لن تستطيع الأفواه ولو اجتمعت أن تطفئ نور الله عز وجل، ولن يحجب الدخان الأسود الكثيف المتصاعد تباعا من قلوب مريضة يتأجج فيها الحقد والحسد أن يحجب نور الله جلّ وعلا، ولن تقوى أصوات الباطل من إخراس صوت الحق، فالحق ظاهر خالد والباطل زاهق زائل، يقول الله عز وجل: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}.
إن فرنسا تلك الدولة التي تدعي "التحضر والعلمانية" والتي تنادي بإطلاق الحريات وتسعى إلى تطبيقها في بقاع الأرض كلها، تلغي حرية المرأة المسلمة وتسلب منها حقها بارتداء النقاب تمهيدا لسن قانون آخر يحظر الحجاب، بل وتجاوزت وقاحتهم المدى وباتوا يعتقلوا أخواتنا العفيفات الحرائر ويزجونهن في معتقلات فرنسا بتهمة العفة والفضيلة وارتداء النقاب، إنها حرب على الإسلام الذي أفقدهم توازنهم وبات ينتشر في مجتمعاتهم بسرعة الضوء وأقبل عليه الناس كما تقبل أسراب النحل على رحيق الزهور، حيث يقطن في أوروبا اليوم أكثر من خمسين مليون مسلم وفي فرنسا وحدها ستة ملايين مُوَحدّ في الله.
أما العجب العُجاب من الذين يبررون لفرنسا فعلتها ويقولون "النقاب عادة وليس عبادة" بل والأدهى من ذلك أن وزارة الأوقاف المصرية وزعت كتيب مجاني على طالبات المدارس يحمل هذا الفكر، يا ليت ألسنتهم قد خرست قبل ما نطقت بهذا، غضوا بصرهم عن الحرب على الإسلام وأعانوا فرنسا على أخواتنا المستورات، ليس غريبا على هؤلاء الذي أباحوا حصار غزة المسلمة وقت الحرب عليها أن يقولوا هذا... فليكرسوا وقتهم لمحاربة التبرج الحرام شرعا بدل من النقاب "العادة".
أخواتنا المسلمات المستورات بالنقاب في فرنسا يستغثن أمة محمد، أما من معتصم يلبي النداء..، والله يا فرنسا إن الظلم والجور لن يدوم أبدا إن أحفاد الذين هزموا نابليون على أرضهم سيهزمون أحفاد نابليون في عقر دارهم، فزحف العدالة والقسط الفتي قادم ليغمر أوروبا العجوز.. يا فرنسا إن الإسلام الذي تحاربيه صمد أمام سياط جلاديه حتى هلكوا فلك عبرة في أبو جهل وأبو لهب وكسرى وقيصر وهولاكو... يقول الله عز وجل: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد..}، فأعلموا يا من أسرج الله قلوبكم بالهدى أن التمكين قادم وقريب إن شاء الله والمستقبل لكم وليس لسواكم بإذن الله تعالى.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]