كيف بك أيها الإنسان ؟
إذ وُقِفَ بك أمام الرحمن
وأتَو بكل عملٍ ما كان في الحسبان
وصار كل وقتٍ ضائعٍ في خسران
والله كل ما نسيتَه ما كان عند الله في نسيان
بل يجيءُ بك عند الملك الجبار فينبئك بكل بيان
متى يا نفس تعودي وتطرقي باب المنان ؟
وتفوزي بفضله بالعفو والغفران
فيسكنك في الجنان
في قصرٍ من لؤلؤٍ ومرجان
وينعم عليك بالنظر اليه والقلب فيه هيمان
تذكر يا أيها لإنسان أنه ينظر إليك الرحمٰن
فلا تدعهُ ينظر إليك وانت في عصيان
وتذكر حميمَ النار حتى تتقي وتدخل الجنان
وأعطي الحور مهرها
ولا نتسى قدرها
وإن نسيتها يوما أتتك بالمنام تذكرك بنفسها
فتقول لك أنا الحوراء التي يجازيك بي المنان
فأين مهري الذي وعدتني ؟
أنسيتني بعد ما عهدتني ؟
اين الصلاة والصيام والقيام والزكاة اين
الصلاح الذي أعطيتني ؟
أتكاسلت عني أم هجرتني ؟
أنسيت انهارِ الصفاء ؟
أم لهتك دنيا الفناء ؟
والله إن ظُفري لخيرٌ من تلك الحمقاء
وإني إذا نظرتُ إلى أرضكم لأنستم من
ريحي وذهب كل وباء
ولملئتُ أرجاء الكون بالضياء
أتركض وراء الرخيص وتترك من علا في
السماء ؟
وانا التي غارت منكن أيتها التقيات
أنتنَّ اللواتي سبقتني بثواب الطاعات
اعتزي بدينك ولا تغتري بالفاجرات
واحرصي على ان تكون من المخلصات
وحِبي في الله من كانت من الصالحات
فؤلئك همُ الصديقات
وادعي معهمُ الطيبات
فيزيد ميزانك بالحسنات
وتتطاير هنالك السيئات
وأوصيك أيها الإنسان بتقوى الله فلا
تكن حيران
ولا تخف من تدبير كافرٍ فإن مصيرهم في
النيران
واسعى لرفع رايةٍ ليكون لك بجانب الحبيب
سكنان
ألا إن الفؤاد يتوق لرؤياهُ وهو أليه لهفان
فصلي عليه مادامت القلوب والوجدان
واحمد الله ما دامت الأنفاس في الرئاتاً
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]