(( الشباب عماد الأمة, وهم لن يستطيعوا أداء واجبهم نحو وطنهم إلا إذا تسلحوا بالعلم والخلق, وتعاون كل منهم مع الآخرين على رقي مجتمعه وتقدم بلاده )).
الشباب هم الذين يمثلون جانب القوة في الأمة, فهم وجه الأمة المشرق المنير, وهم أيضا مفجرو طاقاتها ومحور تطورها, وبقوتهم الفتاكة تتحقق رفعة الوطن ويسمو شأنه, أيامهم خير أيام الحياة, وأحلفها بالمنجزات الجبارة, والإنتاج الخيِّر الكريم, تتجسد الإرادة المبدعة المنتجة في لمعان عيونهم وقوة عضلاتهم ويقظة ضمائرهم ويقين قلوبهم, إنهم العمد التي يبنى عليها مجد الوطن, بل هم حجر الزاوية في بناء نهضة كل أمة, وتقدم كل مجتمع.
وهم لن يستطيعوا أن يؤدوا واجبهم نحو بلادهم كاملا –رغم سمو مشاعرهم وعظم إخلاصهم-إلا إذا اتخذوا من العلم سلاحا, ليمكن أمتهم من شق طريقها في الحياة, ومن مباراة الأمم الراقية في تقدمها العلمي, فليمض الشباب إذن في معترك العلم, وليحملوا عبء النهضة الفكرية وليكافحوا من أجل الوصول إلى إنتصارات علمية ترفع من شأن أمتهم, وتسو بها إلى أعلى مكان.
فمَنْ غير الشباب يستطيع أن يبذل من الجهد والكدح في هذا السبيل ما يبذلون, ومن غيرهم يستطيع أن يستقبل المصاعب والمتاعب والمخاطر دون أن يتطرق الضعف والانكسار إلى نفوسهم أو يحل التعب والإرهاق في عزائمهم؟.
ليس العلم وحده بكافٍ لرفع مستوى الأمة وتقدمها, فهناك الأخلاق, بل قد تكون الأخلاق أمضى قوة وأعمق أثراً من العلم في دفع الشباب إلى تحقيق مثله العليا في خدمة أمته ووطنه, فإذا تجنب الشباب ما يفسد أخلاقهم ويتلف صحتهم ويطفئ لهب السمو الخلقي في نفوسهم, تمكنوا من أن يمضوا في سبيلهم دون أي إنحراف عن خطة السير المثلى, ولا يتسنى لهم ذلك إلا إذا تمثلت فيهم الرجولة وعزة النفس والشجاعة وكل الصفات الخُلقية الرفيعة الأُخرى.
ولن يستطيع شاب أن يؤدي حق وطنه عليه إلا إذا تعاون من الآخرين من مواطنيه, فهم يستطيعون معاً أن يقدموا من المنجزات ما يعجز عنه كل منهم منفرداً, فلا بد من التعاون بين جميع قوى الشباب في سبيل رفعة الأمة ومجدها وخلودها.
أدعو كشابة كل شباب وشابات بلدتنا الحبيبة يافا بالتمسك بالقيم والأخلاق الحسنة أولا, والاجتهاد بالسعي وراء مسالك العلم ثانيا, فثالثا هو الأهم ألا وهو التمسك بالأرض والحقوق وعدم الإنجرار وراء دعوات الهجرة من البلد, فلا تسترد الحقوق بالهروب وإنما بالثبات, فالنضال ضد الإحتلال له ضريبة, ويجب علينا الصبر والتشبث بالأرض, خصوصا نحن الجيل الشاب الذي يمثل عصب الأمة وأملها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]