقي عن الاعتداء على حسن أصرف وعلى غيره من فلسطينيي ال48 ، إنما هي المؤسسة الإسرائيلية العنصرية ، والتي تنتج وتغذي سياسة العنصرية والكراهية من أعلى هرم السلطة ( الكنيست ) وحتى رجل الشارع البسيط !! فإن الكيان الإسرائيلي قد ولد من رحم العنصرية والتعالي على الآخرين واحتقارهم ، ولا مجال لاستمرارية هذا الكيان إلا من خلال استنشاق هواء العنصرية البغيض ، فالهواء العليل للحق والحرية والمساواة ، هو بمثابة السم القاتل لهذا الكيان ، وبالتالي فإنه يبني نظامه المناعي بمضادات الحقد والكراهية والعنصرية ، والتي تتم ترجمتها إلى أفعال إجرامية دامية تجاه الفلسطينيين خصوصا ، وتجاه العرب والمسلمين عموما .
 
وإن مسلسل الاعتداءات الآثمة هذا لن يدوم السكوت عليه طويلا ، فكما هو معلوم : إن الضغط يولّد الانفجار ، كما وأن العربي حرٌ لا يبيت على ضيم .
 
قردٌ يدنّس مصحفاً
 
لقد أنبأنا التاريخ خلال مسيرته الممتدة عبر العصور والأزمان ، عن صنوف من المجرمين والطغاة ، وقد حفل تاريخنا الإسلامي بصولات وجولات مع اعداء الأمة الإسلامية ، لكننا ما سمعنا يوما أن أحد هؤلاء قد سوّلت له نفسه أن يحاول المساس بحرمة القرآن العظيم .
 
ولكن زمان العيش النكد قد أوصلنا إلى اليوم الذي يجرؤُ فيه أحط خلق الله على امتهان المصحف الشريف ، حيث قام أحد ضباط جيش الاحتلال بركل المصحف بقدمه ( قطعها الله وشلّ بدنه ) في ساحات المسجد الأقصى المبارك !! إن هذا الفعل الإجرامي له دلالات خطيرة تتمثل في محاولة هذا المجرم الوضيع ومن وراءه أن يقول للعرب والمسلمين : إن المؤسسة الإسرائيلية لا تقيم وزنا لأُمة المليار والستمائة مليون مسلم ، حيث يتم الاعتداء على قلب عقيدتهم ، وليس في أي مكان ، ولكن في المسجد الأقصى المبارك ، فماذا أنتم فاعلون ؟!
 
إن تصاعد وتيرة الاعتداء على المقدسات والحرمات والأرض والإنسان ، سيكون سببا مباشرا في التعجيل بزوال الظلم والظالمين ، وعلى المسلمين أن يغضبوا غضبة لم ير الاحتلال والعالم مثلها ، تعظيما منا لكتاب ربنا ، نقول من خلالها للظالمين : إياكم واللعب بالنار ، فإن النار إذا اندلعت لن تبقي أخضر ولا يابسا إلا جعلته كالرميم .. فكتاب ربنا إذا تم المساس بحرمته ونحن أحياء ، فباطن الأرض خير لنا من ظاهرها !!
 
ومن هذا المنطلق تقيم الحركة الإسلامية في البلاد مسيرة حمل المصاحف ، وذلك اليوم بعد صلاة العصر في قرية كفر كنا ، فلنشارك جميعا في هذا النشاط المبارك ، غضبة منا وتعظيما لكتاب ربنا جل في علاه ، وتنديدا بهذا القرد ومن وراءه ، وتحذيرا لهم من مغبة المساس بعقيدتنا .
 
فإن لم نغضب لهذا العمل الإجرامي الوضيع ، فقولوا لي بربكم متى نغضب ؟؟
 
دعاء جدتي صالحة ...
 
لا أذكر من ملامح جدتي لوالدتي  شيئا ، رغم محاولاتي المتكررة لاستخراج مخزون ذاكرة الطفولة المبكرة ، إلا أنني أذكر تلك المرأة العجوز التي كانت تحوطني برعايتها ، وتغمرني بحنانها ، وتضمني إلى صدرها ، فيسري في جسدي الصغير يومها شعور من الدفء ، يعجز قلمي اليوم عن ترجمته إلى كلمات وقد بلغت مبلغ الرجال ! لا أزال أّذكرها جالسة تحت شجرة الرمّان ، في ساحة الدار في مخيم اللاجئين في   " دير عمّار " قضاء رام الله ،وقد أصبح المخيم بيتها بعد نكبة فلسطين عام 1948 ، وهي في الأصل من مدينة يافا وبعد زواجها من جدّي " الشيخ محمد جوهر "  انتقلت للسكن معه في بيته وبيارته ، والتي تبلغ مساحتها 200 دونم في  قرية " ساقية "  قضاء مدينة يافا، والتي تعرف اليوم ب " أور يهودا " .
 
لقد كانت جدتي أُمية كالغالبية العظمى من نساء زمانها ، إلا أنها كانت من أهل الصلاة والذكر ، وكان إيمانها كما يسمّيه العلماء : " إيمان العجائز " أي إيمان على الفطرة لا تشوبه شائبة لبساطته وصفائه .
 
 وقد كان لجدتي دعاء تردده كل يوم بعد صلاة الفجر، حفظته والدتي ( الحاجة حليمة بارك الله في عمرها ) وبالأمس قدّر الله أن تردده أمامي ، وفور سماي الدعاء اغرورقت عيناي بالدموع ، ولا أعرف السبب ، هل هو حنيني لجدتي ؟ أم أنه الدعاء الذي يحمل معاني الإيمان الفطري يُترجم بكلمات بسيطة ؟ أم الأمران معا ؟ لا أدري حقيقة ، ولكنني أضع الدعاء بين يدي القارئ ليتذوقه بشعوره الخاص ، إليكم نص الدعاء كما سمعته :
 
" سبحان من أصبح الصباح ، سبحان الملك الفتاح ، سبحان من أذهب الليل ، وأتانا بنوره ولاح ، سبحان من سيّر الجناح ، سبحانه الواحد الأحد ، سبحانه الفرد الصمد ، سبحانه باسط الأرض وعلىها ماءٍ جمد ، سبحان من يُقسّم الأرزاق ، ولا ينسى من فضله أحد ، سبحانك ربي لا إله إلا أنت ، خلقت كل شيئ ، ورزقت كل شيئ ، وفاني كل شيئ ، وباقي وجهك الحي الذي لا يموت "
 
رحمك الله يا جدتي صالحة وجمعنا بك على حوض النبي صلى الله عليه وسلم . اللهم آمين
 
للاستشارة والنصيحة يمكن التواصل على :[email protected]
 
رحم الله قارئا دعا لي ولوالديّ بالمغفرة 

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
امة فاشله للتذكير فقط هذه ليست المرة الأولى التي يمتهن فيها القرآن , لقد امتهن وامتهنت معه الأمة بأسرها على يد المرتد سلمان رشدي , وامتهن في معتقل غوانتنامو على أيد الجنود الأمريكان , وامتهن على أيد القس تري جونس الذي قام بإحراقه على مرأى ومسمع العالم الإسلامي بأسره , هل تنتظر من امة ممزقة يكفر بعضها بعضا , ويقتل بعضها بعضا باسم الإسلام أن تنصر القرآن ؟ أنا أقول لك انتظارك سيطول إلى أمد لا يعلمه إلا الله عز وجل
سعيد سطل ابو سليمان - 10/03/2013
رد

تعليقات Facebook