تتصاعد في الآونة الأخيرة إخطارات بإغلاق مصالح تجارية في يافا، فما من يوم يمر إلا ونسمع عن إغلاق محل تجاري في المدينة، في مشهد أضحى مألوفاً.
وقد طالت قرارات الشرطة في إغلاق المصالح التجارية في يافا مخابز ومطاعم وكراجات ومقاهي ومصالح تجارية مختلفة ومتعددة ولمختلف الأسباب.
وتعزو الشرطة أن قرارات إغلاق المصالح التجارية في الآونة الأخيرة وفق بياناتها جاءت لتشغيل عمّال من الضفة دون ترخيص، حيث تم اعتقال العشرات من حاملي البطاقات الخضراء والحمراء وغيرها.
وما يلفت الانتباه إليه أن الإخطارات التي تصدر بحق المطاعم والمخابز في يافا لها امتيازات عقابية طالت إجراءات قانونية ومخالفات بعشرات الالف الشواكل بحق أرباب المصالح .. ووصل الحال الى تقييد حركة بعض رجال المصالح إما بفرض حجر عليهم أو الحبس المنزلي مدة أسابيع.
مع العلم أن الشرطة وكافة أذرعها تعلم علم يقين أن عمّال الضفة هم جزء من عجلة الاقتصاد المحلي، ودونهم لا يبقى للمصالح التجارية في يافا أملا في سير حياتهم ومصالحهم التجارية. هذا عدا عن التسبب بخسائر فادحة أصلا بسبب الحرب وغلاء المعيشة.
وفي حديث موقع يافا 48 مع أحد ارباب المصالح في يافا قال:" الشرطة تلاحقنا عينك عينك. لماذا لم نرى ونسمع عن ملاحقات لمطاعم في تل أبيب وغيرها علماً انهم جميعهم يشغلون عمّال من الضفة. وقد قمنا بإستصدار تراخيص لتشغيلهم ولكننا تفاجأنا أن التراخيص هذه التي دفعنا عليها عشرات آلالف الشواقل لا فائدة منها. فمن جهة يطالبوننا بإستصدار التراخيص ومن جهة أخرى يقولون أن توجه الشرطة انها تراخيص غير قانونية".
ويضيف "نشعر أن مصالحنا التجارية مهددة بالاغلاق وهنالك عقوبات باهظة بحقنا، لا يمكن إدارة مصلحة تجارية بهذه الكيفية وعلى صنّاع القرار ان يراجعوا عقوباتهم علينا".
وفي حديث مع صاحب مصلحة تجارية أخرى ويدعى علي، قال ليافا 48 "يومياً نتلقى مخالفات، وقرارات باغلاق مصالح لمدة 60 يوماً وأكثر، وانزال مخالفات جنائية بحق المشغلين في يافا، ولماذا لا تقوم الشرطة بانزال هذه العقوبات على أصحاب المصالح في تل ابيب مثل الحبس المنزلي والاغلاق والمخالفات المالية، الشيء أصبح لا يُطاق".
يشار الى أن الشرطة قامت خلال الشهرين الماضيين باغلاق العديد من المصالح التجارية وتعطلت حياتهم الاقتصادية، وأضحى العشرات منهم دون مصدر دخل، ويجري الحديث عن مصالح تجارية كبيرة جداً وشهيرة في يافا، تارة بحجة أنها تشغل عمالاً من الضفة، وتارة بحجة أنها تتسبب بالأذى للعامة وحجج واهية أخرى، حيث ترى الشرطة أن هذه الاجراءات قانونية وتستند الى توجيهات عليا في قيادة الشرطة.
للاسف عندما يكون اضراب شامل في الوسط العربي لم يلتزم اصحاب المصالح بهذا الاضراب وكاننا ليست جزء من الوسط العربي! اغلقوا المصالح والتزموا بالاضراب.
لم يَدَعِ الصهاينة جريمة كبيرة ولا صغيرة إلا اقترفوها في حقنا لمحو وجودنا في هذا البلد المنكوب. وكلما داسوا لنا حقا، لعبنا دور "المواطن الصالح" الذي يخشى ظله ويمشي وظهره إلى الحائط ويقول: "لعل وعسى"، فما ازْدَدْنا إلا أذىً وأسى، ولم نستغل أقل وأدني ما تتيحه لنا دموقراطيتهم الزائفة من رفع صوتنا في الاحتجاج والإضراب الشامل ولو ليون واحد. أوَ ليست يافا أم أطول وأشهر إضراب في التاريخ؟ بلى، ولكننا نسينا عِزَة الآباء وصمودهم الأسطوري. فلا يعجبَنَّ الأحفاد والأجيال من بعدنا إن نسِيَنا التاريخ أو أغفل ذكرنا. فواللهِ لقد ذَلَّ من بالَتْ عليهِ الكلابُ !
التعليقات