قلت لأستاذ علم الاجتماع، إن من آخر كلام سيدنا محمد، اللهم صل عليه وعلى آله: "أعطوا للمرأة حقوقها".
فقال، "إن هذا الكلام يغير موقفنا من الاسلام، وهذا يدفعني إلى تقدير محمد". وفي زيارته التالية أضاف، "نقلت هذا الكلام إلى أصدقائي فأعجبوا بمحمد وقدروه كما قدرته".
بعد سنوات من لقاءنا الأول عاد الأستاذ يقول، "إنني مستاء من المسلمين أتباع محمد".
فقلت، "ولم؟!"
فقال، "إنهم لا يعرفون حق المواطنة. أنظر كيف يعامل أتباع محمد مواطني بلادهم ممن لا يدينون بدينهم، إنهم يقتلون ويطردون كل ألائك فأين حق المواطنة؟".
قلت، "هذا ليس من فكر سيدنا محمد الذي نزل عليه من فوق سبع سموات. إن خاتم المرسلين قد أكد على حق المواطنة بمعنى قوله، من آذى مواطناً في دار الاسلام ممن لا يدينون به، فقد آذاني".
فقال، "وكيف تفسر قتل وطرد المواطنين الذين لا يدينون بالاسلام في دار الاسلام؟"
قلت، "إن هذه الجماعات المسلحة تدين بدين من يدربهم ويسلحهم، إنهم يعملون لمصلحة الغرب الذي أنشأهم، ولا يعملون حسب دين رسول الاسلام الذي بعث للناس كافة رحمة للعالمين."
فقال، "حسن، الآن أستطيع أن أتراجع لأعيد اعجابي بمحمد ولأقول إنه رجل حكيم وفيسلوف كبير."
فقلت له، "هو أكبر من ذلك، هو رسول كريم وبه ختم الله سبحانه وتعالى رسالات السماء."
قال، "ما دليلك أنه نبي وليس حكيما؟"
قلت، "لكل نبي معجزة، ومعجزة آخرهم هو الكتاب الذي نزل عليه."
فقال، "وماذا في الكتاب؟"
قلت، "إن في الكتاب معلومات لم يعرفها الناس في عهد سيدنا محمد، اللهم صل عليه وعلى آله، ولكنهم قد تبينوا حقيقة هذه المعلومات بعد قرون طويلة."
فقال، "أنا مستعد لأسمع ما عندك ولسوف أرى."
فقلت، "جاء في سورة يس، آية 38، "والشمس تجري لمستقر لها". وهذا ما لم يعرفه الناس في ذاك الزمان، بل إن كتب الجغرافيا التي كانت تدرس لنا أٌقرت أن الشمس ثابتة، هكذا حتى أنا تعلمت. واليوم أٌقر العلماء جريان الشمس، وقالوا بعدم ثبوتها. كما جاء في القرآن الكريم".
فقال، "زدني".
فقلت، "جاء في سورة الذاريات آية 47، "والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون".
ففتح عينيه وحدق بي، ثم قال، "هذا ما يقوله اليوم علماء الفضاء!"
سألته، "وهل برأيك عرف محمد ذلك؟"
فقال، "من البديهي انه لم يستطع معرفة ذلك."
فقلت، "وإليك المزيد. ففي سورة النمل آية 88، يقول الله عز وجل، "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب". هذه الآية تبين دوران الأرض حول نفسها، ومن المعلوم أن هذه المعلومة لم تكن في علم السابقين إنما عرفت في العصر الحديث، وما كان لمحمد أن يأتي بهذا، بل الذي جاء به هو رب محمد صلوات ربي وسلامه عليه". ثم رأيت نفسي أضيف بقولي وفي سورة القيامة، آية 4، يقول رب العالمين، "بلى قادرين على أن نسوي بنانه". وهذه اشارة إلى اختلاف بصمة الأصبع من إنسان لآخر، ألا يعجب كل من يقرأ هذا الكتاب الذي نزل على رسول الإسلام منذ ألف وأربعمائة سنة ونيف؟ أليس هذا دليلاً على أن هذا الكتاب ليس من عند البشر؟ ثم أردفت لأقول، خذ هذه لتعمل ذهنك في ما تسمع. لقد جاء في الكتاب في سورة النساء، آية 56، "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب". أترى؟! يتحدث الكتاب هنا عن مركز الاحساس والألم ليبين أن العذاب يكون في الجلد، والأطباء قد أقروا حقيقة ذلك حديثاً! ألا يدل هذا على حقيقة محمد؟ فهو لم يكن جراحاً ليقول ذلك! من كل هذه المعلومات، وغيرها كثير، ألا تسوق العاقل من البشر إلى التساؤل الجاد عن حقيقة محمد وعن حقيقة الكتاب؟ لا شك أن ما ورد في الكتاب من معلومات ليست من كلام البشر إنما هي من رب البشر، وهذا يقودنا إلى الإقرار بأن محمداً ليس فيلسوفاً ولكنه نبي، والكتاب يدل على أنه آخر الأنبياء والمرسلين. إن هذا الكتاب يدعو الى الرحمة والمحبة والعدل للجميع بدون تمييز".
فقال، "أرني ذلك".
فقلت، "إن الكتاب يقول في سورة البقرة آية 190، "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا". والمفسرون المسلمون مجمعون على أن المسلم لا يعتدي، لتأكيد سيدنا وأسوتنا محمد، اللهم صل عليه وآله في حديثه الصريح، "لا تعتدوا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان، ولا أصحاب الصوامع" (بمعنى الكنائس).
فقال، "اذا وافقتك أن محمداً نبي ورسول ويدعو الى الرحمة كما أمره وعلمه ربه، فلم العالم يشاهد قطع الرؤوس وطرد المواطنين ممن لا يدينون بدين الاسلام؟"
قلت، "إنهم ليسوا من تلاميذ رسول الاسلام، بل هم من تلاميذ من خطّط وسلّح ودرّب". ثم أضفت له، "ألم تقرأ كتب كبار الكتاب الغربيين الذين اعترفوا بأنهم هم الذين أقاموا هذه الجماعات المسلحة؟"
فقال، "نعم قرأت". ثم زاد، "ولكن السؤال المحير، لم يندفع شبابكم وراءهم؟"
قلت، "إنهم لا يعلمون هذا المكر".
ثم أضاف مستغرباً، "لكنني أرى اليوم تحالف غربي- خليجي لضرب داعش! فكيف تدعي أنهم اختراع غربي؟!"
قلت، "ومن مثلك لا يعلم أن المعلن غير المستور؟!"
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]