أولا: يافا، يا أهلنا في يافا تستصرخكم, تناشدكم, أن لا تتركوها وحيدة. لا بد من وقفة واحدة من أجل التصدي لسياسة الاستهتار والتجاهل والعنصرية والظلم الكبير لدائرة أراضي إسرائيل والسلطات الحكومية والبلدية تجاه مجتمعنا العربي في يافا. نحن أصحاب حق وعلينا أن لا نتنازل عنه مهما كلّف الثمن. لن نسمح بإقامة مستوطنه على أرض السوق. علينا أن نواجه الموضوع بحسم وإصرار. هي مسؤولية كل فرد بمجتمعنا كبيرا وصغيرا. مستوطنه في قلب العجمي لها آثار مدمرة على مجتمعنا وهي خطوة أخرى في سياسة التطهير العرقي لعرب يافا. المطلوب أن نتواجد على أرض السوق لأنها منا ولنا.
ثانيا: نحن على أبواب انتخابات المجلس البلدي وكل واحد منا يتمنى أن تعود يافا إلى سابق عهدها مدينة مستقلة ومزدهرة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا. ولكن للأسف أمست يافا ومنذ سنوات الساحة الخلفية المهملة لتل أبيب. أو كما يسميها البعض غرفة النوم لتل أبيب. نقول لرئيس البلدية بعد ثلاث دورات لقد فشلتم وحان موعد الرحيل لأن بلدية تل أبيب خلال هذه الفترة الطويلة لم تغيير الكثير بما يتعلق بعرب يافا وكل المخططات والمشاريع والبنية التحتية ما هي إلا بساط أحمر لاستقبال جحافل المستوطنين الذين دخلوا يافا دخول المحتل لطردنا من أرضنا وبيتنا. أقولها بصراحة أن قائمة يافا في الدورة الاخيرة خرجت بخفي حنين وكان فشلنا كبير لذلك لا أرى في خوض الانتخابات في الدورة الحالية جريمة لا تغتفر فقد عشنا عقود بدون عضو في المجلس البلدي ولنلتف حول مؤسساتنا الاهلية ونتابع نضالنا من خلالها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
ثالثا: علينا كمجتمع وكمؤسسات أهلية إعادة النظر في أجندتنا. وبعد 65 عام من النكبة ما زلنا بحاجة لمعلمين من خارج يافا وهم يستحقون كل الشكر والتقدير لما يقومون به من عمل جبار في خدمة يافا وطلابها ولكن أرى أن مجتمعنا وبشكل خاص المؤسسات الاهلية والحركات الاسلامية والمختصون بمجال التربية والتعليم أن نكرس مجهودا أكبر لضمان استمرار تعليم أولادنا في المعاهد العليا وبالأخص سد الحاجة للمعلمين والأطباء والممرضين والمهندسين. حيث أن هذه المواضيع تعاني من نقص كبير يمكننا استغلاله. ولا ننسى دور المرأة في مجتمعنا فلها حصة الاسد في هذا المجال.
رابعا: وهو متصل بالبند الثالث في كل عام نحن على موعد مع حفلات التخرّج من مدارسنا الثانوية بحيث أصبح الموضوع الشغل الشاغل للطلاب والمدرسين وأمسى حملا ثقيلا على الاهل بسبب التكاليف الباهظة لهذا النشاط. ولست ضد الاحتفال بإنهاء مرحلة مهمة من مراحل الحياة ولكن لا بد من متابعة وتأطير الشباب والبنات والعمل على توجيههم ومساندتهم ماديا ومعنويا ووضع خطة لثلاث سنوات وهي فترة التعليم الجامعي لإنهاء اللقب الاولز في كل عام نختار موضوع ونخصص الميزانيات اللازمة لضمان استيعاب طلابنا في الجامعات . هذا المشروع له ثمار مضمونه سيستفيد منها مجتمعنا
خامسا: الملف السوري هو جرح نازف يؤلم كل واحد فينا . الآلف القتله والمصابين والمشردين واللاجئين. ولا يمكن أن نصف ما يجري في سوريا بشكل خاص أو ما آلت إليه الاوضاع في العالم العربي بأنه ربيع أو عربي بل كارثة تحلّ بنا ونرجو من الله أن يفك كرب شعبنا في سوريا وكل العالم العربي الذي أمسى هدفا للأطماع الغربية وضحية لإنهاك كل الحرمات الانسانية. وهنا نشير إلى أننا مختلفون في الرأي بشأن الملف السوري والغموض الذي يدور حوله. مع ذلك لا بد لنا أن نتعامل مع بعضنا البعض بأسلوب حضاري ونقاش موضوعي بدلا من التهجم والشتم والمس بمشاعر الآخرين. لا بد أن يجد الشعب السوري البطل طريقا للخروج من هذه الازمة وعلى أئمة المساجد الذين يسرحون ويمرحون بالتهجم على طرف دون الآخر نقول لهم لا نريد المزيد من الملح على جروحنا النازفة.
سادسا: نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فلنستقبل هذا الشهر بمزيد من اللحمة والتآخي والوحدة الوطنية الاسلامية المسيحية كما أوصى بها سيدنا عمر الفاروق العادل رضي الله عنه في العهدة العمرية في بيت المقدس. وكل عام ونحن والأمة العربية والإسلامية بألف خير.
وأخيراً: لا بد أن نعرف وندرك بل أن نكون موقنون أن وجودنا في يافا هي نعمة , نعمة كبيرة حرم منها الكثير من أهلنا القابعون في مخيمات اللجوء أو في أماكن مختلفة من العالم ولكنهم يرون يافا من خلال الصور ويشدهم الحنين إليها. شخصيا أحب كل زاوية فيها كل حجر بل كل ذرة رمل فهي أرض مقدسة ومباركة ونحن في أكناف بيت المقدس الذي باركه الله كما جاء في سورة الاسراء .
عبد القادر سطل
حزيران 2013
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]