اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال بعنوان "التعصُب" بقلم الشيخ سعيد سطل "أبو سليمان"

 

 
التعصُب ظاهرة خطيرة متفشية بين الأفراد والجماعات , والشعوب والأمم في كل بقاع الأرض, له آثار مدمرة على النسيج الاجتماعي  والروابط البشرية والعلاقات الدولية , والتعصُب هو أن يدعو الرجل إلى تأيد  أقاربه ونصرتهم ظالمين كانوا أو مظلومين , والعصبي هو الذي يغضب لقومه ويحامي عنهم بحق وبغير حق , لذلك جاء في الحديث ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل على عصبيه , وللتعصُب أشكال متعددة هناك تعصب ديني وتعصب طائفي وتعصب مذهبي , هناك تعصب لأشخاص ورموز دينية  وتاريخية , وهناك تعصب لحركات وأحزاب دينية وعلمانية , عصبيات متعددة والنتيجة واحده , دمار وخراب وسفك دماء واعتداء على الأرض والعرض والمقدسات واستباحة كل محرم ! لكي نفهم هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن نبحث عن أسبابها وعن نشأتها وجذورها هل هي ظاهرة فطرية أم مكتسبة ؟ هل يولد التعصُب مع الإنسان أم هو طارئ عليه من الخارج ؟ التعصب سلوك مكتسب وليس فطري , فلو كان فطريا في الإنسان لشمل جميع البشر دون استثناء , لذلك نجد إنسانا متعصبا وإنسانا غير متعصب , وذلك بحسب البيئة التي تحتضنه ويعيش فيها  فالإنسان لا يتعصب إلا في بيئة حاضنة تُنشئه تنشئةً تعصُبيّه , أن  نمط التربية هو الذي يوَلِد  التعصب , واخطر مراحل التربية هي مرحلة الطفولة , عندما نربي الطفل على الكراهية لإنسان أو لطائفة أو لجهة نختلف معها , حتما سينشأ الطفل متشربا للفكر الذي تربى عليه , هذا النمط من التربية تعتمده مع أطفالهم بعض الحركات المتطرفة  مثل النازية والفاشية والصهيونية, هؤلاء يشحنون أطفالهم بالكراهية للغير ,هذا النمط من التربية هو اعتداء على إنسانية  الإنسان , لان شحن الطفل بالكراهية للغير يسمم تفكيره ويعطل عقله , فيتحول إلى إنسان فاقد للإنسانية ,  يتحول سلوكه  إلى سلوك عدواني تجاه الغير , لا يحترم مقدسا ولا يراعي حرمة , يعتدي على دور العبادة يحرق ويدنس ويخرب , ويعتدي على الممتلكات يحرق السيارات والحقول والأشجار , ويعتدي بالضرب دون تمييز بين رجل وامرأة وبين طفل وشيخ عجوز , دون أي رادع من ضمير أو قانون أو دين أو خُلق  ودون شعور بالذنب.
 
هذا السلوك الإجرامي هو نتاج تربية عنصرية استعلائية في مرحلة الطفولة , نتاج شحن على الحقد والكراهية للغير , ولم تقتصر هذه التربية وهذا الشحن على مرحلة الطفولة , إنما تمتد إلى مرحلة الشباب ومرحلة الكهولة عبر مختلف الوسائل  الإعلامية والثقافية والدينية , ويتصدرها رجال دين ورجال سياسة وإعلام ورجال ثقافة , وما نشاهده من اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين , وما نسمعه في التظاهرات وفي ملاعب كرة القدم من هتافات ( الموت للعرب ) ما هي إلا نتاج هذه التربية وهذا الشحن المتواصل على كراهية العرب ,  الطفل في مرحلة الطفولة يتلقى المفاهيم بمشاعره لا بعقله ,  وعندما ينشا الطفل على مفاهيم خاطئة مفاهيم مضللة  تلقاها بمشاعره لا بعقله , يصعب في الكبر التخلص منها مهما حاول , لذلك كان أصعب شيء على المشركين في الجاهلية ترك ما نشئوا عليه منذ طفولتهم من عبادة الأصنام , يصف القرآن الحوار معهم قائلا : وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا , أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون , الطفل الصغير يتلقى من مربيه الأفكار والتوجيهات بمشاعره لا بعقله , لذلك يصعب عليه في الكبر التخلص من العادات والأفكار التي تربى ونشأ وترعرع عليها.
 
