تعاطف عالمي غير مسبوق مع فرنسا في مصابها الإرهابي الغير مسبوق في عُقر دارها , في الاعتداء على صحيفة شارلي أيبدو المعادية للإسلام , والمعتدية برسوماتها الكاريكاتيرية الساخرة على نبي الإسلام , باسم حرية الصحافة وحرية التعبير وحرية الكلمة وحرية الرأي , وما أكثر الحريات في بلد الحريات عندما يتعلق الأمر بالاسائة للإسلام والمسلمين.
كان العرب على مستوى الدول الأسبق من بين دول العالم في إدانة الهجوم على الصحيفة , وتتابعت الإدانات من مختلف دول العالم بسرعة البرق , وأقامت فرنسا تظاهرة مليونية دعت إليها جميع رؤساء الدول , وأطلقت عليها التظاهرة المليونية ضد الإرهاب , شارك فيها ما يزيد على أربعين من رؤساء وقيادات العالم وانطلقت التظاهرة في مشهد مهيب وسط عاصمة الحريات , يتقدمها الرؤساء والقادة بأيد متشابكة , تعبيرا عن التضامن العالمي مع فرنسا والوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب.
ومن المفارقات العجيبة أن الرؤساء المشاركين في التظاهرة وعلى رأسهم الرئيس المضيف هولاند , هم أنفسهم صُنّاع الإرهاب في العالم , هم رعاته وهم داعموه بالمال والسلاح وهم مصدّروه , والأنظمة العربية التي شارك ممثلوها بالتظاهرة بلباسهم العربي التقليدي رمز الأصالة والكرامة , هذه الأنظمة التي تحكم مواطنيها بالقمع بالحديد والنار , هي التي أفرزت الفرق المتشددة المتزمتة التكفيرية المعادية لها , وعلى رأسهم تنظيم القاعدة وما تفرع عنه من فرق متشددة تكفيرية , أمثال داعش وجبهة النصرة وقائمة الفرق تطول جميعها من افرازات الحكم القمعي ومما زادها تشددا وتزمتاً العدوان الأمريكي مع التحالف الغربي على العراق وأفغانستان وليبيا والسودان والصومال , والسجون الأمريكية السريّة في مختلف بلدان العالم , وسجن غوانتنامو في كوبا , وسجن ابو غريب في العراق , وسجن بغرام في أفغانستان , وسياسة الكيل بمكيالين في القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين.
هذه جميعها ولّدت حقدا وكراهية لدى الشعوب العربية تجاه أمريكيا والغرب , نتج عنه ما يسميه هؤلاء إرهابا , ما يرتكبه الأمريكان وحلفاؤهم من جرائم حرب وقتل ودمار بحق العرب والمسلمين , لا يعتبر إرهابا وإنما هو حقٌ مشروع في الدفاع عن النفس , لن يتوقف ما يسمونه إرهابا , ولن تستطيع قوة في الأرض إيقافه طالما بقي الكيل بمكيالين قائما.
سعيد سطل ابو سليمان 13 . 1. 2015
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]