هناك من قال مصر يا ام الدنيا!، لا اقول ذلك بل اقول مصر يا ست العروبة، مصر يا تاج الاسلام، مصر موسى، ويوسف عليهما السلام، مصر يا حضن عبد الباسط ومربيّة كشك، هي مصر حفظك الله يا ارض الانبياء.
قالوا الفاتنين، العلمانيين، ديمقراطية، انتخابات، ها قد كانت انتخابات حرة ونزيهة في مصر قبل سنة وبحمد الله فازت قائمة المسلمين، فلم يتقبلوا، خرجوا الى الشوارع، كسروا وحرقوا واتهموا وفتنوا، لا يريدون شرع الله، وهل يوجد خير من شرع الله ؟! مع ان الاخوان لم يقيموه بعد بالكامل، ونصحوا بموديل ومبنى الدستور التركي، وهل تركيا فرضت الشريعة؟، لا والله، ومن سافر الى تركيا يعلم باي حريات يتمتع الشعب التركي، وعندما قالوا الأخوان مصر هي دولة اسلامية، مجرد ذلك التصريح كشف كل الغل والحقد لدين الله الحنيف، حقد كان مستورا بقلوب العلمانيين، لا يريدون شرع الله، بل لا يريدون ان يسمعوا به، اصابعهم في اذانهم، يريدون كاباريهات، يريدون نوادي ليلية، قد اضاعت الحريات حتى بصرهم في ام الحريات واساسها، الا وهي الديمقراطية يريدون زنى وخمور وفواحش! هذا ما يريدون، ويخافون ان يأتي يوماً يُحرموا من ذلك، ( وهل في تركيا لا توجد الملاهي لمن شاء ؟! نعيد ونذكر ان الأخوان نصحوا بالموديل التركي للدستور).
حتى في امريكا عندما فاز اوباما وكلكم يعلم انه فاز بفرق بسيط لم يحصل هناك ما يحصل بمصر، فانهم حتى لو معارضين له، لن يسمحوا ان يدمروا الدولة !!! فهم يعلمون كما يجب على العلمانيين ان يفهموا بان هذه هي قوانين الديمقراطية الاولى، ان فشل نغيره وننتخب اخر بعد اربع سنوات، هذه هي ديمقراطيتكم واصبحت لم تعجبكم، فالله اعلم من اين حقدكم.
اسال نفسي وأسالكم جميعا، بالله عليكم لو كان العلمانيون فازوا بالأنتخابات، وخرجوا جماعات الاخوان الى الشوارع ليحرقوا الدولة هكذا ؟؟ ماذا كان سيحصل وقتها ؟! والله اعلم لخرجت عليهم جيوش عظمى لأخمادهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أقول لكل مسلم افتح كتاب الله وانظر كم من أية نزلت عن هؤلاء الذين يعرضون عن ما شرعّ الله به، اقرأ - بل لنقرأ {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصِّلت:13]. {وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ حِمْلًا} [طه:99- صدق اللع العظيم، وهنالك ايات اخرى وكثيرة عن المعرضين عن شرع الله، وفي نفس الوقت لننظر في كتاب الله كم من آية نزلت يحدثنا الرحمن عن قلة المؤمنين حقا -(( وَقَلِيلٌ مِّن عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))- سبأ 13. وفي سورة ص اية 24 "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ما همْ " وايضا "لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ -- سورة الزخرف اية 78، وغيرها الكثير من الايات في الكتاب المبين.
فعلا اشعر وكأننا عدنا الى عصر الجاهلية، احداث العرب اليوم تذكرنا فعلا بايام الرسول، الحق ضد الباطل، الجهل قد عمّ البلاد فعلا، اللهم اهدنا فيمن هديت يا كريم، بعد تلك الايات التي ذكرناها سأذكر اية واحدة انزلها الله في كتابه العزيز، فيها يتحدث ويوعد الله المؤمنين بالنصر، قال الله تعالى في سورة محمد اية 7-" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ".
اقول لكل مسلم لا تحزن ولا تخف، وعد الله حق، ان الله لا يخلف وعده وان الله يحب الصابرين، في انتخابات مصر الناس عندما انتخبت، انتخبت الدين بغض النظر عن المرشحين لأن ذلك لا يهم من هذه الناحية، الناس قد عادت الى الله باغلبها بحمده تعالى، وقد صوتت في صناديق الاقتراع، صوتت لله حسب الضمير نعم لله، ويقول الله تعالى في كتابه العزيز" ان تنصروا الله ينصركم"، اغلب اهل مصر نصروا الله في الانتخابات، ووعد الله حق، فلا تحزنوا، فان مكروا فان الله خير الماكرين، غداً سنرى بإذن الله كل خير، حفظك الله يا بلاد الانبياء.
بالأمس القريب اثبت الجيش المصري انه عندما قام الشعب بثورة ضد نظام مبارك ووقف الجيش بجانبه اعتقدنا أن الجيش فعلاً مع الشعب، لكن الجيش اثبت انه في ثورة مبارك خاف على نفسه وكأنه ضد مبارك ومع الشعب كي لا يُحاسب قادته، وعندما أتت الفرصة ظهر الوجه الحقيقي للجيش الفاسد الذي من الواضح أنه خاف على أرواحه فقط لا غير في الثورة ضد مبارك، ولقد أثبت بالأمس أنه حليف مبارك وتربيته عندما قرر الانقلاب على شرعية الرئيس مرسي.
وكلمة أخيرة أوجهها للذين انقلبوا على الشرعية "خسئتم"، فلقد اثبتّم أنكم أكثر مجاعة وطمعاً في السلطة، اثبتت ذلك أفعالكم، أصابكم الهوس بعد الثورة، هوس السلطة، فأنتم لا تريدونها لغيرهم حتى ولو بحق مبين، الله مولى المؤمنين والحمد لله الذي هدانا بحياتنا وجعلنا له مخلصين، اللهم زدنا هدى نحن وجميع اخواننا المؤمنين وارحمنا في الدنيا والآخرة.
اخوكم اياد زبدة
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]