لذلك كانت محاربة الجهل والتخلف والقضاء على العصبية بكل أنواعها وأشكالها من الأولويات في الإسلام , سواء كانت عصبية دينيه أو قوميه أو قبليه أو طائفيه أو مذهبيه أيا كانت , جاء يقول دعوها فإنها نتنه  ليس منا من دعا إلى عصبيه أو قاتل على عصبيه , هل نجح الإسلام في القضاء على هذه الظاهرة المدمرة لم ينجح بل فشل فشلا ذريعا ,لأن أبناءه رفضوا الانصياع لتعاليمه وهديه , وبات أبناؤه اشد تعصبا مما كان عليه المشركون في الجاهلية قبل الإسلام , بات أبناؤه يُكفّرُ بعضهم بعضا , ويستحلُّ بعضهم دماء وأعراض بعض , يستحلون قتل الأطفال والنساء والشيوخ والعلماء , يستحلون هدم الأضرحة والمساجد ودور العبادة كل ذلك يتم بإصدار فتاوى تكفيرية تبيح كل منكر وكل محرم , هؤلاء التكفيريون باتوا اشد خطرا على الإسلام من أعدائه التقليديين.
 
سعيد سطل ابو سليمان        
3 رجب 1434   

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
الى صاحب الموقع اين تعليقي من حقي ان ادافع عن نفسي عندما يتهمني شخص اني انتظر ردي
يافاويه - 17/05/2013
رد
2
الى الدكتور العلامه الشيخ ابو سليمان إن بعض الظن إثم انا لست ادري كيف توصلت انني ابغضك وان قلبي يضخ بلبغض ؟ فتقي الله ،أأنزل عليك الوحي لكي تعرف ما في الصدور؟ ان مشكلتي اني اغار جدا على ديني فسميه كما تشاء(تعصب) عندما ارى شخص يلوي اعناق النصوص لكي يدعم جماعه او كلنظام السوري الاسدي العلوي الشيعي فعندي ان اكون في رأيك قلب يضخ بلبغض ولا اكون شيطان اخرس.فانت نفسك تتهم العلماء انهم عملاء لامريكا فهل قلبك يضخ بلبغض؟ ولكن عندما لا يوافقك شخص في الرأي تتهمه بأن قلبه يضخ بلبغض. فتخيل كيف يكون رد العلماء الذين اتهمتهم بلعملاء؟ وارجو من الموقع ان ينزل تعليقي فليا الحق ان ارد على هذه الاتهمات وشكرا
يافاويه - 17/05/2013
رد
3
بما انك تلف وتدور في الكلام فكل كلامك باطل دين الاسلام يوجبنا ان نقف مع الضعيف هكذا تعلمنا من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبما انك تقصد الثوار الجبهات الاسلاميه في سوريا والفتوى من الشيوخ للجهاد هذا حق على كل مسلم سني وهذه حرب طائفيه فلكل يعرف ذلك ولقد بشرنا الذي لا ينطق عن الهوى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ان عليكم بلشام وهذه علامات قبل خروج المهدي انشاء الله فكيف تريد ان نقف مع الكافر الاسد؟ الا ترى وتسمع ليس بعينيك او بؤذنيك ولكن في قلبك ان لا فقلبك مريض فتقي الله
مسلم سني - 16/05/2013
رد
4
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا إلى المعقبة التي يسمي نفسها يافاويه , لو قرأ تعقيبك تلميذ صف ثاني ابتدائي لاشتم منه رائحة البغض لي , وهذا ليس جديدا , هذا البغض يلازمك منذ أمد بعيد , ولن تستطيعي التخلص منه, وهذا أمر يحزنني لاني لا املك شيئا لقلب ينضح بالبغض إلا أن أقول أصلحك الله
سعيد سطل ابو سليمان - 16/05/2013
رد
5
يا أيها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون؟ يا شيخ لما هذا المقال وانت نفسك شيخ متعصب في رايك? حتى ردك فيه اتهمات بلخيانه واستهزاء ولا تحترم رائي الاخرين ولا حتى العلماء؟ فهذا مقال مفيد ولكن نتمنا ان تستوعبه انت فكلما اتهمت شيخ بلخيانه ولله يقل احترامنا لك فانت نفسك تعلمنا ان لا نحترم الشيوخ ولا الاخرين واقول الله يهديك وارجو من صاحب الموقع ان ينزل تعليقي لانه دائما لا ينزله عندما يكون موجه لابوا سليمان
يافاويه - 15/05/2013
رد

تعليقات Facebook