ليست هذه المرة الأولى التي تُحل فيها الكنيست قبل انقضاء مدتها , وتجري انتخابات جديدة , المهم في الأمر أن حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة , لا يأتي بجديد ولم يغير من الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي شيئا , بل هذا الواقع يسير من سيء إلى أسوأ في كل ما يتعلق بشأن المواطن العربي في إسرائيل , لأن الفكر الصهيوني التوراتي الاستعلائي والعدواني للأغيار , لم يتغير ولم يتطور بقي كما كان منذ ألفي سنه , هذا أمر يخص السياسيين والمفكرين الإسرائيليين الذين بيدهم زمام الأمور , والذين ما زالوا متمسكين بنظرية عليّ وعلى أعدائي , نحن العرب ما يعنينا في هذه المرحلة الحرجة والمصيرية.
في ظل حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة , هو القانون الذي تم تمريره في شهر آذار مارس الماضي , والذي يقضي برفع نسبة الحسم في الانتخابات القادمة من 2 % إلى 3 فاصله 25% هذا يعني أن الحزب يحتاج إلى أربعة مقاعد على الأقل للحصول على تمثيل في الكنيست , ما يعني أن هذا القانون يعرّض الأحزاب العربية الممثلين في الكنيست إلى الخطر , يعرضهم إلى الاختفاء من الحياة السياسية في الانتخابات القادمة , إذا لم يوحدوا صفوفهم ويخوضوا الانتخابات في قائمة واحده.
إذا توحدت القوائم العربية فسترفع رصيدها من المقاعد من احد عشر إلى خمسة عشر أو ستة عشر مقعدا , وستصبح قوة برلمانية مؤثرة في القرار السياسي الإسرائيلي وفي الدفاع عن حقوق العرب , القوائم العربية أمام مفترق طرق سياسي مصيري , ففي ظل تنامي الكراهية والعداء للعرب في الوسط اليهودي وتنامي العنصرية ضد العرب , وفي ظل تنام اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يدعو صراحة إلى عدم التسامح مع العرب , ويدعو إلى قتلهم في مختلف المناسبات , في ظل هذه الأجواء ليس أمام قيادات القوائم العربية خيارات , إلا خيار واحد وهو خوض الانتخابات بقائمة عربية واحدة , وهذا سيمنحهم تأييدا ودعما جماهيريا غير مسبوق , ومن يفكر بالتغريد خارج السرب , فسيجد نفسه يحلق وحيدا خارج التاريخ في فضاء لا رجعة منه إلى الأرض.
سعيد سطل ابو سليمان
6 / 12 / 2014
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]