منذ زمن وانا يراودني حلم. أن اجمع في قصائدي كل ما يتعلق باسم فلسطين: قرى، أزهار، عادات، مأكولات، حنين. والحمد لله لقد شرعت في ذلك. وهذه بعض قصائدي أرجو أن تنال إعجابكم.
ذكريات من الماضي:
بين زقاق الرملة القديمة والمطر الأول يعود
فاح منها عبير ذكريات من طفولتي لا حدود
يتعذر وصفها أًو حتى على الأقل التحديد
شيء من الخوف خالطته بعض الأناشيد
شيء من ذكرى البيادر أو ربما الحصيد
أو عندما لعبناتحت ماء المطر والبرد شديد
أكلنا من شجر "الدوم"ولم نطلب المزيد
اصطدنا العصافير في وكرها وفي القرميد
افترشنا الثرى تحت شجر "الكينا" كأنه العيد
نقشنا على جذعها قلباً واٌسمين بالحديد
حتى نادت أمي: حان وقت اكل الثريد
الجولان:
هناك على مقرُبةٍ من مرتفعات الجولانِ
تنتظر صابرة طبريا وحقول بيسانِ
وجبالُ الجلبوعِ لا تزالُ ترْتقبُ عودتَهم
قد اسْتلْقَتْ بين شجرِ البلوط والسنديانِ
قطعَ نومَها خريرُ نهرِ الأردنِّ وصوتُ
بعضِ البَجَعِ عائدةً إلى الحولةِ ولُبْنانِ
وبانياسُ يروي لها قصةَ لاجئٍ سمعها
عِندَ تجوُّلِه في أزقةِ دمشقٍ وحورانِ
والجدّةُ صفدٌ تتبتَّل كالراهب في وحدته
لعلّه من يأتي يوماً من حيث بلا عنوانِ
وعروس البحر حيفا شاخت وما عادت
عذراءً من المغتصبين جهراً في الميدان
يمحون بأيديهم ذكرى أطفال بين الأزقة
نحتوا أسماءهم على الجُدُرِ في كل مكان
أطفال بين الحقول صنعوا لهم عقوداً
من الزهر وأكلوا"عكوباً" في الوديان
شبعوا من خشاش الأرض شربوا
ماء المطر اتخذوا "النجيل" كعنوانِ
وتلال القدس لم يعتلِ ظهورَها سوى
زيتونٍ أو زعترٍ وقطيعٍ من الغزلانِ
أو هرمٍ ركب بغلةً قاصدا سوق
العطارين ،الدباغين أو الحلواني
أو" باب الواد"، الرملة، اللد أو يافا
لا يمنعه من حواجزَ أو من استيطان
تجملي يا شام:
تجملي يا شام عروسا وانتظري
إن موكب العرس قادم من بيسان
لا تحزني لن تفارقي اهلك يوما
لان العرس في ساحات حوران
لن تحذلك لد ولا يافا ولا الرملة
حناؤك من زهر سريس الجولان
تتراها زغاريد من حيفا وعكا
ودويُّ الحدّائين من بقاع لبنانِ
دمشق، سنكفكف دمعك بأيدي
رجال ونساء وزمرة من عجيان
شكرًا على هذه الفرصة
إلى ما الشوق يا أمي:
إلاما الشوق يا أمي
لعطرٍ فاح من الكرْمِ
لشيءٍ من بيادرِ القمح
لصيفٍ أيقظ بعض همّي
لدرب بين الزروع ملتوياً
يروي لعابرِهِ من الوهمِ
لفلاحٍ ذوى فغاب بين
جفناتِ العنبِ أو الثَّلْمِ
واسرابُ الحمامِ تحومُ
فوقَ بيتٍ على تلّةٍ منا ألمِ
من تحتِه عادَ الرعاةُ بعدَ
نَصَبٍ في شعابِ الهَرَمِ
وفتاةٍ تجلبُ الماءَ حملتْ
عليها قَصَصاً منذُ القِدَمِ
أليسَ لأمّي حقٌ في
الشوقِ لمثل هذا الحُلُمِ؟
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]