حظيت مجلة شارلي إيبدو التي نشرت رسومات ساخرة من نبي الإسلام بالتظاهرة المليونية التي جابت شوارع العاصمة الفرنسية والتي شارك فيها ما يزيد على أربعين رئيسا وزعيما من مختلف دول العالم بينهم زعماء وقادة عرب , على تأييد شعبي ورسمي غير مسبوق , الأمر الذي شجعها على إعادة الإساءة مرة أخرى متحديةً العالم الإسلامي بأسره شعوبا ودولا , فقامت بطباعة خمسة ملايين نسخة مسيئة لنبي المسلمين , وقامت بتوزيعها في العديد من دول أوروبا والعالم.
وعندما نقول متحدية للعالم الإسلامي نعني 1.62 مليار مسلم , لا تقيم لهم المجلة وزنا ولا تحسب لهم أدنى حساب , أتدرون ما سبب هذا التحدي السافر والذي جاء بهذه السرعة الغير مسبوقة ؟ هناك سببان لا ثالث لهما , السبب الأول انعدام رد شعبي ورسمي على الإساءة , الرد الشعبي لم يرق إلى مستوى الإساءة , لم يتعد بعض التظاهرات خرجت هنا وهناك في بعض البلدان الغير عربيه , وانعدام الرد الرسمي على مستوى الدول والحكومات العربية والإسلامية , بل شاهدنا في التظاهرة التضامنية مع المجلة شخصيات عربية بارزه شاركت باسم دولها وحكوماتها , المسلمون المعنيون بالإساءة جاءوا من بلدانهم إلى فرنسا ليعبّروا عن تضامن بلدانهم مع المسيء لنبيهم , هذا ما شجّع المجلة على التمادي في الإساءة وطباعة خمسة ملايين نسخه بهذه السرعة الغير مسبوقة.
السبب الثاني , العاملون على المجلة يعلمون علم يقين أن رد المليار وستمائة مليون مسلم لن يتجاوز حد الإدانة , وفي أسوء الحالات الاستنكار بصوت عال , إنهم يعلمون علم يقين أن هذا الكم الضخم من المسلمين في العالم ما هو إلا رقم ليس إلا , لعلهم قرؤوا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ قال : بل انتم يومئذ كثير , ولكنكم غثاء كغثاء السيل , ولينزعنّ الله من صدور أعدائكم المهابة منكم , وليقذفنّ في قلوبكم الوهن , قال قائل يا رسول الله ما الوهن ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت , رواه الإمام احمد وأبو داود وصححه الألباني , الحديث يبين للقاصي والداني ما آل إليه حال المسلمين , من ضعف وهوان على كثرة عددهم , والمتربصون بالإسلام والمسلمين يحسنون قراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ودراستها وفهمها أفضل من قراءة المسلمين وفهمهم لها , العاملون على المجلة حفظوا هذا الحديث واخذوا به واعتمدوه في الإساءات المتكررة لنبي الإسلام.
والحقيقة أنها ليست إساءة لنبي المسلمين , ولن يستطيع احد الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم , لان الله تعالى حسم هذه المسألة بقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم : إنا كفيناك المستهزئين , سورة الحجر أيه 95 جاء لفظ كفيناك بصيغة الماضي , وقال مؤكدا ذلك بصيغة المضارع فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم , سورة البقرة 137 ويقرر ذلك لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بقوله : أليس الله بكاف عبده الجواب بلى , الحقائق والتاريخ الماضي والحاضر يؤكد وعد الله بقوله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم , الهدف من الإساءات المتكررة لهذه المجلة وغيرها من المجلات والصحف ,هو النيل من المسلمين , المسلمون هم المعنيون بالإساءة لنبيهم وليس النبي المعني بهذه الإساءة , انسب رد على هذه الإساءة تمسك المسلمين بدينهم وبسنة نبيهم قولا وعملا , هذا هو الرد الأمثل وليس استعمال العنف.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]