إن المدرسة هي المربية الثانية لأبنائنا بعد البيت والأهل لا سيما وأنهم يقضون الوقت الطويل فيها ولربما كان وقتهم فيها أكثر من وقتهم في بيتهم وبين أهليهم ؛ لذلك كان للمدرسة الدور الأعظم في البناء التربوي لأبنائنا فلذات أكبادنا والذين هم شباب المستقبل الذين سيبنون الأمجاد لأمتنا ولبلدنا الحبيب يافا .
وتكمن أهمية المدرسة في ثلاثة جوانب :
الأول: البناء الاجتماعي: يتساوى الطلاب في المدرسة ولا يتميز أحد منهم إلا بالتفوق العلمي أو الأخلاقي أو كليهما ، وبهذا يجد الطفل المنبوذ في أسرته ترحيباً في المدرسة وفرصةً لاكتساب التفوق لتظهر له شخصية محبوبة لم تظهر له في أسرته ، كما أنه يندمج في مجموعة من أترابه تختلف شخصياتهم فيتعلم مبادئ التعامل واحترام الآخرين ومراعاة مصلحة الجماعة ، هذا إضافة إلى الانضباط الذي يتعلمه من خلال اللعب الجماعي والأنشطة المدرسية ، وتظهر فيهم شخصيات قيادية ذات قدرة على تحمل المسؤولية.
الثاني: البناء الأخلاقي: تقوم المدرسة بدور فعال في بناء الأخلاق إذا اختار الآباء مدرسةً فيها مدرسون أتقياء وأمناء ملتزمون بالشرع وتضم كذلك قرناء صالحين.
ويجب أن تتوحد أو تتقارب التوجيهات الأخلاقية التي تهتم بها الأسرة والمدرسة وإذا عرف الآباء أن المدرسة تزرع العادات الحسنة فعليهم أن يدعموها ، أما إن كانت تلك العادات سيئة فيجب أن يتصلوا بالمدرسة وأن يحاولوا إقناع أبناءهم بأن البشر كلهم عرضة للخطأ ، ويقنعوهم بسوء هذه العادة وقبحها، كما يجب على الآباء أن يسألوا عن أخلاقيات أولادهم وسلوكهم في المدرسة.
الثالث: الإعداد الوظيفي: ليس المقصود بالإعداد الوظيفي تأهيل الابن لممارسة مهنة تنفعه وتنفع أمته فحسب ، بل يتسع المفهوم ليشمل تأهيل الفتاة لتكون زوجة وأمّاً قبل كل شيء ، وتأهيل الشاب ليكون عضواً صالحاً في المجتمع وأباً مسئولاً وصاحب مهنة شريفة.
لذلك يجب على الآباء أن يختاروا أفضل المدارس لتربية أبنائهم وذلك من واجب الرعاية التي ائتمنهم الله عليها في أبنائهم .
أبنائنا في خطر لأن الكثير من الآباء والأمهات يضعون أبناءهم في مدارس يهودية دون رعاية وتوجيه وعناية إلا من رحم الله ، فيلقون بفلذات أكبادهم في مستنقع آس من الفساد وسوء الأخلاق وقلة الحياء لا يعلمه إلا الله لا سيما وهم يتحججون بأن هذه المدارس أفضل من المدارس العربية بالمستوى العلمي ، وبماذا أفضل؟!
أيها الآباء والأمهات الكرام التربية أساسها البيت ، والطالب المتفوق والمجتهد يكون كذلك في أي مدرسة ، واليوم بفضل الله المدارس العربية فيها تخصصات وفيها نسبة نجاح عالية والطالب الذي يريد التفوق والتقدم فالفرص المتاحة له فيها كثيرة .
فالمدارس اليهودية ليست مفضلة على العربية في جانب العلم وأنا أقول بأن الآباء الذين يضعوا أبنائهم في المدارس اليهودية يجنون على أبنائهم ؛ وقبل كتابتي لهذا المقال قابلت بعض الشباب ممن أنهوا الدراسة في المدارس اليهودية ووصفوا لي الحال في هذه المدارس وكيف انصهروا هناك مع اليهود وكيف أخذوا منهم سوء الأخلاق والأعمال بسبب الحرية الزائدة والعادات السيئة ؛ يجلس الشباب مع البنات ويتعانقوا ويقبل بعضهم بعضا ويدخنوا ويفعلوا الفواحش كأنها شيء عادي دون عفة ولا حياء ، وقد قالت العرب من عاشر قوما أربعين يوم صار منهم ، فكيف بأبنائنا الذين يقضون السنين معهم ! ثم ماذا ؟ تكون النتيجة مؤلمة ، شباب مُنحلون يجرون وراء الشهوات والملذات والمنكرات ، لا يغارون على أعراضهم ، وفتيات انخلعن من الحياء والعفة والطهر وسرعان ما يُفرطن بأعراضهن ... وأغلب هؤلاء لا يجيدون لغتنا العربية ، وحين تدعوهم إلى الله والى الصلاة يقول لك بوضوح وللأسف: أنا لا أعرف العربية ولا اعرف الصلاة ولا قراءة القران ، ومنهم من قال لي: يا شيخ أكتب لي الفاتحة وبعض الآيات ، والصلاة الإبراهيمية ، والتحيات باللغة العبرية حتى أتعلم الصلاة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ناهيك عن انتشار ظاهرة التجنيد تحت عنوان مُشَوَش "الخدمة الوطنية" وما هم إلا جنود للجيش الإسرائيلي ، وليس هذا فحسب بل هناك من يتجندون في صفوف الجيش الإسرائيلي حقيقة .
أيها الآباء والأمهات نصحي لكم وبالله التوفيق أن لا تجنوا على أبناءكم بوضعهم في مدارس اليهود وفي مدارسنا العربية غنى عن ذلك مع أنها لا تخلوا من خلل هنا وهناك فالكمال لله وهنا يكمن دوركم في التربية والتوجيه والرعاية والله الهادي إلى سواء السبيل .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]