دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم إلى إغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين، والتفريج عن المكروبين، وشد أزر الضعفاء، ومسح دمعة المحزونين، وإطعام الجائعين، وكفالة الأيتام السوريين والفلسطينيين والصوماليين وغيرهم من اللاجئين والنازحين والمشردين في مخيمات الإيواء، والذين يعانون شدة البرد وضراوة الصقيع وألم الجوع.
وأشاد "القرضاوي" بالحملات التي تبنتها المؤسسات والجمعيات الخيرية في قطر وفي بلاد الخليج وفي أنحاء العالم، وقال : "أشد من أزرها، وأدعو المسلمين للتفاعل معها والمشاركة فيها كل بما يقدر عليه. ورب درهم سبق مائة ألف درهم. فافعلوا الخير وادعوا إليه لعلكم تفلحون".
وقال في بيان أصدره السبت : "واجب على كل مسلم أن يعين إخوانه بما يستطيع. فليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم، أو بات ناعماً متدفئاً وإخوانه يموتون تجمداً من البرد وتقتلع الرياح والثلوج خيامهم".
وأكد أن تكافل المسلمين فيما بينهم ليس إحساناً ولا تبرعاً، بل هو واجب إسلامي ديني أصيل، قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة:71]. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم".
وأشار إلى أن الله عز وجل جعل للمحتاجين حقاً معلوماً في أموال الأغنياء تفرضه شريعة الإسلام وإخوة الإيمان ونداء الإنسانية. قال سبحانه: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج:24-25]، وقال عز وجل عن المحتاجين: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الروم:38].
وحذر من الاستجابة لنزغات الشح والبخل، مستشهدا بقوله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:180].
وحث كل قادر على أن يبذل ما يستطيع، موضحا أن ما عند الله خير وأبقى، قال سبحانه: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26].
وتابع قائلاً: "من كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، من كان عنده فضل غطاء فليعد به على من لا غطاء له، من كان عنده فضل ثوب فليعد به على من لا ثوب له، من كان عنده فضل بيت فليعد به على من لا بيت له، من كان عنده فضل مال فليعد به على من لا مال له".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]