اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"أمك ثم أمك ثم أمك" بقلم: الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 
الأدباء والشعراء والكتاب عبر التاريخ البشري كله , بالرغم من إجادتهم وإتقانهم وإبداعاتهم ,عجز أدبهم وشعرهم وكتاباتهم عن الإحاطة بالخصال والمزايا والفضائل التي اردعها الله عز وجل في الأم , هؤلاء المبدعون النخبة بكل ما حباهم الله تعالى من ملكات الفهم والإدراك والتعبير والإبداع , عجزوا عن استخراج الدرر الكامنة في كيان الأم فضلا عن إبراز حقيقتها ,ذلك لان حقيقة وقدر الأم لا يعرفها حق المعرفة إلا الله جل في علاه , لذلك في هذه المناسبة العطرة أعياني البحث عن الكلمات والعبارات التي تُجلّي لنا جانبا من الصفات والفضائل التي خص الله تعالى بها الأم , ذلك لان صاحبة المناسبة اكبر من الكلمات والعبارات , واكبر من المعاني. 
 
بالرغم من غزارة اللغة العربية وجمال عباراتها وألفاظها ودقة معانيها , أجدها عاجزة عن التعبير وعن الوصف الدقيق , كل من قال أو كتب عن الأم من شعراء وكتاب وأدباء وعظماء , تناول جزءا من كل , أو فرعا من اصل , وهذا اعتراف ضمني منهم بالعجز عن الإحاطة بالأصل , فهذا وليام شكسبير الأديب والشاعر والكاتب البريطاني يقول : ليس في العالم وسادة انعم من حضن الأم , وصف جميل ومعبّر لكنه تناول جزءا من كل , تناول الحضن مع كل ما يعنيه حضن الأم من معاني الأمومة , من عطف وحنان وحب وحرص واهتمام ورعاية وتربيه فالحضن جزءٌ من كل فرعٌ من اصل , فإذا كان هذا شان حضن الأم فكيف بقلبها ؟ الذي يسع كل معاني الخير , يسع كل الفضائل , هو موطن الحب الخالص , هو منبع العطف والحنان , هو مهبط الرحمة , هو مبعث الصبر , هو نبع البذل والعطاء والتضحية والإيثار , ابحث بربك في القلوب كلها هل تجد قلبا يتسع لجميع هذه المعاني غير قلب الأم. 
الرئيس الأمريكي لنكولن له مقوله تعبر عن فضل الأم ودورها التربوي والتعليمي في حياة أولادها يقول :إني مدين بكل ما وصلت إليه وما أرجو أن اصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك , لنكولن يضع أمه في مصاف الملائكة , وقول لنكولن  يصدق مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة , هي أمه , والقول الفصل  هو  قول النبي المعلم والمربي للسائل من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال أمك , ثم من ؟ ثم أمك , ثم من ؟ ثم أمك , إجابة النبي صلى الله عليه وسلم  تعني ما قاله شكسبير , وما قاله لنكولن , وما قاله الشعراء والأدباء والعظماء على مر التاريخ كله , (أمك) اسمٌ  جامع لجميع معاني الإنسانية , هو الاسم الجامع الذي لا يرقى إليه وصف , هو أول كلمه ينطق بها الطفل الرضيع , ماه يقصد أماه.
 
أتدري ما هي أجمل هدية تقدمها إلى أمك ؟ أجمل وأغلى هديه أن تحقق لها أمنياتها فيك , أنها تتمنى أن تراك رجلا , رجلا في بيتك ووسط اهلك , رجلا بين الناس  أين ما كنت وحللت , والرجولة التي تتمناها أمك  هي الرجولة القائمة على مكارم الأخلاق , على الصدق والإخلاص والاستقامة , هذه المعاني التي تتمناها كل أم بولدها , وهي التي تسعدها وتملؤها فخرا بك بين الناس.
 
سعيد سطل ابو سليمان      
 20 آذار 2013

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook