لكل امة من الأمم أعيادها تحتفل فيها على طريقتها, القواسم المشتركة بين الأمم في الأعياد على اختلاف مللهم ونحلهم , هي الزينة والتزاور وتبادل التهاني بين الأهل والأقارب والأصدقاء , الكل يخرج بزينته ليشارك الكل الفرحة , بتبادل التهاني بأطيب الكلمات وأجمل الابتسامات , الوجوه المبتسمة كأنها وجه واحد جديد , يوم العيد سماه القران بيوم الزينة , أثر هذه الزينة يتمثل إلى جانب الثياب الجديدة , بالتآلف والتآخي والتسامح , يوم العيد تلهج الألسنة بالتهاني لتصفية النفوس من شوائب الخصومات على حطام الدنيا , يوم العيد تقدم الحلوى إلى كل فم لتطيب فيه الكلمات وما أطيبها من كلمات عندما تمسح عن القلب اثر الخصومة والجفاء , وما أجمل الابتسامات في العيد عندما نكتشف أنها تبعث السعادة في نفوس من حولنا.
يوم العيد يوم تبادل الزيارات وما أجملها من زيارات عندما يلتقي الأخ بأخيه أو أخته بعد خصومة وقطيعة , فتنجلي القلوب وتصفو النفوس فلا يبقى فيها مكان إلا للإخوة والتسامح والحب , ما اشد حاجتنا نحن المسلمين إلى أن نفهم ألعيد فهما جديدا غير الفهم التقليدي , أن نفهم بأن العيد لم يُشرّع لتجديد الثياب , والاعتناء بالشكل والمظهر دون الجوهر ولملء الفراغ باللهو , أن نفهم أن من معاني العيد أن نرى سعادتنا بسعادة كل من حولنا , من هم على ملتنا وعلى غير ملتنا , أن نرى شكلنا الجميل بالثوب الجديد لا يكتمل إلا بثياب الآخرين , وفرحتنا لا تكتمل إلا بفرحتهم , أن نفهم أن تكبيرات العيد الله اكبر الله اكبر ليست مجرد شعار تلهج به الألسن , هذه التكبيرات إذا لم تشعرك بالرهبة والجوف من الله , وإذا لم تشعرك بالأمن والأمان والطمأنينة , وإذا لم يشعر قلبك بتعظيم الله عز وجل عند سماعها أو ترديدها فلا قيمة لها ولا جدوى من ترديدها.
ولا قيمة لمعنى ولتكبروا الله على ما هداكم , هذا التكبير فيه من المعاني ما يملأ القلب فرحة ورضا , بأن أتم علينا نعمته وأرشدنا إلى معالم دينه , وفيه من المعاني ما يردع المسلم عن القتل والذبح والخطف والتفجير والتخريب باسم الدين , العيد عندنا نحن المسلمين تكسوه الزينة لتعبّر عن حقيقة الإسلام , وحقيقة العيد بروح معانيه لا بزينته , ونحن نريد عيدا يجعل الزينة والسرور فكرا يظهر أثره في العمل وفي السلوك , وان لم تترك الزينة يوم العيد أثرها الطيب على النفوس , فكلمة كل عام وانتم بخير تصبح من مفردات النفاق وكل عام وانتم بخير.
سعيد سطل ابو سليمان
9 ذو الحجة 1434
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]