الحرب الجنونية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة , أثبتت للقاصي والداني أن قواتها المسلحة الجوية والبحرية والبرية لا تحسن القتال , وان ما تحسنه هو القتل , وشتان بين القتل والقتال إن تصنيف الجيش الإسرائيلي في المرتبة الرابعة عالميا من حيث القوّة , هذه أكذوبة كبرى لا تنطلي إلا على بعض المرجفين من العرب , من حيث العتاد والتسليح يمكن تصنيف إسرائيل بين الدول المتفوقة في العالم بفضل أمريكا والغرب , ومن حيث التدريب والمهارة القتالية أثبتت الوقائع على الارض أنها دون الوسط , ومن حيث شجاعة المقاتل والإقدام , فهي في مؤخرة جيوش العالم , ومن حيث القيم والأخلاق العسكرية فهي في أدنى المراتب , هذا التوصيف أثبته العدوان ألجنوني على قطاع غزة , ممثلا بالطيران الذي استهدف المنازل والسكان الآمنين من نساء وأطفال وشيوخ بصواريخه ألمدمره.
القصف الجوي استهدف أيضا المدارس والمساجد , عشرات المدارس دمرت وعشرات المساجد دمرت كليا , حتى المستشفيات وسيارات الإسعاف لم تسلم من قصف الطائرات , والجامعة الإسلامية كان لها نصيب من اثر قصف الطائرات , حتى المقابر لم تسلم من القصف , انه عدوان جنوني مجرد من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ,أما المقاتلون على الأرض وجها لوجه , وعندما نقول المقاتلين على الأرض , نقصد النخب من التشكيلات القتالية مثل لواء جولاني ولواء جبعاتي ولواء ناحل ولواء المظليين، هؤلاء ندع لأفراد هذه الألوية وأفراد عائلاتهم الحديث عن المواجهة مع مقاتلي المقاومة وجها لوجه , صحيح أن الدمار تعدى كل التوقعات وان القتلى والجرحى تجاوز عددهم العشرة ألاف , نصفهم من الأطفال والنساء , هذا الكم الهائل من الدمار وعدد القتلى والجرحى لا يحقق نصرا للمعتدي , وإنما هو نصرٌ محقق للمعتدى عليه.
لقد انتصر الدم على السيف , لقد انتصرت غزة بصمودها ووقوف أهلها خلف المقاومة , ومنيت إسرائيل بهزيمة نكراء , هزيمة عسكرية وهزيمة أخلاقية , الشعب الذي تربى أبناؤه على استعلاء الجنس , وعلى حب الذات وعلى الأنانية وعلى كراهية الاغيار , الشعب الذي يفرح أفراده ويرقصون طربا على قتل الأطفال الفلسطينيين وينشدون : غدا لا يوجد مدارس في غزه لأنه لا يوجد أطفال , هذا شعب مهزوم نفسيا وأخلاقيا , شعب انسلخ من إنسانيته فتحوّل إلى وحش على هيئة بشر.
سعيد سطل ابو سليمان 13 / 8 / 2014
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]