قررت قيادات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، الدّفع بتعزيزات من عناصر جهاز الأمن العام ( الشاباك) وجهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة ( الموساد) الى فرنسا، بذريعة مساعدة الأجهزة الأمنية الفرنسية في الحرب على ما اسمته " الإرهاب".
ويأتي ذلك، في اعقاب حراك نظمه حاخامات يهود في فرنسا، للمطالبة بحماية الجالية اليهودية هناك، إضافة الى مطالبة السلطات الفرنسية بتزويدهم بخارطة توضيحية تفصّل اعداد الجالية الإسلامية والمناطق التي تشغل فيها حيّزًا، في مسعى الى فرض الرقابة، بحجّة القضاء على بذور الإرهاب قبل نموّها.
وذكر موقع " nrg" الإسرائيلي، أن تل ابيب تكثف جهودها في الآونة الأخيرة، في ما يسمى " الحرب العالمية على الإرهاب"، من منطلق ادراكها أن نمو الإرهاب الإسلامي، وتعاظمه، من شأنه ان يشكل تهديدًا حقيقيًا وواقعيًا على أمنها، وفق المزاعم.
ويبدو واضحًا أن القيادات الإسرائيلية، وظّفت الهجوم- الذي نفذه مسلحون على صحيفة " شاري ايبدو" الفرنسية الأسبوع المقبل والذي قتل فيه 12 شخصًا، إضافة الى الهجوم على متجر يهودي في باريس، والذي كان ضحيته 4 اشخاص – في تبرير مزاعمها ضد الفلسطينيين وخاصة حركة حماس التي نعتتها بالإرهابية، الى جانب تبرير الموقف الإسرائيلي الحركات الإسلامية عالميًا ومحليًا.
واستغل الاعلام الإسرائيلي الهجمات، في الدعوة الى الحد من تعاظم انتشار الإسلام في أوروبا، والدعوة الى إيجاد ح لهجرة العرب والمسلمين، وفرض الرقابة عليهم في المسجد والاحياء والمدارس، مما يشكك في رواية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وادعائها بمحاربة الإرهاب، ويعزز آراء عدد من المحللين الذي ذهبوا الى القول إن إسرائيل تبذل ما بوسعها للحؤول دون تحوّل " أوروبا" الى دولة ذات أكثرية إسلامية.
يشار الى ان تل ابيب، ناشدت الجالية اليهودية في فرنسا الى بدء الهجرة الى إسرائيل، حيث شكّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجلسا وزاريًا لبحث التسهيلات التي من شأنه ان يمنحها لهم، مستغلا الازمة الفرنسية، لحل أزمة إسرائيلية تتمثل بما يطلق عليه " القنبلة الديموغرافية" والمساعي الرامية الى مضاعفة اعداد اليهود مقابل اعداد الفلسطينيين.
وذكر الموقع العبري، ان علاقة متينة نشأت بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ونظيرتها الفرنسية منذ عدّة سنوات، " ولكن الدفع بالعناصر الإسرائيلية اليوم، يندرج في اطار تأمين المصالح الإسرائيلية في باريس، والمؤسسات اليهودية، ومد يد العون للأجهزة وتزويدها بمعلومات حول " الإرهاب". على حد تعبيره.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]