المصطلح الأكثر شيوعا وتداولا في عالم السياسة اليوم , عبر وسائل الإعلام وفي نشرات الأخبار وعلى لسان رؤساء الدول والمتحدثين الرسميين باسم الدول والحكومات , هو مصطلح إرهاب , هذا المصطلح لم يتفق الباحثون فيه على تعريف معنى محدد له يكون محل توافق دولي , بالرغم من ذكر الباحثين العديد من التعاريف للإرهاب , لم يتم الاتفاق على تعريف محدد له وكل ما ذكر من تعاريف لم يكن كافيا لتحديد مفهوم متفق عليه دوليا , ذلك لان الاختلاف في تعريف الإرهاب راجع لاختلاف المصالح والتوجّهات السياسية للدول , فكل دولة تفسّر الإرهاب بما يلائم سياستها ومصالحها , سواء وافق المعنى الصحيح للإرهاب أو خالفه , فالإرهاب في مفهوم أمريكا مثلا هو كل ما يتعارض مع سياسات ومصالح أمريكا وإسرائيل فهو إرهاب , لذلك نجد أعمال العنف تمارس على يد مجموعات إرهابية في إحدى الدول يطلق عليها أعمال إرهابية , ونفس الأعمال تمارس ضد دولة أخرى لا تعتبر إرهابا مهما بلغ حجم الدمار وعدد الضحايا , معيار التعريف لمصطلح الإرهاب لدى أمريكا وإسرائيل يتعلق بمقدار الولاء والعداء لتلك الدولتين.
والأمثلة على ذلك لا حصر لها , وابرز مثال على ذلك , الفلسطينيون الذين يقاومون الاحتلال والظلم , ويدافعون عن أنفسهم وأرضهم وممتلكاتهم بالحجارة يعتبرهم المجتمع الدولي إرهابيون , وما تقوم به إسرائيل من اعتداءات على الفلسطينيين والتنكيل بهم , يعتبره المجتمع الدولي دفاعا عن النفس, هذا المجتمع الدولي هو عبارة عن مجموعة دول أوروبيه استعمارية , تخضع للاملااءات الأمريكية , وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وايطاليا , أمريكا هي التي تحدد مفهوم الإرهاب الذي يتناسب مع سياساتها ومصالحها في العالم ودور مجموعة الدول الأوروبية هو المصادقة عليه , فالعدوان من قبل أمريكا وإسرائيل على الدول والشعوب في العالم مشروع ويسمى دفاع عن النفس , والدفاع عن النفس من قبل هذه الدول والشعوب المعتدى عليها يعتبر إرهاب.
أما تعريف الإرهاب في الإسلام واضح بيّن لا تعقيد فيه ولا يحتمل التأويل , وهو إرهاب مشروع شرعه الله لنا لردع العدو وتخويفه , فالمعنى اللغوي لكلمة إرهاب هو التخويف , يقول الله تعالى : واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم , سورة الأنفال آية 60 , الغاية من إعداد القوة ترهبون به عدو الله وعدوكم , وهو أن تمتلك سلاحا رادعا أن تمتلك قوة رادعة تحميك من العدوان عليك , إعداد القوة في الإسلام هو لإرهاب العدو فقط , أي تخويفه وليس للعدوان على الآخرين , الإسلام نهى عن كل أشكال الاعتداء على الآخرين , يقول الله عز وجل : وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا , إن الله لا يحب المعتدين , سورة البقرة 190 , ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف , الإرهاب قد يمارسه أفراد أو جماعات أو عصابات أو منظمات أو دول , واخطر أنواع الإرهاب هو الذي تمارسه دول قوية ضد دول ضعيفة لأغراض سياسية ومكاسب مادية كما تفعل أمريكا , باسم الحرب على الإرهاب تقوم بالاعتداء على الدول , تدمر المدن والبنى التحتية وتقتل وتشرّّّّد مئات الآلاف , كما حصل في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول , أمريكا هذه صبغت الإسلام بالإرهاب , فعندما يذكر الإرهاب في المحافل الدولية إنما يراد به الإسلام , فالإسلام والمسلمون هم الإرهابيون في مفهوم أمريكا والغرب , ومن المفارقات العجيبة أن اكبر دوله إرهابية في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية نصّبت نفسها شرطيا على العالم , وجعلت لائحة أطلقت عليها لائحة الإرهاب تضع فوقها كل من يعص أمرها ويخرج عن طوعها , مصطلح الإرهاب تستخدمه أمريكا للاعتداء على الدول العربية والإسلامية , والهدف هو بسط نفوذها على منابع البترول , لان من يملك منابع البترول يتحكم باقتصاد العالم , وبذلك يبسط نفوذه على العالم ,وهذا هو السبب الرئيس وراء الإرهاب الذي تمارسه أمريكا ضد الدول العربية والإسلامية.
سعيد سطل ابو سليمان
22 / 6 / 2013
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]