يقول الله عز وجل : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم , فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل , 173 آل عمران
القرآن الكريم انزل في شهر رمضان قبل أربعة عشر قرنا ونيّف , والمتأمل في هذه الآية والمتابع لما يجري من عدوان على غزة والحشود العسكرية الضخمة من دبابات وآليات عسكرية من مختلف الأنواع , والتحركات السياسية عربيا وأمريكيا , يخيل إليه أن هذه الآية أنزلت في رمضان هذا , فأنصار إسرائيل من العرب ممثلين بمصر وأمريكا والغرب , جميعهم يقولون لأهل غزة ممثلين بمقاومتهم الباسلة الشريفة , إن إسرائيل قد جمعت لكم طائراتها ودباباتها وجنودها لإبادتكم , فخافوهم والقوا سلاحكم واركعوا وارفعوا الراية البيضاء واستسلموا للذبح , قبل أن ُتصب على رؤوس أطفالكم ونسائكم وشيوخكم حمم من الجو والبر والبحر , ومن قبل أن تزلزل الأرض من تحتكم ويدمر بنيانكم من القواعد , هذا هو نص الوساطة العربية والأمريكية لشعب غزة المحاصر إسرائيليا ومصريا , هذا هو نص الوساطة المصرية التي أرسلت عبر القنوات المخابراتية وعبر وسائل الإعلام المصرية المأجورة.
لم يتأخر رد أهل غزة فقد جاء الرد سريعا عنوانه : "فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". , هناك تناغم غريب بين الموقف الإسرائيلي والمصري في عدائهم للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس , كلاهما له مصلحة في القضاء عليها واستئصال شافتها , تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وطي صفحتها إلى الأبد , الفراعنة والإسرائيليون كلاهما لا يؤمن أن الله عز وجل , إذا أراد بقوم خيرا فلا راد لفضله , ولو أن أهل الأرض جميعا اجتمعوا على منعه , وقصة موسى وفرعون لهم فيها قاسم مشترك , مفادها أن فرعون رأى في المنام أن طفلا من بني إسرائيل سوف يقضي على ملكه , فأمر بقتل أطفال بني إسرائيل كلهم , أما الطفل الذي سوف يقضي على ملكه فمنعه الله من فرعون وملئه , بل ورباه فرعون بقصره , يقول الله تعالى :" فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا" .
إذا أراد الله إنفاذ أمر, سلب كل ذي لب لبه , كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : يؤتى الحذِِرُ من مأمنه , يفكر ويدبر ويخطط ثم يكون هلاكه في هذا التخطيط والتدبير.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
سعيد سطل ابو سليمان 16 /7 /2014
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]