انتهى مساء اليوم الأربعاء حفل تخريج الفوج الحادي عشر من طلاب وطالبات مدرسة أجيال الابتدائية في مدينة يافا، وذلك بمشاركة العشرات من أهالي ومحبي وأصدقاء الخريجين الذين بلغ عددهم 55 طالباً وطالبة.
وقد أقيم الحفل في مركز الموسيقى وتولى عرافته نفين سمارة وتخلله العديد من الفقرات المميزة والممتعة جاء أبرزها فقرة الدبكة من تقديم طلاب المدرسة، وفقرات موسيقية، بالاضافة لفقرة غناء ورقصة لأطفال البستان.
وقد ألقيت عدة كلمات خلال الحفل من بينها كلمة أولياء الأمور ألقاها السيد نزار سكيس، فيما ألقت مديرة المدرسة المربية نهاية حمدان يحيى كلمة شكرت فيها الهيئة التدريسية على مجهودهم خلال العام، كما وشكرت كل من ساهم بانجاح الحفل، وتمنت كل التوفيق والنجاح لطلاب المدرسة.
وفي نهاية الحفل تم توزيع الشهادات على الطلاب الخريجين وسط فرحة وسرور الحاضرين من الأهالي والمربين.
كلمة مديرة المدرسة المربية نهاية حمدان يحيى:
قَد قَضَيْتُم أبنائي في أحضانِ مَدرَسَتِنا، أولى خُطاكُم الدّراسيّة وبدايةَ مسيرتكم التّعليميّةِ، فنِلْتُم منها كما يَنالُ الطّفلُ من أمّهِ عَطْفًا وحنانا، وكما تنالُ الوَرَقَةُ من أَلقلمِ، تَلقينًا، قيمَةً ودُنُوًّا. كُنتُم خيرَةَ الأبناءِ وَرَوعَةَ الطُّلاّبِ، فأنتُم بُناةُ المُستَقبَلِ ورَكائزُ الأجيالِ الواعِدَة.
إعلَموا، أنّ آخِرَ الّليلِ هوَ الفَجر، وآخِرَ اليَمِّ هُوَ الأُفُق، أمّا آخِرَ كُلّ مَرحَلَة من مَراحِلِ حَياتِكُم فَهِيَ درعٌ. نَعَم، درعٌ غنيٌّ بِتَجارُبِ الدُّنيا الفَتِيّة، و بِصَلابته الفَذّة القَوِيّة. تِلكَ التجارب تَحميكُم من بَراثِنِ الجَهلِ وفَجَواتِ الزّلَلِ، فالحَياةُ تناقُضاتٌ شَتّى، يُسرٌ وعُسر، راحَةٌ وَشَقاء، شُروقٌ وغُروب، حَلاوَةَ الشَّهدِ ومَرارَةَ الحَنظَلِ... لا تنسوا بأنّ الشّدائِدَ يجبُ أن تَكونَ إِشارَةً لِعَزيمَةِ الإنسان، فعَلَيهِ ألّا يَنسى أنّ المَصائِبَ تَضَعُ على هامَتِهِ إكليلًا لا يَنالُهُ بِغَيرها.
فقدْ يَنالُ المَجْدَ مَن كانَ طَمّاعًا، ويَتَنَعَّمُ بالمَلَذّاتِ مَن كانَ شَرِهًا، ويُصيبُ الغِنى مَن كانَ مُقتِرًا، لكن، لا يَفوزُ بالإكليل، إلّا مَن كانَ يَصبِرُ عندَ الصِّعابِ، ويَتَجَلّدُ عِندَ الشّدائِدِ. إنّ غَريزَةَ الكَفاحِ هِيَ التي جَعَلَت الأسَدَ لا يَسمَنُ كَما تَسْمَنُ الشّاةُ للذّبحِ. إنّ المُستَقبلَ أبنائي، يَفتَحُ لكُم أبوابَ الحَياةِ على مِصراعَيْها، فادخُلوها بِعُيونٍ ساجِيَةٍ رَزينَةٍ، يَغشاها الأمَلُ وتُملَؤُها روحُ التّحّدّي.
كونوا دائمًا سَنابِلَ شامِخَة واثقَة، تأبى الذّبول أو النّكوص. اِحذَروا من أن تُصبِحوا أغصانا ضعيفة هَشّة تَسفيها الرّياحُ وتَتَلاعَبُ بِها. إنّ الرّجُلَ لا يَستَطيعُ أن يَبنِيَ لِنَفسِهِ مَكانًا تَحتَ الشّمسِ إذا قَضى عُمرَهُ مُستَظِلًا تحتَ شَجَرَةِ اليَأسِ والخُمول. أمّا إنْ فَقَدْتَ كُلّ شيءٍ فلا تَيْأس! ما زالَ لَدَيكَ المُستَقبَل.
إجعَلوا أحزِمَةَ العِلمِ وِثاقًا، فَلَولاها لَما ازدَهَرَت بَساتينُ النّجاحِ، أو تَعالَت وشَمَخَت سَنابِلُ العِزِّ، وَما تورّدَت زَهرَةُ الأمَلِ واخضَرَّت شَجَرَةُ الحِلمِ وابتسَمَ غَديرُ الأملِ لِيَنسابَ بَينَ مُروجِ الفَخرِ والشُّموخ. أخيرًا، أودّعكُم ... وأرجو لَكُم من صَميمِ قَلبي مُستَقبَلًا مُشَرّفًا، نَجاحًا مُبهِرًا وغَدًا مُشرِقًا.
وأذَكّركم بالحِكمَةِ القائلة: "إذا أرَدتَ أن تَزرَعَ لِسَنَةٍ فازرَع قَمْحًا... وإذا أرَدْتَ أن تزرَعَ لِعَشرِ سَنَواتٍ فازرَع شَجَرَة... أمّا إذا أردتَ أن تَزرَعَ لِمِئَةِ سَنة فازرَع رِجالًا...".
أنتظركُم لِتَعودوا رِجالًا وأمّهات يُعتَزُّ بهم ويُفتَخَرُ بِكَونِهِم أبنائي... أترككم على أملِ اللّقاء ...
مُديرتكم التي تعشقُ براءَتَكُم وتُحبّكم دائمًا نهاية حمدان يحيى
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]